هل يحرر الجيش المصري غزة ؟
الأحد, 06 أكتوبر 2013 17:28

altaltالهادي بن محمد المختار النحوي

عاشت مصر أحداثا مؤلمة ومفصلية يومي 30 يونيو  و3 يوليو 2013م وتوجت تلك الأحداث باقتحام الجيش المصري وقوات الأمن لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة وما نتج عنه من قتل وتدمير وحرق واعتقال  . فسقط خمسة آلاف قتيل حسب أرقام تحالف الدفاع عن الشرعية وما يقارب الألف قتيل حسب أرقام وزارة الصحة وأكثر من ألف قتيل حسب منظمة العفو الدولية لكن الذي لا يختلف عليه اثنان أن دماء كثيرة سالت يوم فك الاعتصام وبعده..

ما يحدث في مصر يهم العالم لكنه يهم بصورة خاصة كل العرب وبشكل أخص أهل فلسطين وأهل غزة على وجه التحديد لأن مصر هي الأم والأم هي مصدر الحنان والعطف والرحمة..

لن تتناول هذه السطور الجدل الدائر  حول من المتسبب فيما حصل هل هو الإخوان أو الانقلاب أو الثورة حسب تعبير آخر ؟.. كما أنها لا تهدف لتحديد إن كان الإخوان نجحوا أو فشلوا في إدارة البلاد خلال رئاسة مرسي ومن هو الشرعي ومن هو غير الشرعي فذلك للمصريين أن يحددوه وحدهم ، إنما التركيز في هذه الفقرات على موقف "الثورة" الجديدة أو الانقلاب  - حسب مصطلح كل فريق - من القضية الفلسطينية ومن حصار غزة على وجه التحديد..

شن الجيش المصري حملة واسعة في سيناء ضد مواقع "إرهابية" تهدد الأمن القومي المصري  والمهمة الطبيعية لأي جيش في الدنيا هي الحفاظ  على أمن البلاد ضد الأخطار أيا كانت طبيعتها فكيف إذا كان البلد هو أم الدنيا والجيش جيش مصر العظيم .. استمرت الحملة أياما عديدة استخدم فيها من السلاح ما استخدم في حرب أكتوبر وفي العبور العظيم وربما أكثر  وأصبح الناطق باسم القوات المسلحة ينظم المؤتمرات الصحفية لإطلاع المصريين والعالم على سير المعارك وما حققته من انجازات فإذا من ضمنها تدمير 110 من الأنفاق التي كانت تشكل الوسيلة الوحيدة لأهل غزة لاستيراد حليب الأطفال وبعض أصناف الأدوية المحدودة الفاعلية!

ودمر الجيش المصري منازل بعض المصريين وأزال بعض الأشجار لإقامة شريط حدودي عازل على الشريط الحدودي مع غزة وهذا منهج إسرائيلي أصيل.

لو كان الأمر محاربة مجموعات إرهابية تهدد أمن مصر في سينا أو خارجها فلا بأس بذلك بل هذا هو واجب الجيش المصري لكن عندما تمتد الحملة للإضرار بأهل غزة وإحكام الحصار عليهم بحجة محاربة الإرهاب عندها يكون الجيش المصري ضل طريقه وانخرط في معركة بلا عدو..

ويبدو أن الجيش المصري العظيم أراد أن يباغت سكان غزة العزل فيضرب ضربة أقوى من ضربة العاشر من رمضان فأحكم إغلاق معبر رفح لمنع الطائرات الفلسطينية من الإقلاع ومنع الدبابات الفلسطينية من التحرك..!

وفي نفس الوقت كانت البحرية المصرية تهاجم السفن الحربية الفلسطينية على سواحل غزة ، فدمر الجيش المصري زورقا "حربيا" وباخرة فلسطينية من طراز  زوارق الفقراء الباحثين عن لقمة العيش وتم أسر كوماندوز من نخبة الفقراء منهم طلبة يبحثون عن طريقة لتسديد رسوم جامعاتهم وفقراء يبحثون عن قوت أبنائهم.

حوكم كوماندوز المساكين والمستضعفين محاكمة عسكرية سريعة دون محامين ودون معرفة ذويهم  وجاء الحكم سريعا: السجن لمدة سنة كاملة مع غرامة 500 جنية وهذا مبلغ كبير على سكان غزة أحرى صياديها الذين هم أفقر شرائح سكان غزة..

وما يثبت أن ما حصل في مصر ثورة أنها شملت حتى سواحل غزة ومعابرها بل وأجواءها حيث حلقت الطائرات المصرية في أجواء غزة لأول مرة منذ حرب 1967م

كان المصريون في عهد مبارك يغضون الطرف عن الصيادين الغزيين  ليمارسون الصيد في المياه المصرية دون مضايقات كبيرة  ، وفي عهد مرسي تحسن وضع الصيادين كثيرا حيث أفسح لهم المجال في المياه المصرية..

