بقلم الزين ولد امخيطير..

أيها القراء الكرام ،أيها المجتمع المسلم يا من نشرتم تعاليم الدين من بلاد شنقيط ويا من رابطتم بالخيل والرجل في الصحراء وعلى شواطئ المحيط ،هذه بلاد المآذن والمحابر والمحاظر وحيث تعانق تراتيل القرآن إنشاد الشعراء وطرائف الأدباء ،صحيح أن بعضكم قد لا يعرف أسرة " أهل امخيطير " لكن هذه الأسرة معروفة في بلاد لعصابه وكرو بالذات ،وفي بلاد تكانت بالعلم والورع والأدب والبعد عن مواطن الشبهات ،أنها أسرة تعلم وتعليم .

إنما ما كتب محمد الشيخ ولد محمد على صفحات المواقع لمنكر من القول والزور يعبر بجلاء عن جهل بالسيرة النبوية الشريفة وتهافت على أفكار كتاب علمانيين إلحاديين دأبوا على التشكيك والطعن في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى النيل من الإسلام لكن " يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " هنا لا تقف عند ركاكة السبك اللغوي للمقال فمن حيل بينه وبين حلاوة الذكر سيحال – لا محالة – بينه وبين رصانة ومتانة لغة الذكر لأن المعنى والمبنى مرتبطان ،لكن قف عند عمى بصيرة الكاتب وجهله الشنيع بسيرة سيد البشر الذي أرسله الله رحمة للناس كافة ،ومتى كان الأسرى يقتلون في عرف الحرب ومواثيق الدين.

ولا نقتل الأسرى ولكن نفكهم     إذا أثقل الأعناق حمل المغارم

" فإما منا بعد وإما فداء " يا متهافت ،ثم يتساءل الكاتب أين الرحمة بعد قول الله تعالى " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم " صدق الله العظيم ، رسول الله صلى عليه وسلم بش في وجوه اليهود وهو يلعنهم .

جبذه إعرابي من ثوبه حتى أثر في عنقه الطاهرة فما غضب وإنما ابتسم ولم ينتقم منه .حبيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يسيء إليه رسم رسام ولا قلم ملحد ولا نفث سم من علماني متهور بعد قوله تعالى " إنا كفيناك المستهزئين " صدق الله العظيم .

يهود بني قريظة أعداء أنبياء الله جميعا والله أعلم بعداوة اليهود منك ومن غيرك " لتجدن أالناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " .صدق الله العظيم .

ارجع إلى السبك اللغوي لهذه الآية الكريمة - وما إخالك تدركه - بدأت بلام توكيد لفعل مضارع يفيد معنى الحال والاستقبال مختوم بنون توكيد ثقيلة ثم مصدر يفيد التميز مبدوء بأفعل التفضيل ‘ فلو قلت : زيد ألحد من عمرو ‘ كان أقوى منها لو قلت : زيد أشد إلحادا من عمرو وهذا التأكيد لعداوة اليهود من الله تعالى لا يذر مجالا للمهادنة في عهد تأسيس الدولة الإسلامية لكن هؤلاء الأعداء رغم كل شيء ظلت حقوقهم محفوظة وعبادتهم محفوظة ،يعطون الجزية مقابل الأمان ولك في وصية الصديق رضي الله عنه لجيشه ما يكفيك إن كنت تعرفها وقد أوصى جيشه بأن لا يتعرض لدير ولا صومعة ولا راهب ولا منقطع للعبادة من أي دين ،ولا شيخ ولا امرأة ولا صبي ولا عاجز ولا عجوز ثم تتسائل أنت  أين الرحمة في الإسلام .

روجير غارودي يحاكم في فرنسا لأنه أنكر المحرقة المزعومة التي لا تزال أوروبا تدفع ثمنها غاليا لا لأنه سب التوراة ولا رسول التوراة ،وتتجاسر أنت مدفوعا بأفكار ماركس ولينن وجيفارا لتسيء إلى من قال الله فيه " وإنك لعلى خلق عظيم " صدق الله العظيم لقد ارتقيت يا هذا مرتقى صعبا فالتوبة التوبة قبل فوات الأوان ،وبوصفي عمك وأنت سليل أسرة طيبة فاني أسدي إليك نصحا ،وأنت غر في عنفوان المراهقة الفكرية ،أن تتوب وتعلنها جهارا نهارا وأمام الملأ وعلى صفحات المواقع وإلا فإن أسرة أهل امخيطير بريئة منك براءة الذئب من دم يوسف حتى تعود إلى دائرة الإسلام .