حوار قبل الحوار مع منسقية المعارضة / سيدي الطيب ولد المجتبى
الأحد, 22 سبتمبر 2013 15:42

 

يكثر الحديث في الأوساط الاعلامية وكواليس السياسة حاليا عن حوار جديد بين النظام والمعارضة أو "المعاردة" على لغة الجنرال، والحقيقة أننا بحاجة لترقيم ماراتونات الحوار التي يبدو أن مشهدنا السياسي البائس مبتلىً بها بدون جدوى أو نتائج باهرة ..

وقبل أن تجلس منسقية المعارضة على "طاولة حوار النظام"  يحلو لي ان أفتح معها الحوار التالي على شكل تساؤلات تنبع من رحم الأزمة الخطيرة التي تهدد بنسف كيان البلاد.

 

السادة في منسقية المعارضة

لا أعتقد أن ذلك المد الجماهيري الذي برهنت عليه مسيرة 12 مارس التاريخية كان مجرد حدث رياضي موازٍ لـ " ماراتون نواكشوط الدولي " الذي دشنه الجنرال ولد عبد العزيز بـ 2000 عداء من الملعب الأولمبي ..

كلا، ولا أرى أن تلك المسيرة التي شاركت فيها كافة الفئات المجتمعية والطبقات المسحوقة أراد المشاركون فيها أن تكون مناورة من أجل القبول بحوار أو دخول في حكومة أو تعجيل أو تأخير لموعد انتخاب ..

وليست بكل تأكيد تخليدا منكم ولا منهم لليوم للعالمي لمرضى السكري الذين ينصحهم الأطباء بتكثيف المشي والمواظبة على الرياضة بشكل دائم ويومي ..

السادة الرؤساء في منسقية المعارضة

أتساءل أمامكم بدهشة واستغراب، هل نسيتم الطريقة الوحشية واللا أخلاقية التي واجهكم بها الجنرال لفض الإعتصام الأول بميدان بن عباس ؟

وهل تلاشت من أعينكم تلك الحشود الأمنية والعسكرية المدججة بالماء والنار والكلاب البوليسية التي رابطت أمام اعتصامكم الثاني والتي كادت أن تقتحمكم بطريقة جنونية لولا فضكم للإعتصام قبيل ذلك بلحظات ..؟

أنا أيها السادة أحد المواطنين الذين كانوا موجودين في الخط الأمامي للدفاع وليس للمواجهة ، رغم أنني لا أنتمي لأي حزب سياسي ..

لكنني تعرضت كغيري من عشرات الشباب للقمع في الإعتصام الأول ، وما كانت أجهزة الأمن لتدخل الميدان في الإعتصام الثاني إلا على جثثنا ، رغم سلميتنا ..لأننا كنا على استعداد تام وجاهزية غير عادية وكانت لدينا خطة للدفاع في منتهى القوة و السلمية ..

ما يهمني هنا في الأمر أنكم شاهدتم بأعينكم مدى سفالة هذا النظام وانحطاطه الأخلاقي وسوء تدبيره وتفكيره واستعداده لارتكاب أي حماقة مقابل بقائه في الحكم متفردا بالسلطة، رغم أنكم كنتم قادرين على الإطاحة به في أقل 48 ساعة لو أنكم انتهجتم خيارا آخر غير السلمية ..لكنه سيكون خيارا باهظ الثمن ..لأن الجنرال عزيز أثبت أنه نسخة طبق الأصل من القذافي ومن بشار ، حيث أبدى استعداداه التام للقتل ولفعل أي شيئ مقابل البقاء ..

 

السادة الرؤساء :

أذكركم بـ " ميثاق شرفكم" المحرر في نواكشوط بتاريخ 14 رمضان 1433 هـ ، الموافق 03 أغسطس 2012 على خيار " الرحيل " كقرار نهائي لا رجعة فيه وأنتم يفترض أنكم رجال ثقات ، أصحاب عهود والتزام بالمواثيق ..

