الخميس, 04 أبريل 2013 13:27 |
أحمد سالم زيادمن يُلجِمُ الذئب المسعور؟
قتلنا الجبن.. نخافُ من كل شيء.. حتى الفضيحة.. ولا فضيحة أكبر من فضيحة أمــــــــــــة بكاملها تخاف..
ستظلُّ الأعراضُ تنتهك.. والذِّئْبُ الْمَسعورُ يستيقظُ أَنَّى شاء.. ليلتهم عرضي.. وعِرْضَكْ.. وعِرضِ أُمَّةٍ.. على قارعة الطريق.. ثُمَّ يبتزني ويبتزُّنا ليسكت..
يأخذُ ما شاء.. ويدعُ ما شاء.. كيف شاء.. وحينَ يشاء...
لا نامتْ أعين الجبنــــــــــــــــــــاء.. وكيف لها أن تنام.. والذئاب تدفعها غلمة السعار.. وشبق النزوة.. وأمن العقاب.. أن تعفر أعراضنا بالتراب..
أنا على.. استـــــحياء أعذر الذئاب.. فهي ذئابٌ ومسعورةٌ.. واللحمُ البضُّ.. يغوقظُ نَهَمها.. والراعي نام عن القطيع.. والقطيع يشُله الخوف.. وعار الخوف.. عند كلّ الشعوب.. أقبح من عار الزنا..
فكيف.. ياعُقلاء الأرض.. نقارن بين جُرْمِ الإغتصاب.. وبينَ ظلم الإغتصاب..
على الضحية.. في بلدي.. أن تنظف سكين جزارها بدموعها.. وأن لا تقلق هدوءهَ حتى يقضي وطره.. لتنسحبَ ذليلة كسيرة.. وينسحب الفاتك الشجاع.. والبطل الجسور.. فخورا.. مرفوع الرأس..
أسمعُ كلَّ يوم.. عن فضيحة.. ستر اللهُ أعراضنا وأعراضكم.. تهدِم مجدَ أسرة.. وتقْصِم ظهر فخرها..
قد تضحكون أيها الرجال الأشاوس.. من إعترافٍ جبان.. ندّ مني ساعة صراحة مع الذات...
أنا.. وأقولها صراحة.. أصبحتُ أشكُّ في رجولتي..
فقد تعلمْتُ من الكبارِ.. الكبارِ.. أن الرجولة تختلفُ عن الذكورة.. فالحمار.. أكرمكم الله ذكر.. والثور ذكر.. والكلبُ ذكر....
أمّا الرُّجُولَةُ فلها معانٍ اندثرتْ.. قلما تصادفُ عوامّ الناس.. وعَوامُّ الناس عند الخَاصَّةِ.. منهم الملكُ والوزيرُ والمديرُ والجنرال والسياسي الكبير والتاجر والطبيب الماهر...
تعلمْتُ من الكبار.. :أن الرجولة مَلَكَةٌ تحملُ صاحبها على النِّجَادَةِ؛ فتتحرك الجيوش من بغداد إلى أنطاكية.. لأن مسلمة أهينتْ ذات نزوة عِلْجٍ..
إن رَجُلًا بلا نخوة.. ليس رجلا.. بل هو ذكر.. وإن الديّوث لذَكَرٌ.. وإن كان سيئ الذِّكْرِ.. وضِيعَ الذُّكورة.
عفوا.. أختاه.. أختَ الدين والوطن.. لم أستطع أن أحميَك.. يومَ امتدت تلك البراثن العَفِنَةِ.. إلى عرضك.. ويوم أطبقتْ تلك الأيدي الدَّنِسَةِ على عنقك.. لم أكن رجلا لأثأر لك.. لأخرجَ إلى الشارع.. ولو للحظة.. لأقول :إنني أدين هذا الفعلَ المقزز الحقير...
تحية إجلال.. أرفعها لتلك المناضلات.. اللاتي خرجن لساحات القتل والقتال.. مشمراتٍ متأهباتٍ.. وخلفننا على قصعة الثريد.. نجر ذيل الخيبة.. على الحقيقة.. لكيْ لا نرى الحقيقة..
المشكلة المؤرقة.. أن المغتصب.. لا بدّ أن يعيد الكرة.. وكم أساء الفعل من أَمِنَ العقوبة...
ألَمْ يَانِ لهذا الجتمع الغافل الْمُتغافل.. أن يستيقِظَ.. ليرى بعين بصره.. حجمَ الفجيعة.. فقد اتسع الخرق على الراتق..
إذا كانتْ سياسة النّعَامَةَ.. تكفي لإراحة ضمائرنا.. فلا غروَ أن نستريح.. فليس أكثر رمالا ولا أنعم من كُثْبَانِنَا الرملية..
وإن كان هذا الفعل الجبان.. يا مجتمعُ.. هُوَ أيضا إرغامٌ لأنفك.. وتعفير لمحياك.. فلا كرامة لأمة تعشق عبق الرُّغام..
سيدي القاضي.. سادتي المستشارين.. إنكم أمام ذئاب بشرية مسعورة.. قَرمَةٌ لأكل اللحم البشري.. ظَمْأى لِدِمَاء البشرية.. مُجَخِّيَةٌ قلوبُهم.. مُسْوَدَّة منكوسة.. لا تعرف المعروف.. ولا تنكر المنكر..
لقد ألفت هذه النفوس الشر.. ولن تقلع عنه حتى يلِجَ الجمل في سم الخياط.
إني أرى حياتٍ في جحورها تترقبُ حكمك.. فإن حكمتَ وعدلتَ.. أمِنتَ ونِمتَ ونِمْنَا معك.. بأمان.. وستحمل الحياتي رثَّ أمتعتها.. لتهاجر.. ككلّ الوحوش التي كانت تسرحُ وتمرحُ آمنة مطمئنة.. في هذه البلاد.
إحقاقا للحق.. وقطعا لدابر الشر.. وحسما لمادَّتِه.. وحمايةً للباقي من قيم المجتمع.. وتطبيقا للعد الإلهي.. وإحياءا للناس جميعا.. ورحمةً بتلك النعاجِ الضَّالَّةِ.. نطالبُ بالإعدام النّافذِ.. لِتِلْك النفوس المستحقة.. بكل المعايير ..للهلاك والقتل شنقا.
|