ذكرى الثامن يونيو 2003 /عبد الحي محمد سالم |
السبت, 08 يونيو 2013 18:44 |
مبدئيا ومن الناحية الديمقراطية فالإنقلاب وسيلة مدانة في أدبيات التغيير السياسي ،لكن مايهمنا هنا هو أثر ذلك الإنقلاب الدموي على الأوضاع في البلاد ،فبشاهدة كل المراقبين والمتابعين ساهم هذا الإنقلاب في إعادة بناء الجيش الوطني وتحسين ظروف أفراده المادية والمعنوية ،وبذلك أحدث إنقلابا داخل تلك المؤسسة العنيدة والعتيدة والعصية على التغيير،أما من الناحية السياسية فقد هز أركان نظام مهترئ عشعش فيه الفساد والغش والتزوير على مدى عقدين من الزمن ،خصوصا بعد انخراط ذلك النظام في لعبة دركي الغرب في المنطقة ضد ماتسميه أمريكا والغرب بظاهرة الإرهاب ،أي ضد الجماعات المسلحة الإسلامية التي تنشط في الصحراء الكبرى . لقد أدى إنقلاب الثامن من يونيوإلى كسر صورة نظام ولد الطايع في أقرب المقربين له وفي أعين من يحرسونه من كبار الضباط والأسماء معروفة في هذ السياق ،وتجلى ذلك في موجة من الإرتباك أصابت نظام معاوية حتى أطاح به حماة نظامه وسدنته في 3 أغشت 2005م وعلى نفس الطريقة الناعمة التي إنقلب بها معاوية على هيدالة في 12 دجمبر 1984م . لقد كان إنقلاب ال 3 من أغشت في جوهره نتيجة طبيعية لأنهيار نظام قيضت أركانه في الثامن منيونيو 2003م . لم يتمسمى أصحاب إنقلاب الثامن من يونيو بالأسماء المعهودة في الأدبيات الإنقلابية العسكرية المحلية والتي عادة تبدأ بكلمة الجنة العسكرية مرة للأنقاذ ومرة للخلاص وقد تبدل كلمة اللجنة بالمجلس كما تسمى بذلك منقلبوا ال 3 من أغشت 2005م. "مع طبعة المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية " .. وإنما تسمو ب "فرسان التغيير " وهو مايعكس ثوريتهم ووعيهم وإرادتهم العميقة للتغيير ،لأنهم كانوا منقلبين من خارج بنية النظام ،عكس الإنقلابات السالفة التي تحدث من داخل حصون النظام . لذلك ستبقى ذكرى الثامن من يونيو علامة فارقة في تاريخ موريتانيا السياسي المليئ بالمفارقات والتقلبات . |