صبوات الأجفان
الأربعاء, 03 يوليو 2013 15:08

لا تعزفي قيثارة الشك السحيق.. مغارة بلهاء..

لا تفشى المداما..

وتوردي جمرا..

فما بيني وبينك ليس ينبتُ "خيزرانا"..

لنْ نتقاسم الأوتار من فزع السلال..

ومنْ خفوت المستحيل الأحول..

كلا.. ولا من خافق تجفو السواحلُ نبضهُ..

وتوردي سقما..

فإنيّ قد تلوتُ عليك عذرية المكان الأوّل..

ونثرتُ في عينيك خفق مراكبي.. ليلا..

وبايعتُ العواصف علّها تتفرس الأقواسَ في لحمي

فمن لا يستظلّ غمامة السيف المطهر بالدم القاني... تعرّى،

ما أكثر الأشواك في حلقي، وحقل الراحلين على مسار الصخرة الوثقى.. تمائمُها تخللت المرايا والحشايا مرة أخرى..

وتلك دماءُنا ودموعنا الشهباءُ.. شاختْ وهي تسقط من عل..

قالوا نسير إلى وراء.. قلتُ أخشى أننا بتنا نسيرُ لأسفلا..

أخشى أن القوافلَ تنبحُ الأوتارَ..

أنّ حقولَ باب الكهْف رسمٌ في جدار من جحيم الثلج..

وأن سجية الأكواب تزحفُ حنظلا..

اللحظة الحمراءُ وترُ أصابع الإعصار،

سقفُ الجرح،

نشوةُ سرك العالي..

وكأس الظلّ في حدق البريق.. تزملُ النخل الكريم وقد تسامى..

زمرْ وفجرْ.... لا خيامَ ستصعدُ الأجفانُ في صبواتها..

فجرْ.. ولا تبكى الحماما..

ما أغربَ الأسماءَ في غسق الرموش..!

أيشرئبّ الطرفُ..

والدمُ والخطيئة في جناح النورس المسحور يختطفان عزفكَ والمقاما..؟!

لا تبك إنّ دربك في الوريد.. فلا خصاما..

إن العروبة بيتك الأزليّ.. قلْها...

والوريدُ ترابها وسماؤها، وبزوغها الحتميّ نقش في أهازيج القدرْ..

دمرْ وزمرْ.. لا خرائط للتراجع..

لا عقارب ساعة تشدو بكائية السفرْ..

فالجرح أفضلُ جرة للفجر، أجملُ غفوة فيها ترى الشهداء...

يتنفسون الفجر في ظل القمرْ.

لا دمعَ أسمعُ ظلهُ.. كنْ قنبلهْ..

واحدو القوافلَ في ربيع النار.. واحملْ سنبلهْ

وإذا رأيت الشدوَ يعزفُ أمة... كنْ أولهْ..

فدم الشهيد سنابل تبقى..

ويبقى الله لهْ.

نواكشوط في 30/6/2013

صبوات الأجفان

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox