أمــتي الجريحة/ بقلم: الحسين ولد أعمر |
الاثنين, 20 يناير 2014 16:32 |
هذا حال الأمـة الاسلامية اليوم، حال مؤسف، لكن أحوال كهذه لا تأتي من فراغ، فهي ـ عندنا ـ أتت من استبداد مطلق عرفته الامـة حينما أخرج المستعمر وظهرت التيارات الفكرية والسياسية، والتي لم تتكاتف بعد مـا أخرجت المستعمر ولم تعمل على نهضة الامة، بل عملت على هدم الدولة بسبب أفكار زرعها الغرب قبل خروجه في بعض الجماعات وبقي متواصلا معـها يحكم من خلالها الارض والشعب وإن بطريقة غير مباشرة. كالسابق. لم يترك الغرب العرب ولا المسلمين بعد خروجه من بلدانهم كرها، بل عمل على تأسيس جماعات تحمل أفكار غربية صريحة إقطاعية، كما هو حال العلمانية أو الدنيوية أو الادينية الداعية إلى فصل الدين عن الدولة على غرار العلمانية الأروبية التي دعت إلى فصل أحوال الكنيسة عن أحوال الدولة، بعد ما تحكمت الأولى في الدولة قرون من الزمـن، هذه الجماعات الحداثية كما تسمى هي التي جلبت بكل تأكيد الويل للعرب والمسلمين، وظهرت بعد الاستقلال فكرة القومية العربية التي تزعمـا جمال عبد الناصر لتكون فصلا آخر من العنصرية داخل المسلمين، وليشتت المسلمين في قوميات عربية وغيرهـا ، وراجت هذه الفكرة في تاريخ العرب المعـاصر. استمر حال الأمــة العربية على الويل والضعف واستبداد حكامهـا، في مصر السادات ومبارك ، وفي تونس لحبيب بورقيبة وزبن العابدين بن علي، وفي ليبيا معمر القذافي وزعامته المطلقة، إلى أن جاء العام 2011م يحمل في أيامه خلاصا للأمة العربية واشتعلت نار الثورة بدأ من تونس في 14 ـ يناير ـ 2011، فأسقطت زين العابدين بعد حكم عشرين سنة، وفي مصر 25 يناير 2011م، وسقط حكم مبارك بعد ثلاثين سنة، واستمرت كذلك فسقط لقذافي بعد زعامة استبدادية دامت أربعة عقود، ثم أسقط الرئيس اليمن على عبد الله صالح. واشتعلت في سوريا فتصدى النظام لها بكل ما أوتي من قوة. كل هذه الأنظمة سقطت سريعا بسبب ثورة شعوبها التي طالبت برحيلها دون شروط، وظن الكل أن الغرب سيترك العرب يحكمون بنظام ديمقراطي على الأقل كما هو الحال في الغرب، فانتخب المصريون حزبا اسلاميا وصعد إلى السلطة، وكذا الحال في تونس، لكن البين أن الغرب لا يزال يتحكم في دهاليز العسكر ، فنظم انقلابا عسكريا على حكم الاسلاميين في مـصر فعزل الرئيس المنتخب، وسجن كل أعضاء الحركة الاسلامية الحاكمة ـ حركة الإخوان ـ بل واعتبرهـا تنظيما إرهابيا متناسين بذلك الدور الذي لعبته الحركة في خدمة الشعب المصري والسمعة التي تملكها الحركة على مستوى مصر والعالم.، ونظمت اغتيالات كبيرة لسياسيين في تونس لزعزعت الحكومة الاسلامية الحاكمة. بعد فترة قصيرة حل فيها الأمـان وبدا أن العرب سيحكمهم حكما اسلاميا عادلا ديمقراطي، أرجع ليبراليو مصر وعسكرها عقارب الزمن إلى الوراء فحظروا الجماعات الاسلامية، وحاكموا قادتها. ووأدوا حلم العرب بأن زمن الديكتاتوريات قد ولى. |