السادة الرؤساء أرجو ان تسمحوا لي بطرح هذه الاسئلة التي لا أكلفكم بالرد عليها

لا شك أنكم استمعتم لتلك التسجيلات الصوتية التي تثبت تورط الجنرال محمد ولد عبد العزيز بتبييض الأموال والمتاجرة بالمخدرات ، وأنتم طالبتم أكثر من مرة بفتح تحقيق حول القضية، فكيف تشاركون في الإنتخابات مع شخص متهم إن لم يكن متورط بشكل فعلي في ملف خطير كالمخدرات ؟؟

 

ألم تصرحوا أكثر من مرة بأن الجنرال ولد عبد العزيز خرق بشكل سافر جميع البنود المتفق عليها في " اتفاق دكار " ، فكيف إذن تدخلون معه دوامة معترك جديد وأنتم لا تمسكون بأي خيط من اللعبة ولا تملكون أي ضمانات بأي شيئ ..؟

 

هل سيقبل الجنرال ولد عبد العزيز بالشروط الثلاث التالية كبادرة حسن نية اتجاه المرحلة القادمة وكشرط أساسي للدخول معه في أي حوار أو انتخابات :

 

تكليف لجنة دولية بالتحقيق في " تسجيلات أكرا"تصريح الجنرال بممتلكاته وممتلكات زوجته وأولاده ورجال اعماله "الجدد" الذين يديرون امبراطورية الجنرال الماليةتكليف لجنة بالتحقيق بحادثة 13 اكتوبر التي تم فيها إطلاق النار على الجنرال

 

بدون الوفاء  بهذه الشروط الثلاث هل تعتقدون أن الجنرال عزيز يستحق ثقة جدية وهو الذي نكث كل العهود والمواثيق الماضية ؟؟هل تعتقدون أن موريتانيا تحتمل مغامرات عبثية جديدة ، لهذا النظام الذي أدخلها في متاهات كبيرة وكثيرة قد لا ندرك خطورتها إلا لاحقا ؟؟ألا ترون أنه من الضروري وضع حد نهائي لهذا الحكم الجنوني ؟؟ أليست بلادنا على كف عفريت لا ندري إلى أين سيرميها وفي نفق زجاجة قد تنفجر في أي لحظة؟أليس ضربا من العبث والخيال الدخول في عملية ديمقراطية مع طرف انقلابي لا يفهم في الديمقراطية ولا يؤمن بها ؟ألا تعتقدون معي أن اللغة الوحيدة التي يفهمها هذا النظام هي لغة القوة ، لكن قوة الحق والسلمية التي  لا محالة ستنتصر في النهاية على حق القوة والاستبداد ؟ أم انكم قوم تعجلون ..؟؟ألم يخيب شركاء موريتانيا الدوليون الأمل في مواكبتهم للمسار الديمقراطي منذ 2005 وحتى اليوم ، فلماذا الرهان على هؤلاء الذين يؤمنون بالديمقراطية في بلدانهم ويكفرون بها في بلداننا ؟ يستهلكون ثمرة الديمقراطية في بلدانهم  ويصدرون لنا القشور ويرغموننا على ابتلاعها بدون مضغ حتى ؟

هؤلاء الذين ينصبون عسكريا فاشلا تافها كولد الطايع أو داديس كمرا أو عزيز أو سونوغو على دول منحرفة عن سكة التنمية ومتخلفة عن ركب الحضارة ويرغمونها على الحديث عن الديمقراطية وممارسة إثم الانتخابات وإفك التعديدية؟

والسؤال الاهم بالنسبة لي هو هل تعتقدون أن أنجع طريقة لعلاج أزمات موريتانيا التي تتخبط فيها تتمثل في إنتاج برلمان ومجالس تشريعية ببغاوية تثقل كاهل الدولة ببوائقها ورواتبها، وتدمر تطلعات الشعب وتسرق أحلام الأطفال حتى في الحصول على حليب نظيف وحبة اسبرين غير مزورة وقطعة شوكولا بطعم الشوكولاته لا بطعم الكذب والخيانة والخداع؟؟.

حوار قبل الحوار مع منسقية المعارضة / سيدي الطيب ولد المجتبى

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox