أفكار غير ديموقراطية /الأستاذ عبدالله ولد ميارة |
الخميس, 04 يوليو 2013 10:13 |
حققت جبهة الإنقاذ جزءا من مشروعه التدميري بإسقاط الرئيس الدكتور محمد مرسي،وهي كوكتيل من كل التيارات المناوئة للإخوان : الفلول في القضاء والإعلام والإدارة والأجهزة الأمنية والاقتصاد، القوميون الفاشيون واليساريون الجدد، وبعض من شباب الثورة البلطجية والأقباط والمال السعودي والإماراتي، لاحظ أن السعودية أول دولة هنأت الانقلاب ، وهي المعروفة ببروقراطيتها البليدة، لكن الأمر يتعلق بالإخوان وبمصر الدولة المريضة ، التي يريد الجميع أن تبقي علي حالها. من مفارقات الحالة المصرية أن السعودية وإيران وأدواتها كالنظام ة السوري وحزب الله والنظام الطائفي في العراق ، التقت كلها معارضة ومواجهة الرئيس المنتحب الذي انقض عليه الجيش، بضوء أخضر من الولايات المتحدة. لم يواجه نظام في العصر الحديث ، مثل ما واجه نظام الدكتور مرسي من هيجة وهجمة وشيطنة ، استخدمت فيها كل الأدوات أللأخلاقية وغير الشرعية ،وسلطت عليه قنوات فضائية شكلت غرف عمليات تعمل آناء الليل وأطراف النهار، تتبع كل هفوة، أوسقطة أوخطا فتظهره وتنشره في زوايا الكون الأربعة ، وتخفي وتميت أي انجاز يتحقق. خذ مثلا الإمبراطورية الإعلامية السعودية التي تعمل تحت قيادةالمخابرات السعودية ، وهي تضم مجموعة الشرق الأوسط الإعلامية وقنوات" روتانا الغنائية" والعربية وقنوات الفلول وفي مقدمتها قنوات الملياردير القبطي نجيب ساويرس المعروف بعدائه للإ خوان ،وهو أحد أركان نظام مبارك ، دون أن اننسي قنوات إيران كالعالم و"الميادين" والمنار اللبنانية والإماراتية التي تجاوزت في عدائها للإخوان حدود الاعتدال والمسؤولية التي يجب أن تتحلي بها دولة . نحن الآن أمام حالة انقلابية سافرة ومكشوفة قادها الجيش المصري صاحب الخبرة في الانقلابات منذ 1952 وبدعم القوي القومية المعروفة بثقافتها الانقلابية و بكفرها بالديمقراطية ، والخبيرة في تحويل الهزائم إلي انتصار معززين هذه المرة باليسار المصري الذي شهد تراجعا لافتا علي كل المستويات والمتحالف مع الأنظمة القمعية الرسمية، والمعروف بدفاعه عن الشمولية وتبنيه لخيار الإقصاء، خاصة القوي الآسلامية . لكن رب ضارة نافعة ، والله العلي العزيز يخرج الحي من الميت ، فالانقلاب علي الشرعية يبرز مدي كفر النخب العربية السياسية خاصة القومية واليسارية والليبرالية بالعملية الديمقراطية. من الآن لا معني للديمقراطية ولا مكان للرأي الآخر ولا تبادل سلمي علي السلطة ولا حريات ولا صحافة ولا عدالة اجتماعية، لقد أصبحت هذه الكلمات من الماضي ، فالاحتكام الآن للعنف والعمل المسلح الذي وحده يحمي الحقوق ويحفظ الأوطان.أما الشعارات الجميلة من قبيل الحرية والديمقراطية والتبادل السلمي علي السلطة،فالأغبياء وحدهم من يصدق هذه الخرافات. لا مجال للعمل السياسي في البلاد العربية ، إذا استمرت النخب العربية بعقليتها الانقلابية الحالية والمرتمية في أحضان الأحذية الخشنة. وإذا استمرت القوي الدولية في ميكيافليتها اتجاه التحول الديمقراطي في البلاد العربية . ربما تكون القوى السلفية قد حملت الفكرة الوحيدة الصحيحة وهي رفض الديموقراطيه، الآن الحالة المصرية خير شاهد. تبقي القوى الإسلامية الأخرى أمام خيار واحد ،وهو الكفاح أو الجهاد . والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون. |