في مستشفى الشيخ زايد ..حيث الضمائر أولى بالعلاج !
السبت, 07 ديسمبر 2013 16:08

altaltأيام وليال عصيبة قضيتها رفقة أحد فراد عائلتي داخل أسوار مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ؛ الذي أراد إن يبني صرحا طبيا متقدما - يهديه لفقراء هذا البلد كصدقة جارية - على نمط كافة شبكة مستشفى الشيخ زايد التي تنتشر في باكستان ومصر والمغرب والكثير من الدول العربية والإسلامية حيث تتشابه طرزه وخدماته إلا في موريتانيا ، حيث اصطدمت رغبة الشيخ المحسن بصخرة فساد نظام ولد الطايع الذي أصر على أن تتولى موريتانيا الإشراف على بناء المستشفى باعتبار ان ذلك من السيادة (!) ، لتنصاع الإمارات مكرهة – ويا ليتها لم تفعل - نزولا عند رغبة نظام فاسد لا يقيم وزنا لمصالح شعبه ولا حتى في آخر أولوياته فكانت النتيجة نسخة قبيحة ومشوهة ورديئة من سلسلة مستشفيات الشيخ زايد الراقية .

لقد كنت في أبوظبي لحظة الموافقة على بناء مستشفى الشيخ زايد ولا زلت اتذكر كل التفاصيل : الغلاف المالي الأولي للتمويل 10 مليون دولار قابلة للزيادة ، تشكيل لجنة لتشييد المستشفى برئاسة مهندس باكستاني ، لكن ارادة الفساد كانت أقوى واعتي ولا حول ولا قوة الا بالله . في مستشفى الشيخ زايد الشيء الوحيد المتوفر وبالمجان هو جيوش الصراصير والذباب والقطط التي تسكن جميع غرف المستشفى وتتسكع بين المرضى وكذالك أسراب البعوض التي تجبر المرضي على النوم تحت الإضاءة للحد من الهجمة الشرسة لأسراب البعوض المتعطشة للدماء . في مستشفى الشيخ زايد .. غلاء يشمل كل شيء تقابله رداءة في كل شيء ، دورات المياه على قلتها لم أر لها نظيرا اتساخا وتعفنا وإهمالا وبعضها بلا أبواب وبعضها الآخر لا يمكن غلق أبوابه بسبب انعدام الصيانة . في مستشفى الشيخ زايد .. عليك ان تدفع 500 اوقية قبل الدخول الى المستشفى و قبل الانصراف منه 600 اوقية عن كل ليلة تقضيها فيه ولو بدون علاج وبغض النظر عن وضعك المالي ، وأما العمليات الجراحية فتظل مؤجلة حتى يُحضر ايصال سداد رسومها اولا . العمليات البسيطة كعملية الولادة القيصرية لسيدة تعذرت عليها الولادة الطبيعية تلكف بالتمام والكمال 35000 او قية تشمل رسوم التخدير والادوات المستعملة في العملية ، وهذا المبلغ ليس في متناول الكثير من المرضى . في مستشفى الشيخ زايد .. عليك ان تحضر للطبيب : ( الدواء + المادة المخدرة + الإبرة ( السرنج) + القفازات التي سيلبسها على يديه يتعين على ذوي المريض أن يشتروها للطبيب الذي يملك في الغالب الأعم عيادة خاصة وصيدلية . في مستشفى الشيخ زايد .. يدفع الفقراء والمعدمون أيضا رسوم فحص الدم والأشعة بأسعار طائلة جدا لا تراعي ظرفهم . إن الدولة الموريتانية تفرض بجشع كل هذه الاتوات دون رحمة أو مراعاة لتفاوت دخول الناس أو حالات مرضاهم .. لقد شعرت بالحزن والشفقة الشديدة على فقراء يفترسهم الغلاء ولا يجدون عزاء سوى الدموع وما يتيسر من تعاطف بعض المحسنين على قلتهم لان الأمر يفوق طاقة الأفراد ... إن مما لا شك فيه أن مداخيل مستشفى الشيخ زايد توفق مداخيل بئر نفطية حيث يمكن للمرء ان يرى الطوابير الطويلة اما صندوق المستشفى الذي يدوام بانتظام لا نظير له طيلة 24/24 ما يعكس لك الروح الربحية المسيطرة على نفوس ماتت فيها الرحمة والشفقة . ان معانات الفقراء والمعدمين في مستشفى الشيخ زايد امر يفوق الوصف ويشعرك بالألم والعجز والتضاؤل لعدم قدرتك على مساعدة كل هذه الجيوش من ابناء شعبك الذين لا حول لهم ولا قوة . ومما يزيد الطينة بله ويضاعف من معاناة الناس تلك القسوة و الصلافة التي يتمتع بها عمال ذلك المرفق ، إنهم عمال وحراس وأطباء كأن قلوبهم قدت من حجر ...ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن غريب المصادفات واجتماع الأضداد أني صادفت طاقما طبيا ألمانيا تحمل مصاريف السفر وتجشم عناء العمل في هذا المسلخ الآدمي ، و قد لاحظت انهم يستميتون في علاج اكبر عدد ممكن من المرضى ، وقد لا حظت انهم أيضا يبتسمون للمرضى وتلك خصلة مفقودة في الطبيب الموريتاني الذي يفوق دخله دخل وزير دولة ومع ذلك فهو يضن على مريض من ابناء وطنه بابتسامة ولو كانت صفراء أو بـ " قفاز " يلبسه لحماية نفسه في المقام الاول !!!!! _______لكم الله يا نزلاء مسلخ الشيخ زايد..لكم الله

في مستشفى الشيخ زايد ..حيث الضمائر أولى بالعلاج !

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox