حوران أرض العلماء والشعراء والمصلحين والثوار
الاثنين, 01 أبريل 2013 11:16

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مما يميز سوريا العظيمة أو بلاد الشام أن مدنها وقراها العريقة لا تزال تحافظ على أسمائها وعلى تراثها الضارب في أعماق التاريخ. وبصفتي من المهتمين بذلك التاريخ فإنني أشعر بكثير من الفخر والاعتزاز بهذا القطر الشامخ حين أسمع أسماء القرى والأحياء والمدن العريقة، وهي تضيف إلى أمجادها التاريخية التليدة أمجادا جديدة، حينما تتصدى ببطولة لشبيحة الأسد الغريبة على قيم وحضارة سوريا، والتي تحمي أحد أشد الأنظمة في العالم وحشية وديكتاتورية، ذلك النظام الذي استولى على مقاليد الحكم في دمشق عاصمة الخلافة الإسلامية ومعقل الأمويين الشامخ في غفلة من التاريخ.

  من بين هذه المدن والقرى الصامدة التي تضيف لأمجادها القديمة أمجادا جديدة مدن سهل حوران العريق، ذلك السهل الذي أمد العرب والمسلمين والإنسانية بعطاء حضاري ثري، تعانق فيه العلم والأدب والثقافة والجهاد والتاريخ العريق، حيث كان لهذا السهل تاريخه المجيد الذي يعود إلى آلاف السنين، وكان سلة غذاء الامبراطورية الرومانية، ومقر ملوك الغساسنة، وذكره شعراء العرب في الجاهلية، وكفاه فخرا أنه يحتضن نهر اليرموك الذي جرت على ضفافه المعركة التاريخية الفاصلة التي كانت نتيجتها الفتح الإسلامي لبلاد الشام.

  في مقدمة مدن هذا السهل: مدينة درعا التاريخية عاصمة المحافظة، ومهد الثورة السورية المباركة، المدينة التي عرفت في التاريخ باسم أذرعات، المدينة التي مر بها امرؤ القيس عميد شعراء الجاهلية أثناء رحلته إلى الروم، وذكرها في شعره، حين قال:

     تنورتها من أذرعات وأهلها    بيثرب أدنى دارها نظر عال

ومنها مدينة بصرى التي زارها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلته التجارية مع عمه أبي طالب في الجاهلية، والتي لقي فيها بحيرا الراهب، تلك المدينة التي أنجبت للأمة الإسلامية الحافظ العالم الجليل ابن كثير صاحب التفسير وصاحب البداية والنهاية وصاحب اختصار علوم الحديث. فلا غرابة إذا أن تتعرض اليوم للقصف الهمجي من طرف الحلف الصفوي الرافضي غير المقدس بين نظام الأسد وميليشيات الحرس الثوري وأذنابهما في المنطقة، ذلك الحلف الحاقد على هذه المدينة وعلى ما ترمز له.

  ومنها: مدينة أزرع الصامدة التي هي مسقط المفكر والمصلح والعلامة الجليل الذي سارت بمؤلفاته الرائعة الركبان ابن قيم الجوزية.

  ومنها مدينة جاسم التي ضرب شعراء العرب الأقدمون المثل بغزلانها.

  وكأنها وسط النساء أعارها    عينيه جؤذر من جآذر جاسم

 المدينة التي كانت مسقط الشاعر الكبير أبي تمام.فكان جزاؤها على هذا العطاء أن سوتها طائرات الميغ الروسية بالأرض من أجل بقاء نظام لا يعطي قيمة للأصالة والتراث، ويكره كل ما له صلة بالمجد الشامي الذي لا مكان فيه للأسد وحاشيته.

  وهناك مدينة نوى التي يكفيها شرفا أنها أنجبت الحافظ النووي صاحب المنهاج، ورياض الصالحين، والأذكار، والتقريب، والأربعين النووية.

  وهناك صيدا الواردة في شعر النابغة الذبياني، و التي قد تلتبس على بعضهم مع مدينة صيدا التاريخية اللبنانية . ونتعرض صيدا حوران  بدورها كما هو حال نوى إلى عنف الأسد الذي تتصدى له ببسالة.

  ومن مدن المحافظة أيضا ذات العراقة التاريخية: اللجاة، والصنمين، والحراك، والنصيب، وانخل، وفيق، وحارب، وغيرها من المدن والقرى التي صمدت في وجه عاديات الزمن وفي وجه الطغاة الغزاة، وهي اليوم تواصل صمودها في وجه طغاة اليوم، وكما انتصرت على أولئك فإنها بإذن الله ستنتصر على هؤلاء.

  وفي الختام نقول لأهل حوران، أحفاد النووي وابن كثير وابن القيم وأبي تمام، أهل العلم والفضل والجهاد، ومن خلالهم نقول للشعب السوري الأبي:   إلى الأمام، والله معكم، وإن النصر لقريب.

عبد الله السالم بن محمد يحيى

 

حوران أرض العلماء والشعراء والمصلحين والثوار

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox