عودة الفرعون!/اشريف بن محمد يحيى
الثلاثاء, 23 يوليو 2013 13:21

عودة الفرعون!عودة الفرعون!قاب قوسين أو أدنى من عمر تجربة مشابهة "وقع الحافر على الحافر" فسول شيطان العزيز لوليه وأملى ... تماما كما أوحى إلى عديله قبل ذلك!

سلخ "المصر" من عمر ديمقراطيته اثني عشر شهرا في كتاب القدر وبدا لـ"العزيز" أن يغير مسار الحكم بعدما "نزعه عرق" العسكرية "الذي لا ينام"!

ولأن فرعون مصر – بطبيعته – يمارس ثنائية مزدوجة: يستخف بموجبها قومه فيطيعوه (في ساعة الاستعلاء) ويستمد منهم الشرعية ملتمسا إطلاق يد صلاحياته "المخولة" (في ساعة العسرة).. فقد نادى في قومه – ممثًلين في ملإه – عازفا على وتر الاستعطاف في لحظة ضعف استدعت منه تغيير الخطاب الفرعوني من نبرة: "ما علمت لكم من مُشرِع غيري" إلى خطاب مرتعد خائف قائلا: "ذروني أخلع مرسي وليدع حشده إني أخاف أن يغير مسار ثورتكم وأن يظهر في الأرض الاستبداد"!

وكان "عزيز مصر" – وهو ينفذ انقلابه – يسير على خطوات "عزيز" مثله ولسان حال الملإ – حوله –: إن تفعل فقد فعل أخ لك – في الرتبة – من قبل: أجهز على مسار ديمقراطي انتقلت بموجبه السلطة – أول مرة – من انقلابيين عسكريين إلى رئيس مدني منتخب كانت يداه مبسوطتين بكرم "الترقية" إلى قادة أجهزة المؤسسة العسكرية، وقلبه مطمئن بالثقة فيهم قبل أن يكفرا "إنعامه" وينقلبا عليه...

ولقد كان ذنب "الموشِّحَيْن" المنتخبين بالأغلبية (مع فارق الظروف والملابسات) أنهما منحا "المنقلبين" العسكريين ترقية لم يرعياها حق رعايتها، ورفعاهما "رتبة" عَلِيَة كانت [نجوم القائلة] أقرب إلى متناول استحقاقهما منها لولا تدخل "التوشيح" الرئاسي السامي!! ولكنه تاريخ المفارقات السياسية يعيد نفسه! وجغرافيا الواقع المقلوب تفرض إملاءاتها على حين غفلة من المنطق!! ولأن "قوة الموقع"  لا تغني شيئا أمام "ضعف الموقف" فقد أراد "عزيز" مصر أن يحفظ (حركته الالتفافية) "في موضع سليم" بعيدا عن متناول أيدي المفسرين! حذو سلفه الذي جعلها كلمة باقية في "بني زيًه وبزته": أن لا تعيش الديمقراطية المدنية إلا عاما أو لواذه لتصبح فيما بعد "منتهية الشرعية" وكأن قدر الشعبين أن تظل شرعية القوة هي العليا وقوة الشرعية السفلى!

وعلى حين جعل الانقلابي العسكري السلف إظهار "الفساد" مشجبا حاضرا لتبرير الإجراءات الانتقامية وتمرير التصرفات الاستبدادية؛ انطلق الملأ من قوم الانقلابي العسكري الْخَلْفِ من تهم باردة كانت حجتهم فيها داحضة، وكانت أولى مواد دستور إرجافهم: أن "الرئيس المنتخب" فر من سجن الفرعون الأب لما أدرك "نظامه" الغرق!

أما الفرعون الابن فاختار من قوم مرسي نحو خمسين رجلا لميقات ساديته ردا على سلميتهم بعدما قابل حرية "إعلام" و"رأي" مرسي  المفتوحة بالمصادرة الموجهة والاستهداف المركز، ثم بدا له من بعد ما رأى الآيات أن يبرر حبس رئيسه بـ"المحافظة على أمنه وسلامته الشخصية" بانتظار أن تنتج آلة دعايته تهما غير تلك أو تبدلها بما يتفق وأبسط مسوغات المصداقية!

وبعد .. فلكل انقلاب مِشجب ولكل ظرف خصوصية! ولكن {عودة الفرعون} إلى ملك مصر [ما] يعد تغييرا في مسار الثورة لا يوازيه في الخطورة إلا تغيير مجرى النيل! فاندبي أيتها الكنانة – إن ندبت – بختك المضطرب؛ وبكِّي – إن بكيت – وضعك المنقلب ... عسى أن نرى سفينة حكمك على بر الشرعية مرسية.  

عودة الفرعون!/اشريف بن محمد يحيى

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox