حق الرد على العقيد البخاري: |
الاثنين, 08 أبريل 2013 10:22 |
العقيد البخاري
العقيد البخاري والعقيدة العسكرية الموريتانية في محاربة الإرهاب في مقال نشر قبل اسبوع في بعض المواقع الإلكترونية الموريتانية ، للعقيد البخاري تحت عنوان "البعد العسكري لمحاربة الإرهاب ، محور أساسي من مقاربة شاملة مؤسسة على التجربة الموريتانية في محاربة الإرهاب" ، الصادر بتاريخ 2 ابريل 2013. فخلال قراءتي لهذه "الورقة" ، لفت إنتباهي عثرة أو مغالطة وقع فيهما صاحب المقال. وقبل أن أضع اصبعي على الجرح ، أريد أن أبين إنني لا أختلف ولا أعارض صاحب المقال لا من الناحية الأكاديمية ولا من الناحية المنهجية ، وأتفق معه في الكثير من إستنتاجاته ورؤيته للقضية التي طرح للنقاش ، ولكن اختلافي معه – وليس خلافي - أرجو أن ينحصر في المفاهيم ، مع علمي المسبق ، بأن الصراع الجاري الآن، وفي كل مناحي الحياة ، يبقى صراعا "مفاهيميا" بإمتياز. هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، سأرد على صاحب المقال بصفته يمثل المؤسسة العسكرية الموريتانية بما لها وما عليها. يقول صاحب المقال في عنوان فرعي هو "المحيط الجيـو- ستراتيجي الاقليمي" ، يقول"...تعيش الدول المحاذية لموريتانيا تحت تهديدات دائمة من نزاعات مسلحة كامنة أو نشطة (انظر شكل أ): نزاع الصحراء الغربية (الجزائر والمغرب)، كازامانص (السنغال)، النزاع في شمال مالي (مالي)،(تونس، ليبيا، مصر). أريد هنا من الأخ العقيد البخاري ، أن يوضح لي وللقارئ الموريتاني وللتاريخ ، لماذا عندما ذكر الصحراء الغربية ، وضع الجزائر والمغرب بين قوسين...، هل يقصد الأخ العقيد بأن الصراع في الصحراء الغربية ، هو صراع جزائري- مغربي ولا دخل للصحراويين فيه...؟ هل يقصد بأن محاربة الإرهاب ، في جانبها الجيو- ستراتيجي ، تخص "دول الميدان" ، بالاضافة إلي "الشقيقة" المغرب ، وأن "نصيب" الصحراويين من محاربة هذه الآفة "سيوزع" على الاخوة الجزائريين والأشقاء المغاربة والباقي يكون من "حظ" الموريتانيين...؟ ثم ، لماذا لم يضف موريتانيا للجزائر والمغرب داخل القوسين ، إذا كان يعتقد بأن الصراع في الصحراء الغربية هو صراع جزائري – مغربي ، فموريتانيا كانت بالأمس القريب ومازالت في قلب هذا الصراع ، عسكريا وسياسيا وأمنيا ودبلوماسيا ، مع تحفظي على عبارة – ومازالت - . فهي تتقاسم مع الشعب الصحراوي اللغة (اللهجة الحسانية) ، ورابطة الدم والعادات والتقاليد والدين.. تتقاسم معه التاريخ وتتقاسم معه الجغرافيا . الموريتانيون هم الأقرب للشعب الصحراوي ، والأقربون "أولى" بالمعروف يا سيادة العقيد. فكيف إذن ، يأتي أحدهم اليوم ، ليكتب عن الصراع في الصحراء الغربية ، ويتبعه بقوسين جمع فيهما الإخوة الجزائريين والأشقاء المغاربة ، وجعل الشعب الصحراوي بآلامه وآماله وأحلامه ودمه ودموعه وتضحياته ، خارج هذين القوسين . إن من وضعك خارج القوسين ، وضعك خارج التاريخ وخارج الجغرافيا ، وخارج المعادلة التي تتحدث عنها في مقالك ، فاتقي الله فينا سيادة العقيد. لقد تحدث الأخ العقيد في عنوان فرعي سابق للعنوان سيء الذكر، سماه "عوامل الهشاشة وتمييز التحديات الأمنية في الساحل وخاصة منها تلك التي تمس موريتانيا ". ياسيدي إن من يتكلم عن عوامل الهشاشة والتحديات الأمنية في منطقة الساحل ، ويضع الصراع الصحراوي – المغربي ، في السياق – الفكري على الأقل – الذي وضعتموه فيه ، فهو إما جاهل , أو متجاهل لعوامل الجغرافيا وحقائق التاريخ . سيدي ، إنه وبشهادة منظمات دولية وازنة، ومعاهد تحليل ودراسات كبيرة ، لايمكن كتابة الشعب الصحراوي خارج قوسين ، فجبهة "البوليساريو" ومن ورائها الشعب الصحراوي أصبحت تشكل عامل استقرار في المنطقة ، وطرفا صعبا في المعادلة الجيو- ستراتيجية التي تحدثتم عنها. هل يمكن لعسكري مثلا ، يحمل على كتفيه خمسة نجوم ثقيلة أن يتصور محاربة " دول الميدان" لظاهرة الإرهاب ، دون أن يخطر بباله دور جبهة " البوليساريو" في محاربة هذه الآفة........ !؟ انا مثلا سأصاب بالدهشة ، إذا قيل لي أن جبهة "البوليساريو" نامت نوما هادئا في إحدى الليالي ، ومرت تلك الليلة على "دول الميدان" بخير. وتصبح سيد العقيد بألف خير. الدكتور: محمد ولد بيبات الصحراوي |