نهتبل فرصة زيارة الرئيس الأمريكي براك اوباما للسينغال هذه الأيام لنذكره بجذور الإفريقية الممتدة ,لعله نسي كثيرا الأفارقة المسجونون في كونتانامو السيئ الصيت وهي فرصة مواتية وتحمل أكثر من دلالة لأنها على بعد أيام قليلة من ذكرى الاستقلال الأمريكي في الرابع من يوليو الذي يحمل أكثر من دلالة ورمزية لدى الشعب الأمريكي لأنه يجسد ذكرى انعتاقه من نير الاستعمار الإنكليزي ويجسد رغبة وطموح الشعب الأمركي في الحرية والكرامة والاستقلال.

هذه المعاني والرموز ندعو الرئيس اوباما لاستذكارها وتذكرها وهو يزور جزيرة "غوري" رمز تجارة "الرقيق" لكل ما تحمله من حقد وعنجهية وغطرسة وحشية يمكن إن يهبط إليها الإنسان وهو يبيع إنسانا مثله كما يبيع سلع "الزجاج" و"الطوابع" و"التبغ"، ولا يكتفي الإنسان ببيع أخيه الإنسان بل ينتزع من جذوره، ويقتلعه من أصوله ويلقيه في أرض يباب غريب الوجه واليد واللسان، ولعل أبرز من عبروا عن هذه المأساة الكاتب الأمريكي من أصل إفريقي "أليكس هيلي " في روايته "الجذور".

هذه الشواهد التاريخية والرموز الإنسانية العابقة بالمرارة والألم والمترعة بالأمل ندعو الرئيس اوباما لاستحضارها واستذكارها خاصة مأساة الإخوة الموريتانين في سجن "كوانتانامو" الذين وجدوا أنفسهم بين جدرانه الأربعة التي قدت من قسوة وصلف وغطرسة، لا لذنب جنوه إلا أنهم قالوا ربنا الله أو بالتعبير الأمريكي كانوا في الزمان والمكان الخطأ.

إن استمرار وجود محمدو ولد صلاحي وأحمدو ولد عبد العزيز وغيرهم من الأفارقة في "كونتانامو" وتزامنه مع زيارته لإفريقيا  وتزامنه مع ذكرى الاستقلال الأمريكي رسالة سيئة  ونكران للجميل ودليل إفلاس وتجاوز لكل الحقوق الإنسانية العالمية ورمز للهيمنة والتعصب والكراهية التي تحاول أمريكا محوها من وجهها من خلال معركة كسب العقول والقلوب.

سيدي الرئيس..

لقد راهن كثير من الأفارقة عليكم في ترشحكم الأول مرة عام إلفين وثمانية ووضعوا الكثير من الآمال وأوغل في الأمل إبان انتخابكم رئيسا للولايات المتحدة رغبة في تغيير سياسات أمريكا وجعلها أكثر إنسانية وأكثر تفهما وقربا وإنصافا لمعاناة الأفارقة اللذين تدين لهم أمريكا في قوتها ووجودها وتنوعها ومكانتها.

نأمل أن تعيدوا النظر في سياساتكم في إفريقيا وآسيا وأن تفوا بوعودكم في إغلاق معتقل "كونتانامو" وإطلاق سراح السجناء وخاصة الموريتانين ولد صلاحي وولد  عبد العزيز؛ لعل ذلك مع حلاوة "كوكا كولا" يخفف شيئا من الكراهية للسياسات أمريكا.