في انتظار الزملاء ...والعود أحمد!
الخميس, 24 أكتوبر 2013 10:59

altaltمن الصعب أن تتحمل ممارسة الألم في يوم يستيقظ  فيه الجميع لينعموا بأفراح العيد  وما تحمله نسماته، وتفاصيل يومه من مفردات الحياة ومعانيها.والأصعب أن تحكي تلك الغصة اختفاء أحبة وزملاء يألفون ويؤلفون ،سيماهم في وجوههم من أثر دماثة الأخلاق والبشاشة في وجوه من يعرفون ومن لا يعرفون ..كأنما قدر ملامحهم أن تنثر المحبة والوفاء والإخلاص، وحب الخير لبني البشر .

ومن االمؤلم  أن تتخيل أمّا  أو زوجا أو بنتا تصحو وقلبها يلتهب لظى، ومشاعرها تلذعها الحسرة على فلذة كبد طيب ، أو رفيق درب مسالم ، أو يتلاشى حنان الأبوة راسما وجع الفراق على صغيرة  لا تعرف غير البراءة سننا ولا غير "بابا" وطنا. كل ذلك دون ذنب اقترفوه، أو جريرة ارتكبوها سوى أن "حبيب القلب" آثر أن يرحل في مهمة نبيلة ولم يعد حتى هذه اللحظة.

رجع المسافرون من شتى بقاع المعمورة ..ورسموا قُبل اللقاء على وجنات الأحبة  وانتشت أكاليل الزهور، لكن ذوي وأحبة الزميلين إسحاق ولد المختار وسمير كساب ما زالوا يتطلعون إلى فجر يؤرخ لمثل تلك اللحظات السعيدة.

إسحاق ولد المختار وسمير كساب ليسا سوى إعلاميين يسعيان لإطلاع المشاهد العربي على الحقيقة في مختلف المواقع دون التحيز لأي موقف من  المواقف ،وهو ما تجلى خلال أدائهما قبل انقطاع الاتصال بهما.

لقد حرصت  سكاي نيوز عربية التي ابتعثتهما على أن تظل مؤسسة إعلامية بما تحمله الشحنة من دلالة في الأداء، وسمت  في الأسلوب. كما عرف الأخوة بين الزملاء بالحرص على الحرفية والابتعاد عن التخندق وراء لواء أو شعار غير نقل الحدث (الآن ومن كل مكان).  

بالتأكيد لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ..وبالتأكيد فإن ما نعرفه عن الزملاء  من سلوك مهني محترف ،وما ألفه من اختلط بهم أو عاشرهم من حب الخير للناس، ومن تجنّب السير في دورب الوحل، أو الانزلاق في درك الاستقطاب أيا كانت ملامحه، يخفف الألم المضني، ويبعث على التفاؤل وقراءة الطالع باليُمن.

لن ينقم المحتجزون- بكسر الجيم- على الزملاء تجنيهم على أي طرف مهما كان نهجه، أو أي طيف مهما كان لونه، أو نقل غير ما تعكسه الوقائع على الأرض .. صورة ..أو كلمة 

لقد كانت مهمة الزملاء تعتمد على البعد الإنساني دون الغوص في  أيقونات تحدد الانزواء في أي زاوية ،أوالركون إلى هذا الفريق أو ذاك، فتلك أمور ليست من هدفهم، ولا من أساليبهم ، ولا من سياسة المحطة التي انتدبتهم لتغطية الأحداث في تلك المنطقة .

لن ينقموا منهم الجنوح إلى تجاوز الخطوط الحمراء إعلاميا ،أو تضليل الرأي العام، أو وضع نقطة الباء على النون في أي كلمة أو جملة ..تقويضا لهذا الطرف أو استلهاما لرفع معنويات ذاك الطرف .

لن ينقموا منهم  أن المحطة التي ابتعثتهم رفعت عقيرتها ذات خبر أو تحليل لتخلع القبعة تمجيدا وثناء على مواقف فريق معين ، أو لترسم  بلون الهزيع الغادر ما يعتقده الفريق المقابل  أو يعمله.

لذلك كلّه نحس أن خيوط الأمل تتسلل كأشعة الصباح لتزيح دجنة القلق والأرق..وكأن هاجسا يلامس الوجدان مؤذنا باقتراب موعد العودة ..والعود أحمد.

أحمد ابو المعالي : كاتب وشاعر مقيم بالإمارات

Ahmead_aboualmaaly@hotmail.com

 

 

 في انتظار الزملاء ...والعود أحمد!

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox