لمعلمين... والغَبْنُ السياسي |
الأحد, 27 أكتوبر 2013 11:17 |
ما فتئت الذاكرة الجمعية تحفظ وتُثري منتوجَها القدحيَّ في حق فئة لمعلمين حتى غدا المجتمع يعاملها نمطياً على أساس دوني، لا يرى في أفرادها أشخاصا يستحقون الريادة ولا القيادة في أي مجال من مجالات الحياة.وبما أن هذا الظلم يتجلى في جوانب عدة، فإن للجانب السياسي حظه من الغبن والتهميش، يتجلى في تعامل الأحزاب السياسية مع أبناء هذه الشريحة المناضلين في صفوفها، حتى ولو كان تاريخهم حافلاً بالعطاء! ولم تكن هذه الانتخابات المزمع إجراؤها إلا حلقة من حلقات الغبن السياسي لأبناء هذه الشريحة على مدى تاريخ الدولة الموريتانية؛ حيث تجد أن هذه الأحزاب على اختلافها تظل وفية لسياسة التهميش الممنهجة ضدهم، تستوي في ذلك الأحزاب الديمقراطية والتقدمية وحتى الإسلامية (نتحدث عن الأحزاب ذات الوزن السياسي كـ: الاتحاد الشعبي التقدمي، التجمع الوطني للإصلاح والتنمية-تواصل، والاتحاد من أجل الجمهورية)، فالناظر لخارطة الترشيحات يدرك مدى محاولة هذه الأحزاب تكريس التبعية، إذ لم يحدث أن قام حزب من هذه الأحزاب ذات الوزن السياسي بوضع أحد أفراد هذه الشريحة على رأس لائحة انتخابية، بل عملت على وضعهم في أواسط وأواخر القوائم حتى لا يكون لهم حظ من المقاعد الفائزة ! الشيء الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن سياسة هذه الأحزاب مجرد امتداد للعقل الجمْعي في تعامله مع هذه الفئة. لكن ما لم تدركه هذه الأحزاب بعدُ أن أبناء هذه الشريحة لم يعودوا بذاك المستوى من الطيبوبة التي تجعلهم يرضون بالفُتات أو التبعية، والتي يراد لهم أن يظلوا حبيسيها، وأدركوا ضرورة احتلالهم المكانة اللائقة في الصفوف الأمامية - لأنهم يستحقون وبجدارة - ولم تعد تنطلي عليهم حِيلُ الغبن والتسويف ورفع الشعارات الممجوجة. |