عثمان ولد كريفيتزملائي العمال ...

لقد ظل فاتح مايو يوما عماليا، تحتفل فيه الشغيلة، عالميا ووطنيا، بما يمثله من رمزية النضال العمالي. وفي هذا الإطار، فإننا كنا دائما حريصين على أن نخلده معكم، منذ دخولنا في المعترك النقابي،  بعد أن منحتمونا ـ زملائي العمال ـ ثقتكم في انتخابات 28 إبريل 2011، كمندوب عمالي، ولكم أن تقيموا معي، قبل وبعد هذه الفترة.

لقد كان العمل النقابي قبل هذه الفترة، وخاصة بالنسبة لمناديب العمال، فرصة للترسيم ونيل الامتيازات والحظوة والمحسوبية، على حساب حقوق الشغيلة، وهي ثقافة حاولنا، جاهدين، خلال مأموريتنا الجارية، أن نقف في وجهها، حتى يكون المندوب العمالي رأس حربة العمال، ويكون أول من يدفع فاتورة النضال، لا أن يكون أداة طيعة في يد المشغل، ووسيلة كسب فردي وشخصي، على غرار الكثير من زملائي المناديب، ممن انجروا وراء سراب ومغريات فتات مائدة MCM ونخاسيها، والتي غالبا ما تكون وعودا عرقوبية و:(سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا).

زملائي العمال ...

لكل عمل بشري إنجازات وإخفاقات، والعمل العمالي ليس بدعا من هذه القاعدة، ولا يخفى عليكم ما تم تحقيقه خلال عامين من مأموريتنا، والذي يمكننا إيجازه فيما يلي:

ـ خلق ثقافة نقابية حقيقية، واحترام العمال، حتى صارت الشركة تحسب ألف حساب قبل التفكير في فصل أي عامل؛
ـ خفض ساعات العمل من 12/24 إلى 8/24 بالنسبة لعمال شركة الأمن، رفع رواتب العمال، من خلال علاوات السكن، والمادة 40، وعلاوة الخدمة المعوضة PSR، وغيرها من العلاوات المعروفة لديكم؛
ـ فتح باب الترسيم، بالنسبة لعمال المقاولات؛
ـ الحصول على تشجيعات (أجور أشهر مجانية)؛
ـ التأمين الصحي، وإن كان متفاوتا بين عمال الشركة الأم وعمال المقاولات؛
ـ الحصول على علاوة البعد، وغيرها من العلاوات، بالنسبة لعمال مشروع الطريق؛
ـ التوقيع على عدة محاضر صلح مع المشغلين، تحت الرعاية الرسمية للجهة الوصية؛

رغم ما ذكرناه، مما نعده إنجازات، أريقت من أجلها الدماء، فإنها تبقى محدودة، بل معرضة للإلتفاف عليها، إذا لم يتواصل النضال والتضحية، ولا يسعنا هنا إلا أن نشير إلى بعض الإخفاقات والتعثرات التي طالت مسيرتنا العمالية:

ـ المماطلة والتسويف الدائمين من طرف MCM ومقاولاتها، في تنفيذ مضمون محاضر الإتفاقات التي تم التوقيع عليها برعاية رسمية من (المفتشية الجهوية للشغل)، فكانت تلك بداية المواجهة، التي أسفرت عن مقتل أحد العمال وجرح واعتقال وفصل آخرين، واختراق الصف العمالي وتقسيمه، عملا بالقاعدة الاستعمارية (فرق تسد)؛
ـ التنازل التام من طرف بعض مناديب العمال، وتحت الضغط والترغيب والترهيب، عن جميع حقوق العمال، حتى تلك المكتسبة منها؛
هذا الواقع الجديد، خلف وضعية جديدة تمثلت في إقصاء الفاعلين العماليين، على حساب رموز التطبيل والتزمير ومن يسبح بكرة وعشيا بحمد الشركة ونخاسيها.

زملائي العمال ...

لم أشأ أن تمر مناسبة كبيرة كهذه، دون أن يكون لي حضور، كما عودتكم دائما، ولو عبر هذه الإطلالة، في الوقت الذي ننتظر فيه أن يطل علينا، عبر تظاهرة كرنفالية، وجوه مملة، باعت وتاجرت بعرق جبين العمال، بل ولا نستغرب أن تطل علينا وتشارك في هذه التظاهرة هامات ووجوه تجهل العمال ويجهلونها، ولا يسعنا إلا أن نقول لهؤلاء وأولئك:(يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون).

وفي الختام، نقرأ الفاتحة على روح شهيد القضية العمالية: محمد ولد المشظوفي، ونقول له: نحن على دربك سائرون، وعن حقك مدافعون.

من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد MCM ونخاسيها فإنهم لا محالة زائلون... عاش فاتح مايو ... عاشت الشغيلة الوطنية

والسلام عليكم ورحمة الله.

بتاريخ: 30 إبريل 2013
عثمان ولد اكريفيت
مندوب عمال تكتل مقاولة SMBTD-APRESCOGE