رسالة إلى العتيق ولد أغم |
الاثنين, 06 يناير 2014 11:40 |
أكتبها إليك وأنا كلي رجاء أن تتأملها وأن تنظر فيها مليا وأن تعيد النظر فيما تكتب وفيما ستكتب مستقبلا. أيها العتيق: لقد بلغ الأمر أقصى وأعتى ما يمكن أن يبلغ .وصرت حديث كل مجلس خاص وعام وصار كل فرد يخوف أبنائه منك .ومما تقول ومما تكتب............... اليوم لا يلتقي اثنان من أبناء جلدتك إلا وسأل أحدها الآخر قائلا :"هو ذاك {......} شعاكبل يكتب". اليوم لا يذكر اسمك في مجلس إلا وصحبته عبارات "اتف" أو "الله يهدين أيهديه مسيكين"
أيها العتيق: "ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا" ما كان أجدادك أبدا يقبلون الدنية في دينهم وما كانوا أبدا يقولون عبارات من قبيل "مجانين الله" وما كانوا أبدا يشبهون العاهرة ليلى مولاي بالسيدة الشريفة العفيفة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها......
حاشاهم وحاشاهم.
فما الذي جرى لك أترضى لنفسك أن تكون شاذا عن القاعدة ؟ أترضى لنفسك أن تهدم أمجاد آبائك وأجدادك ؟
أترضى أن تتجرد من قيمك وأصالتك ؟ أليس جدك هو الذي قال عند ما سألوه عن ليلة القدر: " إن كانت في السنة فقد صادفتها" مما يدل على أنه يقوم السنة كلها؟ أليس جدك لأمك هو الذي يقول فيه الناظم: وهو فريد عصره في الأوليا **** والشعرا والعلما والأسخيا
أيها العتيق ما هكذا تكون وما هكذا ينبغي أن تكون أتهدم كل مابناه آباؤك من مجد ومن عز خلد على لسان الجميع واعترف به الجميع أترضى لنفسك أن تحشر مع "جان بيير شابرول" و {أدونيس} وغيرهم من المنحرفين........ أيها العتيق: أصابني الذهول وأنا أتصفح صفحتك الشخصية المعنونة بـ: El Ateeq Mauritanicu وصفحتك الأخرى "الناقد العربي" أو"the arab critic"نتيجة أن الصفحتين منذ إنشائهما ولم تنشر عليهما آية ولا حديث ولو مرة واحدة على الأقل بينما نشرت فيهما من حكم وأقوال الفلاسفة والمفكرين مالم أستطع حصره. ألم تجد في 114 سورة من القرآن الكريم ــ الذي عجز أعدائه ومناوئوه الإتيان بآية واحدة من مثله ـ حكمة تستطيع أن تنشرها على صفحتك. ألم تجد في آلاف الأحاديث والآثار التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تحمل من معاني الرحمة والتسامح ما يمكن أن تضعه على صفحتك ؟؟؟ أليس حريا بك وصفحتك المذكورة أعلاه يتابعها أكثر من 1000.00 شخص من مختلف الجنسيات والأديان أن تسخرها ولو لمرة واحدة من المرات في أن تنوه بالدين الإسلامي مثلما نوهت بآراء العلمانيين وثقافتهم ولو لغرض الموضوعية.
أصابني الذهول وأنا أراك تسخر الصفحتين لخدمة أغراض التهجم على الدين الإسلامي الصحيح والتسويق لتفاهات هي مجرد تخيلات شيطانية يدرك صانعوها ومسوقوها عدم صحتها وتفاهتها.
أصابني الذهول وأنا أراك تخرج عن كل القيم والأعراف والأخلاق بنشرك صورا رديئة مخلة لك مع عاهرات لقيطات ....................... على صفحتك أهذا يليق بك ؟
أصابتني الحيرة وأنت تعتمد منهجا سفسطائيا في كتاباتك عن إبداع المسلمين حين تختزل فكر المسلمين في مجرد فتاوى وأقوال شاذة وتنسى أو تتناسى الإبداع الذي يصنعه المبدعون من المسلين يوميا. أيها العتيق
إن التخلف الحقيقي هو التخلف الأخلاقي هو تخلف النفس الأمارة بالسوء وإن الجهل الحقيقي هو جهل الأمور التي يجب على الإنسان أن لا يجهلها.
إن العمى الحقيقي هو عمى القلب وقساوته الذي هو أكثر ضررا من عمى البصر. إن المتخلفين الحقيقيين هم الذين يبيعون كرامتهم وعزتهم وشرفهم من أجل إغراءات مادية زائفة من أجل أن يتخلوا عن دينهم وعن أصالتهم وعن قيمهم.
أيها العتيق لا تجعل المثال اليوناني القديم الذي قيل في أحد الفلاسفة ينطبق عليك: "بينما عيناه معلقتان في السماء إذ سقط في بئر"
عد إلى رشدك وإلى فطرتك التي فطرك الله عليها ودع عنك سفاسف الأمور. دع عنك الأفكار الشاذة والأماني والأحلام الزائفة
إن الأماني والأحلام تضليل. عد فالعود أحمد.
إن الضلال والانحراف قد خاضه من هو أكثر منك قوة وأكثر أموالا وأولادا وأكثر جبروتا فما أغنى عنه شيئا وكان مصيره الندم والخسران { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين}. وخاضه من هو أكثر منك تعلما وثقافة وأمضى منك قلما وكان مصيره الدمار والانتقام {فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين}
لقد وهبك الله قلما متميزا ومعرفة موسوعية وذكاء لا بأس به {فتبارك الله أحسن الخالقين}والنعمة صيد والشكر قيد.
فامتثل نصيحة جدك العلامة الولي العتيق بن محمد بن الطلبة الذي سميت باسمه تيامنا بأن تشبهه:
وتنشر من مكنون علمك نافـــــعا :: نهتـــــــــــه لأفواه اليراع محابر
رياض من العرفان تسجع ورقها :: ومن تحتها الأنهار والروض ناضر
هذه نصيحة دافعها الأول الأخوة في الإسلام ثم الأخوة في الوطن ثم أواصر القربى التي بيني وبينك.
أكتبها إليك بعد كل ما كتب وبعد كل ماقيل فيك وعنك آملا أن تنظر إليها بعين منتبهة وأذن مصغية علك تجد فيها ما ينفعك.راجيا أن تكون هي التي يعنيها القائل:
هذه نصيحة مخلص لا يرعوي **** إلا إلى الله الكريم الأمجد وفقني الله وإياك وهدانا إلى الرشد والصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والله المستعان.
أحمد بدر ولد محمد موسى
|