وكانت البحرية المصرية تحمي الصيادين الغزيين إذا لجئوا لها خوفا من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي حتى في عهد مبارك الذي اعتبره الإسرائيليون كنزهم الاستراتيجي.

إلى أن جاءت "ثورة" 30 يونيو2013م فكان من أهم أهدافها ،على ما يبدو ، تحرير شواطئ غزة من الصيادين وتحرير معبر رفح من العابرين ليبقى أهل غزة في ضنك وحرج..

وأصبح إعلام "ثورة" 30 يونيو لا هم له إلا حماية الأمن القومي المصري من فلسطينيي غزة وتكاثرت التهم ضد الرئيس مرسي تارة بالتخابر مع حماس وتارة أخرى بأنه اتفق مع حماس للتخلي عن أجزاء من سيناء  لتوطين الفلسطينيين أما أخطر تهمة وجهت له فكانت أنه من أصل فلسطيني ، ولم يتذكر هؤلاء أن جدة أوباما ما زالت حية ترزق وهي مواطنة كينية مسلمة ... ومع ذلك أصبح أوباما رئيسا للولايات المتحدة.

ولم تتوقف لوائح الاتهام هنا فاتهم مرسي أيضا بأنه كان يهرب البنزين إلى غزة وأن ذلك تسبب في أزمة المحروقات في مصر ونسي هؤلاء أن منطق الأشياء يقول إن 1.5 مليون نسمة لا يمكن أن يؤثروا في بلد سكانه يزيدون على 90 مليون نسمة..

وذهب خيال المرجفين إلى أن السيارات كانت تسرق من مصر وتهرب لأهل غزة..!

هذا فضلا عن اتهام كتائب القسام بفتح السجون المصرية وبأنهم شاركوا في اعتصامات رابعة العدوية بل إن  مذيعا في إحدى الفضائيات المصرية دعا الجيش المصري بشكل صريح لضرب حماس وغزة وإغلاق معبر رفح ليموت أهل غزة  هناك " مش عائزينهم.."

ومن نتائج ثورة 30 يونيو توقف البعثات الطبية التي كانت تتوافد باستمرار على غزة لإجراء عمليات جراحية للمرضى الذين أعيتهم الحيلة وأنهكهم الحصار.

وأكمل الجيش المصري بقتل اثنين من اللاجئين الفلسطينيين فروا من جحيم الحرب في سوريا إلى مصر التي هربوا منها لما لم يجدوا أمانا تائهين في البحر يلتمسون طريقهم إلى إيطاليا بحثا عن أمن فقدوه عند إخوتهم فاصطادتهم البحرية المصرية فمات من مات واعتقل الباقون..!

واكتملت الصورة بتصريح وزير الخارجية الذي اعتبر فيه أن العلاقة مع حماس علاقة تصادمية وحذر حماس من دفع ثمن قاس إن هي هددت أمن مصر!

حتى أبو الغيط وزير خارجية مبارك الذي تبادل البسمات مع ليفني - وهي تعلن الحرب على غزة من القاهرة- وأعلن عبارته المشهورة شماتة في أهل غزة " حذرناهم" بعد عدوان إسرائيل على غزة 2008-2009 م لم يصل لدرجة تهديد أهل غزة!

ولا يكفي بعد ذلك تصريح بعض المسؤولين في الحكومة  حول إساءة فهم تصريحات وزير الخارجية.

ولم يسلم الرئيس ياسر عرفات رحمه الله من الحملة المصرية وهو زعيم حركة فتح التي فرحت ب"ثورة 30 يونيو"  فقد ذكر الرئيس المخلوع حسني مبارك في مقابلته مع اليوم السابع  عندما سئل عمن سرب توقيت حرب أكتوبر 1973م فقال بعد أن نفى أن يكون الملك حسين رحمه الله هو الذي سربها – قال سربها ابن الكلب – يقصد عرفات..

والراجح أن استخدام عبارة ابن الكلب وذكر هذه المعلومة في هذا التوقيت من شخص بحجم المخلوع لا يمكن إلا أن يكون لخدمة هدف شيطنة الفلسطينيين وإقناع الشعب المصري أنهم هم سبب كل المآسي التي أصابت المصريين..

وعلى ذلك الأساس يسهل على الجيش أن يتصرف كيفما اتفق ضد الفلسطينيين  وأهل غزة بالذات..

ولي في هذا السياق عدة وقفات أرجو أن تتسع لها صدور أهلنا في مصر الذين نجلهم ونحترمهم  فهم ثقل الأمة ومهد الحضارات وهم الرواد في كل المجالات وهم منارة العلم وأرض العلماء والعباقرة وهم أساتذة البلاد العربية مشرقها وخليجها ومغربها وأزهرهم هو حاضن العلم وحامي ثغور الأمة علما وفكرا على مر العصور..

وهم أهل التضحيات الكبيرة في مواجهة الغزاة وقد دفعوا الثمن غاليا في الحاضر والماضي دفاعا عن الأمة وذلك قدرهم لمكانتهم ولما يتوفر لهم من قدرات وإمكانات لا تتوفر لغيرهم..

أولا :  أظن بل إني متأكد أن أهل مصر يعرفون قول النبي صلى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره" وأهل غزة جمعوا صفات الجار من أوجهها المتعددة فجوارهم الجغرافي تعزز بالرحم وأخوة الدين والحاجة هذا فضلا عن مصيبتهم المتمثلة في احتلال لا يرحم تسبب لهم في سلسلة من الكوارث لا حصر لها منذ ما يزيد على 6 عقود من الزمان والعدو إذا صال تعين على جوار القطر المستهدف قبل غيرهم أن ينصروه..

ثانيا : مصر تتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية عن فلسطين كلها وتتأكد هذه المسؤولية بالنسبة لقطاع غزة الذي احتلته إسرائيل وهو تحت السيادة المصرية.

ثالثا : يتعرض قطاع غزة لحصار ظالم وفق كل الشرائع السماوية والبشرية والقانون الدولي واضح في ذلك والامتناع عن نصرة أهل غزة ورفع الحصار عنهم يعتبر مشاركة مباشرة في هذه الجريمة وفق القانون الدولي  والمعرف أن الترك فعل عند الأصوليين  فكيف بالمشاركة الفعلية في تشديد الحصار من خلال إغلاق معبر رفح البوابة الوحيدة لغزة على العالم إذا استثنيانا البوابات التي تسيطر عليها إسرائيل ولا يتوقع منها الرحمة.

فكيف يرضى الجيش المصري لنفسه أن يستخدم قوته الكبيرة وأسلحته المتنوعة في تدمير أنفاق غزة وإغلاق معبر رفح ليترك أهل غزة بلا طعام ولا دواء ؟

رابعا : هل يرضى جيش مصر أن يكون سندا ورديفا لجيش الاحتلال الإسرائيلي فيعتقل الإسرائيليون الفلسطينيين في الضفة الغربية ويعتقل الجيش المصري الفلسطينيين في غزة ويمنع الإسرائيليون الصيادين من أهل غزة من الصيد فيطلق الجيش المصري عليهم النار ويعذبهم ويحاكمهم ويحكم عليهم بالسجن والغرامة تماما كما تفعل إسرائيل.

خامسا : كثر الحديث في مصر عن حماية الأمن المصري القومي وواجب الجيش المصري أن يحمي مصر من كل الأخطار وهو أهل لذلك وتلك هي مهمته النبيلة لكن الذي لا يعقل أن يشن جيش مصر العظيم حملة ضد أهل غزة بحجة تهديدهم لأمن مصر القومي .. فبأي صورة يمكن أن يهدد شعب محاصر منذ عدة سنوات ومحتل منذ عقود لا يتجاوز تعداده 1.8 مليون نسمة وليس له قوته اليومي وأهله لهم حقوق الجار وحقوق الرحم وحقوق الرابطة الإنسانية ينتظرون النصرة من مصر العظيمة فهل يعقل والحالة هذه أن يهدد هؤلاء أمن مصر ويخلقوا لهم عدوا إلى جانب عدوهم الذي يتمنى أن يستيقظ ذات يوم فيجد أن البحر قد ابتلعهم.. 

سادسا: قال الفريق السيسي إن الجيش المصري كالأسد والأسد لا يأكل أبناءه فهل سمعتم أن الأسد يعتدي على المستضعفين من جيرانه الذين يحتمون به ؟ الأسد صاحب أنفة ويموت جوعا دون أن يفترس الضعاف والمحتمين به..

والأسود عادة ترمز للقوة والشجاعة  مع الكبرياء واحترام المستضعفين ولعل قصة ذاك الأسد الذي قتل مدربه المصري في حفل استعراض قبل  سنوات قليلة تعبر أفضل تعبير عن وفاء وكبرياء الأسود فقد أصيب هذا الأسد بالهم والغم والحزن وأضرب عن الطعام وانتهى به الأمر إلى الانتحار حزنا على صديقه وندما على تصرفه معه.

كنت أتمنى أن يقتدي الجيش المصري بهذا الأسد وينتحر انتحارا معنويا ويعلن اعتذاره للفلسطينيين ولأهل غزة وللمصريين ولكل الأمة عن تصرفه مع المستضعفين في غزة.

