تنحى أمير قطر .. دروس وعبر/محمدعالي الهاشمي
الأحد, 30 يونيو 2013 14:57

محمدعالي الهاشميمحمدعالي الهاشميأعلن في العاصمة القطرية الدوحة عن تنحى أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن منصبه بعد ثمانية عشر عاما , بطلا لا مكرها و بإرادة خاصة منه وليس تحت ضغوط شعبية تطالبه بالرحيل و إفساحا للمجال أمام جيل شبابي جديد حتى يأخذ فرصته , في خطوة هي الأولى من نوعها في التاريخ العربي أي أن يتنحى أمير أو ملك عن السلطة بمحض إرادته وهي خطوة يمكننا استنتاج دروس وعبر منها:

- أولاها أن قطر ما تفتأ تقدم الدروس للعرب وهو ما أشرت إليه قبل فترة في مقال بعنوان : " المدرسة القطرية العبرة بالكيف لا بالكم " فهذا أمير  يتخلى عن منصبه وسلطته بمحض إرادته وفي ذروة مجده ودون أي ضغوط في حالة هي الأولى من نوعها في التاريخ العربي وهي درس بالفعل قبل القول.

- الدرس الثانية أن من حق الشباب أن يقود وأن يأخذ فرصته وهو ما أراده الشيخ حمد من هذه الخطوة بعد أن أمضى ثلاث سنوات وهو يحضر ولي عهده الشيخ تميم لهذه المهمة من خلال تدريبه على إدارة شؤون البلاد عن طريق الإمساك بثمانين بالمائة من الملفات الداخلية حسبما صرح الشيخ حمد نفسه قبل ثلاث سنوات.

- أن التغيير يجب أن يكون شاملا حتى أشخاص من وزن  الشخصية ذات الكاريزما القوية والداهية السياسي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق حتى لا يكون هناك نوع من تقديس الأشخاص أو اعتبار أن الحياة لا يمكن أن تسير دونهم من أجل أن يكون التغيير حقيقي وليس شكلي ومن أجل استمرار البناء والتقدم.

- أن الدولة التي تقوم على الشخص أو حتى الأشخاص لا يستقيم حالها وإنما الدولة التي تقوم على المؤسسات وهو أمر أثبته هذه الخطوة الرائعة من أمير قطر, فقد تم تغيير أشخاص النظام أو هرم السلطة في سلاسة وهدوء تامين.

- أن الشعوب لا يهمها من يحكم بقدر ما يهمها من يخدمها لذلك تعلق الشعب القطري بقيادته لأنها خدمته وكانت الكلمة التى عبر بها القطريون عن هذا التغيير هي " أبونا الشيخ حمد سلم السلطة لأخينا الشيخ تميم نسأل الله له التوفيق وهي مسألة جمعت لنا بين الحزن على ذهاب الشيخ حمد والفرحة بتولي الشيخ تميم " و قد ذكرتني هذه الجملة بكلمة قالها أحد الشباب القطري - زملاء الدراسة-  قبل سنوات عندما قال : " ماما موزة" فسأله أحد الشباب الأجانب مستغربا : لماذا تسميها با " ماما" فقال له: لأنها وفرت لنا مع الشيخ حمد التعليم والصحة وهي تسعى لراحتنا دائما لذلك هي أمنا " ونادرا أن تجد شعبا يتعلق لهذا الحد بقادته .

عندما نطرح السؤال الذي يجب أن نطرحه في هذا الصدد وهو كيف وجد الشيخ حمد قطر عند تسلمه للسلطة والمنزلة التى تركها فيها ؟,  نعرف لماذا تعلق به شعبه فقطر اليوم فيها أكبر دخل فرد في العالم وتفوز باستضافة أكبر تظاهرة رياضية في العالم وتحتضن كبار العلماء والمفكرين العرب وتملك إحدى أشهر وأنجح القنوات التلفزيونية في العالم وهي قبلة للمؤتمرات ولاعب أساسي في السياسة الإقليمية والدولية , وعندما نسأل لماذا تعلق الشعب العربي في فلسطين والسودان ومصر وغيرهم من البلدان العربية بل والإسلامية أيضا سنجد الدعم القطري السخي للسودان و الصومال والمساندة غير المحدودة لأم القضايا العربية والإسلامية " فلسطين " والموقف البطولي بدعم الشعوب في سعيها للتحرر من الدكتاتوريات التي جثمت على صدروها لعقود , وكذلك عندما نتجه نحو آسيا نجد آثار جمعية " أيادى نحو آسيا " القطرية وكذلك بقية الجمعيات القطرية, وقد ختمها الشيخ حمد بتقديمه لهذا الدرس عن القائد المثالي الذي يخدم شعبه ثم يترك السلطة إفساحا للمجال أمام جيل جديد بكامل إرادته بطلا لا مكرها.

 

تنحى أمير قطر .. دروس وعبر/محمدعالي الهاشمي

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox