وداعا أهلَنا في موريتانيا |
الأربعاء, 04 سبتمبر 2013 08:28 |
إخوتي الموريتانيين الأفاضل؛ تحية طيبة، وبعد: في هذه الأيام التي أحزم فيها حقائبي قافلا إلى تركيا بعد خمس سنوات قضيتها بين ظهرانيكم؛ أجدني مضطرا إلى استعارة بيت الشاعر العربي: ولو نعطى الخيار لما افترقنا ولكن لا خيار مع الزمان خلال الأعوام الخمسة الفارطة وجدت في هذا البلد المضياف ما جعلني أتعلق به وبأهله الكرام. لقد نشطت في ميدانين أتاحا لي فرصة الاقتراب من الناس والتعرف عليهم، هما: ميدان التربية والتعليم وميدان الأعمال الخيرية والإغاثية. اتصلت من خلال الميدان الأول بالأساتذة وبالتلاميذ وذويهم،وأنا سعيد بأن كوكبة من هؤلاء التلاميذ الذين شاركت في تأطيرهم من خلال إدارتي لكل من ثانويتي البنات عفة والبنين غاية؛ التابعتين لمجمع البرج التعليمي؛ حصلوا على شهادة الباكلوريا بجدارة وتفوق، وهاهم أولاء يتابعون دراساتهم العليا في أفضل الجامعات وأحسن التخصصات. واطلعت من خلال الميدان الثاني على معاناة المحتاجين وأنات المكروبين، ولمست جراحهم وشعرت بآلامهم، فزادني ذلك تعلقا بالأرض وأهلها، وإصرارا وحرصا على المشاركة في التخفيف من المعاناة وكفكفة الدموع ومسح الجراح... ختاما، لاشك أن يوم الرحيل عنكم يختلف عن يوم القدوم عليكم، وأغلب الظن أن جريرا سيلتمس لي العذر إن أنشدت بيتيه السائرين فيكم: يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا بالدار دارا ولا الجيران جيرانا
مصطفى توصون المدير السابق لثانويتي عفة للبنات وغاية للبنين التابعتين لمجمع البرج التعليمي |