يا قادة جيش مصر العظيم يا من سطرتم ملحمة العبور ودمرتم بسواعد رجال مصر وشباب مصر ودماء أبناء مصر الأوفياء الشرفاء الشجعان أسطورة خط بارلييف، تذكروا أن التاريخ سجل محايد سيكتب أسماء من صنعوا تاريخ الأمة وبنوا مجدها وسينقل إنجازاتاهم إلى الأجيال القادمة لكنه سيحتفظ أيضا في ذاكرة صلبة بأسماء الذين خانوا الأمة وفرطوا في كرامتها وظلموا أهلها وتحالفوا مع عدوها لكن التاريخ سيذكر بأحرف مكبرة تحفر كالنقش على الصخر أسماء الذين اعتدوا على أهل غزة وسلبوهم قوت أطفالهم ودواء مرضاهم بدل معالجتهم ونصرتهم ضد عدوهم.. لن يفرق التاريخ حينها بين الفعل الإسرائيلي وفعل من كان يجب عليهم نصرة الأهل والجيران في غزة بل إن سجل هؤلاء سيكون أسوء.

والخيار سهل وبسيط فمن أراد أن يسجل اسمه ضمن شرفاء الأمة وهم كثر فحيهل ومن أراد السجل الآخر فتاريخ الأمة لم يخل على مر العصور من باعة الأوطان والكرامة والشرف.. وأهل مصر ما عهدناهم إلا في مقدمة سجل الشرفاء بناة المجد  العظيم وصناع العزة والكرامة.

ما كنت أود أن يكون النائب البريطاني جلاوي أكثر شفقة ورحمة بأهل غزة وأطفالها من جيش مصر العظيم..

أين شرفاء مصر ونخبتها وساستها وصناع الرأي العام فيها ؟ أين كل أولئك من إحكام الحصار على الأطفال والنساء في غزة ومن الدعوات الإعلامية لضرب غزة؟

أين علماء الأزهر  وأين علمهم وما هي إجابتهم غدا بين يدي رب العالمين يوم الحساب إذا سئلوا كيف سكتم على هذا المنكر أو لا يعتبر ذالك السكوت مشاركة في هذه الجريمة؟

يفرق أهل القانون بين الجرائم حسب ظروفها وملابساتها فالجريمة لتي يمكن أن تتفهم دوافعها يعبر عن ملابساتها بالظروف المخففة عند إصدار الحكم على الجاني أما عند انعدام أي مبرر معقول فتوصف ظروف الجريمة بأنها مشددة.

فكان الأولى بالجيش المصري إن كان اعتبر أن أهل غزة ارتكبوا جريمة بحق مصر أن يعاملهم بمنهج الظروف المخففة نظرا للظروف القاسية التي عانوا ويعانون منها فكيف وبراءتهم مما يجري في سيناء واضحة كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام..

هناك كلمة تنسب للرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين مضمونها أنه مع الفلسطينيين ظالمين أو مظلومين.

والذي يتوقع من الجيش المصري أنه إذا لم ينصر الفلسطينيين إن كانوا ظالمين أن لا يدعم عدوهم إذا كانوا مظلومين  أما أنهم تحت ظلم صارخ فذاك أمر لا يحتاج إلى دليل إلا إذا احتجنا إلى إثبات مكانة مصر وعظمتها وريادتها في الأمة..

أما إبراز شجاعة وقوة وعظمة جيش مصر وهيبة الدولة المصرية فكان الأولى أن يكون ضد إسرائيل في سيناء التي لا يحق للجيش المصري الوصول إليها إلا بإذن إسرائيل فسيناء رجعت رمالا وصخرا إلى مصر لكن احتلت مقابلها الكرامة وشرف الجندي المصري ولا يلام  الجندي الشجاع  لأن المتسبب في ذلك إنما هو خيانات القيادات السياسية واجتهاداتها الخاطئة.

والسؤال الذي نخلص إليه هو ما هي مسؤولية الجيش المصري تجاه أهل غزة ؟ هل هي حمايتهم وتحريرهم من الاحتلال الإسرائيلي أم إحكام الحصار وتخويف الصيادين وقطع أرزاقهم ومنع الطلاب من الالتحاق بجامعاتهم وحرمان أصحاب الوظائف من التوجه إلى مقار عملهم ومصادر قوتهم وعدم تمكين أهل الخير من إرسال مواد البناء لفقراء غز الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء؟

فأضعف الإيمان الكف عن أساليب العدو في تعامله مع أهل غزة.

فالله الله يا جند مصر العظيمة في أرامل وأيتام وضعاف غزة..

حفظ الله مصر وأهلها..

 

هل يحرر الجيش المصري غزة ؟

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox