الإتــحـــاد الإفـــريـــقــــي/الأستاذ : عبد الله بن ميارة |
الخميس, 27 يونيو 2013 13:07 |
وقتها كانت اللحظة فارقة فالقارة قد خرجت من ربقة الإستعمار وجراحاته التي استعصت علي العلاج مثل الإستبداد والفقروالجهل والمرض وإرث تجارة الرقيق ومخلفات النهب الإستعماري المنظم. كان القادة الأفارقة يحلمون بإفريقيا واحدة قوية مزدهرة تأخذ مكانتها بين الأمم المتحررة الجديدة الباحثة عن مكان تحت الشمس . كانت أحلام الافارقة تأخذ وجاهتها من أبعاد متعددة بعضها سياسي وبعضها تاريخي وبعضها يختلط فيه الداخلي بالخارجي لكن الذي لامراء فيه هو أن إفريقيا قارة فتية تحتضن موارد طبيعية هائلة كالمناجم ومصادر الطاقة والإمكانات الزراعية والحيوانية والرعوية وقبل هذا وبعده القوة البشرية التي استعصت علي تجارة الرقيق . استهدفت منظمة الوحدة الإفريقية تحقيق الإستقلال الوطني وتصفية الإرث الإستعماري وترميم الهوية الوطنية ودفع عجلة التنمية والتقدم وتحقيق الرفاهية للمجتمعات الإفريقية عبر عملية تكامل اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي . رهانا علي موارد القارة وقدرة أبنائها تجاوز المحن وخبرة شعوبها في التصدي للتحديات الخارجية والداخلية . استثمرت منظمة الوحدة الإفريقية الظرفية الدولية الراهنة آن ذاك مثل الحرب الباردة والصراع بين المعسكرين وفعالية الأمم المتحدة وحركات التحرر والمزهوة بانتصاراتها في مواجهة الإستعمار بشكله القديم والجديد . لكن المتغيرات المتسارعة التي شهدها العالم بعد سقوط الإشتراكية وانتهاء الحرب الباردة وانفراد الولايات المتحدة الآمريكية بتفصيل مقاسات النظام العالمي الجديد . فرض علي القادة الأفارقة إعادة النظر في منظمتهم القارية ومحاولة ضخ دماء جديدة فيها تكون عهلي مستوي التحديات والطموحات والاشواق المتوثبة في المزيد من التنمية والحريات والكرامة . قرر القادة الأفارقة في قمة طرابلس 9/9/ 1999 تحويل منظمة الوحدة الإفريقية إلي الإتحاد الإفريقي تأسيا بالإتحاد الاوروبي مع فارق التوقيت . ولد الإتحاد الإفريقي في قمة طرابلس الغربية 2001 م بعد مخاض عسير واصبحت المفوضية تقوم بمهام الأمانة العامة وتمت إعادة هيكلة الإتحاد الذي لم يسلم من التأثيرات الخارجية وصراعات القوي الكبري ووصاية القوي الإستعمارية التقليدية ومشكلات الانظمة الإفريقية الداخلية وصراعاتها التي لاتنتهي حتي تبدأ . يقف الإتحاد الإفريقي اليوم علي مفترق الطرق فالقارة الإفريقي وهي علي أعتاب الحادي والعشرين تبدو وهي أكثر انكشافا وأكثر تخلفا وأقل حظا من التطور والديمقراطية وصيانة الحقوق والحريات . ويزيد الطين بلة الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والجفاف والأمراض فضلا عن المشكلات البشرية المترتبة علي التقسيم الاستعماري كالصراعات الحدودية والنزاعات المذهبية واستثمار الأنظمة الديكتاتورية والديون الضخمة التي تثقل كاهل القارة وتجعل شعوبها تحت رحمة الرأسمالية المتوحشة والمتمثلة في اقتصاد السوق والشركات العابرة للحدود والقارات وكيد القوي الاستعمارية الحديثة المتحالفة مع أنظمة الداخل . |