تهنئة اضطرارية/ أحمد ولد الوديعة
الأربعاء, 02 أكتوبر 2013 10:02

الكاتب: احمدو ولد الوديعةالكاتب: احمدو ولد الوديعةبالأمس  بدأنا سنة دراسية جديدة، هي في العادة موسم للفرح، وهي بالنسبة لنا لابد أن تكون كذلك مهما كانت اﻷوجاع المزمنة والمستجدة التي يذكرنا بها يوم الافتتاح الدراسي المبلل بمياه الأوحال متعددة المنابع والأولون والتجليات

 لابد أن نفرح رغم أن من لم تمكنه الوسائل من تسجيل أبنائه في مدرسة خصوصية سيكون عليهم جلبهم إلى شيئ عمومي كان اسمه ذات يوم مدرسة،  وهو اليوم أطلال  تحاصرها المياه  الآسنة في عاصمة ويعشعش فيها البوم والباعوض وربما الحيات والفئران والقطط والكلاب والحمير في عدد من   مدن الداخل وقراه وأدواباه وكصوره

لابد أن نفرح رغم أن المدرسة التي كان المفروض أن توحدنا نجح العسكر-وقليلا ما ينجحون-في تحويلها إلى مختبر للفرقة يخرج مجتمعين بينهما برزخ لكن عوامل الطغيان مولعة بجعل بعضهما يبغي على بعض وعند وزير التعليم الجديد الخبر اليقين والخبرة التي استحق بها إدارة الديوان وهاهو اليوم يمكن من أدوات توليع المختبر  عن قرب بله توليع البلد

 سيكون علينا أن ننتظر آخر إبداعات السيد الوزير صاحب التاريخ الملتهب مع النيران، وتوقعي أن السيد الوزير لن "يقصر" ولن يخيب الظن فهو يجتمع مع نزار قباني في وجود الكبريت في جيبه و في سوابقه التي لاتحصى مع النار

 مضطرون أن نفرح رغم أن الوزير الذي أبدع عقاب الممارسين لحقهم في الإضراب من خلال تفريقهم شذر مذر في طول البلاد وعرضها ليكونوا عبرة لكل من يوصله فهمه القاصر إلى أن ممارسة الحقوق في ظل حكم العسكر عملية آمنة...

      السيد الوزير المبدع أطيح به من الوزارة واختير حاجبا للسلطان ، ومديرا للديوان ، مما يعني أنه سيكون بإمكاننا أن  نتوقع تطبيق النظرية الباهوية على عموم سكان الجمهورية ممن يوصلهم البله إلى ممارسة أي من الحقوق بما فيها الحق في الاحتجاج مثلا على غرق المدارس والمصحات والمساكن، والإفراط في استخدام عادة التظاهر كل صباح أمام القصر الرمادي، تلك العادة التي أصبح عشرات المفجوعين في الأحياء الشعبية ينفسون بها عن أنفسهم، لما  تتيحه من  قرب الجغرافي من القصر وجوه البارد ومنظره الربيعي الآخاذ

 سنفرح رغم أن منتديات التعليم التى أنفق عليها الكثير  و تم الحديث عنها على مدى أربع سنوات باعتبارها صاحبة الحل السحري، انتهت إلى توصية بتوحيد الإشراف على التعليم ليأتي التعديل الوزاري بالقضاء على  وزارة الدولة ذلك الإبداع الذي اقتبسه الجنرال قبل ثلاث سنوات من تجربة جنرال شبيه هو بن على ويعاد تفتيت التعليم للمرة الألف  ليعاد تركيب أجهزة المعمل بطريقة جديدة تسمح بكوميسوهات جديدة ونظريات جديدة وشتائم جديدة ربما تكون هذه المرة للعلوم البحتة في إطار نظرية " توزيع الموجود من العدالة" فقد تم سب وتقريع الأدباء وحملة الشهادات  في العلوم الإنسانية

 ... نعم سنفرح رغم أن السيد الرئيس الجنرال الذي دخل الجامعة لأول مرة بعد أشهر من سيطرته على كرسي الرئاسة يجهر بالسخرية من التعليم ومخرجاته ويعتبر أن جزء منها هو المسؤول عن كل مشكلاتنا بما فيها طبعا مشكلة الصرف الصحي، ومشكلة الرصاصة الصديقة، وأزمة الإحصاء البيومترى، وسرقة أموال الجيش، وتوزيع المنح العسكرية على أبناء القادة العسكريين، ومطالبة كتلة التحالف الديمقراطي بسحب الثقة من اللجنة المستقلة للانتخابات، وإصرار منسقية المعارضة على طرح مطالب غير موالية في الحوار الجاري بين المنسقية والموالاة.

 رغم كل ما سبق وما سيلحق ومع سحب  الإحباط والحزن المخيمة  والمياه العكرة الآسنة نحن مضطرون للفرح وإذا بتريدو-وفق تعبير إخواننا الشوام-نستطيع أن نمتلك الشجاعة الكاملة لنقول لكم هنيئا بالعام الجديد...ومن يدري فقد ننجح فيه في التحضير لفرحة مستحقة وغيراضطرارية في العام القادم... من يدريكم

تهنئة اضطرارية/  أحمد ولد الوديعة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox