انتخابات روصو والصراع الخفى من المنتصر
الاثنين, 30 ديسمبر 2013 09:01

 

وضعت الحرب أوزارها وطاف زبانية العقيد يذرون الحصى على عيون جنرال امتهن من السياسة عصيها فشاخت قواعده قبل أن تبلغ الحلم،هي انتخابات بالمفهوم الكلاسيكى بين ندين أو نقيضين ولكن تحليل نتائجها يطرح أكثر من تساؤل من مع من؟ ومن ضد من؟ومن تحالف مع من وضد من،تساؤل آخر يبعثه خيار المؤسسة العسكرية بمعارضة مرشح محسوب على النظام شأنها فى ذالك شأن المؤسسات المدنية والإقليمية والتى كان من المفترض أن تكون جزءا من تسيير البرنامج السياسى للحكومة التى يشكل الوزير المترشح أحد أسسها،فهل انعكست التجاذبات داخل أجندة الجزب الحاكم على هذه المؤسسات والأكثر غرابة هو رفض ناخبى العسكر لمرشح ينتمى الى الحكومة فى دائرة انتخابية هم غرباء عليها،فهل هي نغمة على النظام أم هو فخ من الشراك السيسية يستهدف منه إعادة تصنيف المقاطعة ضمن حظائر المعارضة،

هي استشكالات تقودنا الى البدء فى تحليل أطراف الصراع قبل الإنعراج على أساس التشكلات الديمقرافية والآيديولوجية لقطان المنطقة،سيدى جارا قادم من قرن الشمس بوجاهة قارون وحلم الأسكندر المقدونى بدء بسح الأموال أجزل العطاء ومول المشاريع وبنى المساجد والمحاضر وساعد الشباب ثم أصدم بأول عقبة بعد إعلانه الترشح لمقعدي العمدة والبرلمان حين حظرت اللوائح المستقلة،بحث عن حاضن لمشروعه الذى لم يقنع التحالفيين فتوجه شطر الوئام الديمقراطى الوليد والتأم معه عند أول لقاء،بدأ بسياسة الإغارة على الجيران،بشعار الغاية تبرر الوسيلة رحب بالسمين ولم يعف الهزيل،بمبه ولد درمان وزير لم يزر حارته منذ عهد ألقي به فى معمعان الصراع كحل وسط بين طموحات فاسا المدعوم من إدارة الحزب ومشروع محسن ولد الحاج صاحب النفوذ السياسى الواسع،تجليات الصراعدوائر الحزب الحاكم عاشت فترة من الصراع بين العمدة السابق العائد للتو من حظيرة المعارضة المقاطعة والطامح الى إعادة الكرة على هرم المجلس البلدى،والسناتور محسن ولد الحاج صاحب الفضائل السياسية على المقاطعة والطامح الى الترشح للعمدة والبرلمان،انتهى الصراع بحل وسط يرضى إدارة الحزب ولا يغضب محسن وذالك عن طريق الزج بوزير التجارة فى حلبة الصراع ولو من غير مران سابق،نهاية الصراع كان مشكوك فيها فمع بروز مرشح مناوئ قوي اغتنمه الناقمون على محسن لبث سمومهم عبر قنوات ضيقة،وتجسدت تلك النقمة فى عزوف شعبية العمدة السابق عن الإنخراط فى فلك الإتحاد وتفضيل التغريد خلف مرشح الوئام فى مشهد يجسد غياب الضغط على الأقل فى الشوط الأول،كما تجلى مع شخصيات أخرى خلال الشوط الثانى خاصة بعد فرصة التأجيل والتى كان من المفترض فيها مع أمواج الداعمين القادمين من انواكشوط حدوث اختراقات جماعية على مستوى عال من التركيز،الهدوء المؤقتشخصيات سياسية ومالية وفدت الى المدينة لكنها اصدمت بحقيقة الصراع الذى أدى بمحسن الى الإنسحاب التكتيكى من ملحمة روصو وهو الخبير بمداخلها والتفرق لحملة جدر المحكن التى فاز بها،الإنتصار فى بلدية روصو كان غاية صعبة تقتضى توحيد الصفوف والجهود خصوصا بعد الحملة الشعواء من طرف مرشح الوئام على سمعة محسن والتى طالت الرموز المنضوين تحت مظلة الإتحاد وهي حملة عمرت أكثر من ثلاث سنوات ووجهت العقلية الجمعوية الى إنكار أي إنجاز سياسى لمحسن فى المنطقة أوتقزيمه فى أحسن الظروف، سلاح سيدى جارا انكشف مع بداية الشوط الثانى لكن أي ردة فعل لم تر النور من أجل تحسين صورة هرم السياسة فى روصو،بل على العكس هناك سكوت مشبوه كانت عواقبه وخيمة إضافة الى عدم انتهاج سياسة محكمة مدروسة من أجل المرور،واكتفت إدارة الحملة برحلات كرنفالية خالية من الجدوائية تتمحور أساسا حول إعادة تدوير جهود الشوط الأول فى المقابل كان هناك تربص من المرشح المناوئ فى صورة تعكس المشهد بشكل مفاجئ،فحين كان المراقبون يتوقعون من سيدى جارا انتهاج خطة محكمة للمحافظة على شعبيته وشعبية الأحزاب الداعمة له وإن كان بعضها دعمه على مضض،بينما يقوم الإتحاد بدور الذئاب فى تعقب أواخر القطيع والضغط على الرؤوس نجد المعادلة تنقلب مع دخول الرئيس بيجل الى جانب مرشحه فتحدث اختراقات وانسحابات جماعية فى كل من العايدى وارغيوات وبير السعادة وانديجه لصالح الوئام فى مقابل تحركات خجولة قام بها رموز الإتحاد الوافدين تركزت أساسا لحل ظاهرة احسي لعليات (292)ناخب،محسن ينتصرإنطلاقا من تحليل واقعى للنتائج ندرك بجلاء ظاهرة الذكاء الخارق لمرشح الوئام الذى تعامل مع عواطف الجماهير ورسم خيوطا متشابكة تعقدت أمام الحل على الأقل فى الوقت القريب وأحاطها بتغطية مالية طالت المعارض والمؤيد كما وظف رموز الأحزاب الداعمة له بشكل ذكي حتم على الجميع تحمل المسؤولية فعين من تواصل مديرا للحملة،أما التحالف الشعبى التقدمى صاحب الشرعية الجماهيرية فى روصو فكان قد استهدف هرمه فى الفترة التحضيرية وساق غالبية مناضليه الى صفوف الوئام وترك فى ثلة الباقية موالين له عملوا الى توجيه قرار الحزب فى الشوط الثانى بحجة المعاهدة السابقة بين رؤساء أحزاب المعارضة،لكن سيدى جارا وخوفا من شكلية الدعم عمد الى اسناد رآسة لجنة روصو الى المنسق الجهوى للحزب صاحب الشخصية الغامضة والولاء الحزبى المنقطع النظير،كما عمد الى تشكيل لجان سرية مهمتها مراقبة عمل اللجان الرسمية،وسط هذا الجو المدقق انسحب محسن من مسؤولية روصو الى معركة جدر المحكن التى فاز بها بينما فشلت إدارة الحزب فى حسم بلدية روصو بل وفى السيطرة على الحاشية الداعمة وليست الإنسحابات الآنفة إلا إحدى تجليات ذالك الفشل، ينضاف الى ذالك إنسحاب الرموز فى الوقت الحرج هي ردة فعل طبيعية على الأرستقراطية التى اتصفت بها إدارة الحملة من جهة وعدم توفرها على مسح ديمقرافى شامل يمكنها من الإختراق المنشود من جهة أخرى،النتائج تتحدثأفرزت النتائج ولم تأت بجديد خلاف ما كان متوقعا حيث توقع المحللون مع الصخب الذى رافق بداية الشوط الثانى وتحدث عن استشراء ظاهرة شراء الذمم والضغط الإجتماعى من طرف رجالات النظام توقعوا حدوث انسحابات جماعية وانقلاب النتيجة وهو مالم يحدث، وقد حاول المراقبون تحليل الوقائع بصمود الشعب أمام الضغوط لكنها تحاليل مغلوطة،فالواقع أن التعهدات التى أقبل بهاد داعموا الجزب الحاكم لم تأخذ منحى الجدية(كهرباء الهلال)،كما أن ظاهرةالضغوط المادية كانت متبادلة واعتمدت عند رجالات الوئام الرئيس بيجل والسناتور يعقوب ولد حمزة إضافة طبعا الى الرجلين سيدى جارا ومتالى،كما استخدم هولاء اسلوب الضغط الإجتماعى فى العايدى وبير السعادة وكيدغار والكلم 14،إضافة طبعا الى انتهاج مرشح الوئام سياسة تثبيت التجار عن طريق تمويل مشاريعهم فى خطوة تسبق تسجيلهم فى الدائرة،كذالك سياسة نقل الناخبين وهو ما يبرر سكوت الحزب عن هذه القضية التى أثارها الناشط المنسحب من الحراك الشبابى الحسن ولد الطالب خلال الإقتراع الأول وطالب بإتخاذ إجراءات صارمة وصلت الى حد المطالبة بالمقاطعة،وهي الدعوة التى لاقت آذانا صاغية من طرف احزاب التحالف وتواصل لكنها لاقت إجهاضا من طرف حملة الوئام كما سكت عنها بيجل خلال مؤتمره الصحفى بروصو فى بحر الشوط الثانى،تحليل النتائج يوضح عجز الإتحاد عن اللحاق بدوامة المنافسة خصوصا فى روصو المدينة ففى حين حصل الإتحاد على 2198صوت خلال الشوط الأول حصل فى الشوط الثانى على 3006صوت بزيادة بلغت 820صوت بينما حصل الوئام على 3546صوت فى المدينة خلال الشوط الأول وحصد فى الشوط الثانى 4433صوت بزيادة بلغت 887 وهي نتائج توضح فشل الإتحاد فى اختراق المدينة،أما على مستوى الضواحى فقد حصل الإتحاد فى الشوط الأول على 2876صوت بينما حصل فى الشوط الثانى على 3210صوت بزيادة 334،بينما حصد الوئام فى الشوط الأول2540 وفى الشوط الثانى حصل على 3230 أي زيادة 690صوت تبرر كذالك صموده وأحقيته بمقعد البلدية بينما انقلبت النتائج فى جدر المحكن لصالح مرشح الإتحاد من أجل الجمهورية، وهو ما يبقى جذوة الصراع مشتعلة بين محسن - 18 مستشارا ومتالى 20مستشارا- على مقعد المقاطعة داخل المجلس التشريعى الثانى،المستقبل الغامضوقعت روصو مرة أخرى فى شراك المعارضة بفعل شراسة الإعلام الوئامى لكن هذه الواقعة تختلف عن سابقاتها فقد استشرت فيها ظاهرة تضليل الرأي العام من طرف الوئام وتلفيق التهم والتقليل من أهمية الطرف الأخر أو سلبيته على المجتمع والمنطقة وهي طريقة تخدم المصلحة الوقتية لمرشح الوئام لكنها قد تنعكس سلبا على مستقبل المنطقة،ولكنه إنصافا للحقيقة لا أحد ينكر الدور السياسي الذى قام به محسن ولد الحاج أقوى رجالات النظام والمرشح الأقوى لخلافة ولد عبد العزيز فى ظل جمود الدستور عن توفير ولاية ثالثة،وهو الدور الذى اتخذ أشكالا عدة تعينات وزارية وإدارية مشاريع اقتصادية وبنى تحتية،لكن النقطة التى غفل عنها رئيس مجلس الشيوخ تكمن فى ضرورة توظيف الإنجاز السياسي إعلاميا كما أن غالبية الاشخاص الذين يعول عليهم محسن لا يتمتعون بقيمة إجتماعية كبيرة ولم يحاولوا إيجادها،وربما يكون محسن قد أخطأ فى عدم احتواء مشروع سيدى جارا كما أخطأ سيدى جارا فى مظلته فرجل ذكي مع رجل نافذ أكثر جدوائية على المنطقة من تنافر الرموز،كما أن وعي المجتمع لم يكن فى المستوى المطلوب وانجر وراء العواطف ضاربا عرض الحائط بالمصالح العميقة،فوزارة ولد درمان اليوم تحت رحمة ولد عبد العزبز وضغط محسن،ومستقبل سيدى جارا السياسي سيصدم بأغلبية برلمانية تعارضه الطرح والطموح،كما أن هذه الإنتخابات تمخضت عن قطبين يقودان المستقبل السياسي للمقاطعة،وقتلت أحلاما لتشكلات سياسية كانت تعول على المنطقة بعضها بلغ العلم كالتحالف الشعبى التقدمى وبعضها لا يزال فى المهد كتواصل والحراك الشبابى والرفاه والتحالف من أجل الديمقراطية والوحدة عهد جديد، محمد خونه ولد سيدى                     

انتخابات روصو والصراع الخفى من المنتصر

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox