تعقيب على خبر نشر على بعض المواقع حول ما سمي "معركة" انتخاب نواب عمدة بتلميت |
الاثنين, 27 يناير 2014 11:51 |
محمد ولد حبي ما كان لمثلي أن يهتم بهذا النمط من الشائعات الهزيلة التى دأبت عينة من "الفاعلين السياسيين" على استخدامها وسيلة لإلحاق الضرر بمن يتوهمون أنهم "خصوم أو منافسون لهم" خاصة بعد أن باتت حرية الاعلام حقيقة وواقعا معاشا فى ظل حكم فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وبحكم معرفتى الدقيقة للوضع السائد في بتلميت و بعد قراءة متأنية للخبر الذى نشرته بعض المواقع الاخبارية ، أخذت على نفسي أن أبدي بعض التوضيحات والملاحظات حول ما ورد فى هذا الخبر حتى يتبين القارئ الكريم كيف تلفق الشائعات وتعرض له فى شكل ظاهره البراءة وباطنه، حفظكم الله، الخسة والغيبة والنميمة. أولا: لقد كانت المعلومات التى أعطيت لمحرر الخبر شهادة عن غير قصد، للسيدين "ولد عبد الفتاح وولد بد ولد الشيخ سيدي" حسب تعبير المحرر ودون غيرهما ممن يستحق أن يذكر بالاسم، بالإخلاص و التفانى والعمل على أن يستفيد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية من حقه الطبيعي فى الحصول على مقاعد نواب عمدة بتلميت الخمسة، كما كانت جائرة فى حق مجموعة كبيرة من الفاعلين السياسيين المخلصين للحزب من بينهم وزراء ووزيرات سابقون ومنتخبون ورجال أعمال وموظفون سامون ووجهاء اجتماعيون يمثلون مختلف جهات ومجموعات وشرائح ساكنة مقاطعة أبى تلميت. ثانيا:بقي على صاحب الخبر أن يحدد الجهة التى قررت الكتلة المعارضة "الماهرة" و "المستأثرة منذ أمد بتوجيه المشهد السياسي فى بتلميت" أن تعارضها طيلة مختلف مراحل الانتخابات الماضية بدءا بالحملة الانتخابية وانتهاء باختيار أعضاء المجلس البلدي (21 مستشارا) لخمسة مستشارين كنواب لعمدة المدينة. هل هذه الكتلة تعارض نظام فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز تماما كشريكيها فيما سمي "الضربة"؟ أم أن معارضتها للشخصين المذكورين أفقدتها صوابها فاختلطت عليها الأوراق، وأمست تصب جام غضبها على فخامة الرئيس وعلى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية؟ أم هي فعلا معارضة لهذا الحزب ولمرشحيه الذين تم اختيارهم خدمة لمشروع وطني بالغ الأهمية وطبقا لمعايير محددة وتأسيسا على معطيات ميدانية نقلتها بعثات كلفها الحزب بجمعها؟ ثالثا:وفى هذا الاطار، فإن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أتاح، فى الاستحقاقات الأخيرة، لمدينة بتلميت ذات المكانة المرموقة والدور التاريخي المعروف، فرصة إضافة لبنة جديدة الى دورها المشهود فى تشييد صرح الأمة الموريتانية. وحق لهذه المدينة العريقة أن تعتز بأن يكون كافة أبنائها البررة مؤهلين لتمثيلها على المستويين المحلي والوطني بغض النظر عن ألوانهم وانتماءاتهم العرقية أو القبلية. وقد برهن نجاح خيارات الحزب فى الشوط الاول من الانتخابات وبأغلبية مريحة، على تبنى ساكنة بتلميت لخيار العدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية والأخوة الحقة. رابعا:منذ خلق الله أبانا آدم عليه السلام والى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فستظل دعوات الخير و العدل والاصلاح، تحارب باستماتة من قبل دعاة الشر والغبن والفساد، فهذه سنة الله فى خلقه لم تسلم منها رسالة سماوية فما بالك بما سوى ذلك. خامسا:لقد بات واضحا، منذ أن أعلن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أسماء مرشحيه للاستحقاقات الاخيرة فى بتلميت أن هناك مجموعة غير راضية، وأنها تدعى لنفسها من الكثرة والمنعة ما لايراه الناس ولم تثبته لاحقا نتائج صناديق الاقتراع. وأخال القارئ الكريم لا يزال يذكر "وقائع مؤتمر صحفي" عقده أفراد من هذه المجموعة وخصصت له وسائل مادية معتبرة مكنت من بثه على بعض القنوات الوطنية بشكل شبه متواصل ولمدة تزيد على الاسبوع. وأتسامى بنفسى عن التعليق على ما تضمنه من تحد سافر و وعيد وتهديد للمرشحين ولحزب الاتحاد من أجل الجمهورية. سادسا:وفعلا بذلت تلك المجموعة، طيلة الحملة الانتخابية، كل ما أوتيت من جهد واستخدمت كافة انواع الاغراءات والدعايات فضلا عن النميمة والوقيعة و إثارة النعرات البغيضة، وكل ذلك بغية افشال لائحة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على مستوى بلدية بتلميت المركزية بشكل خاص، رامية عرض الحائط بأبجديات الممارسة الديموقراطية فضلا عن متطلبات الولاء للحزب الذى ورد فى " المؤتمر الصحفي" أنهم جماعته ومؤسسوه وسنده فى بتلميت. والحمد لله أن قراءة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية للخريطة السياسية المحلية كانت صحيحة ولولا ذلك لكان تبنى خيار من لم يستطيعوا، بالتعاون مع حزب تواصل، أن يحصلوا مجتمعين على أكثر من 30 فى المائة من أصوات ناخبي بتلميت. سابعا: حقيقة ما جرى يوم الرابع والعشرين هو أن أنصار حزب الاتحاد الحقيقيون فى بتلميت لم يكن لديهم مبرر انتخابي يدفعهم للتنازل لأي طرف كان عن أحد نواب العمدة لكون الحزب يتمتع بأغلبية مطلقة ( 12 مستشارا من أصل 21). ومعلوم لدى الجميع أن المقاربة التى اعتمدها الحزب وقت إعداد لائحة مرشحيه للمجالس البلدية حرصت عن حسن نية على تمثيل مختلف حساسياته الداخلية، وقد يكون ذلك سهل المهمة على الذين تآمروا عليه "من الداخل". ثامنا:والحمد لله ان جاء السر غفلة كما يقول المثل الحساني ( السر اتجيب الغفل) فاعترف المعنيون بمسؤوليتهم فى فقدان الحزب لنائبين من نواب العمدة لصالح حزبي تواصل والجبهة الشعبية. كما تبجحوا، من ناحية أخرى، بدورهم الفاعل، عن طريق الخديعة والنميمة و الاغراءات المختلفة، فى إقصاء أطراف وازنة محليا ووطنيا كانت تستحق بكمها وكيفها ودعمها لفخامة رئيس الجمهورية وتفانيها فى خدمة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أن تمثل، على الأقل، فى مكتب بلدية بتلميت. تاسعا: ولا شك فى أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيستفيد من هذه التجربة التى أتاحت له فرصة التمييز بين مؤيديه الحقيقيين فى بتلميت و المتحالفين ضده وضد خياراته مع حزبين معارضين هما تواصل والجبهة الشعبية.
وفى الختام ألفت انتباه السياسيين والمتطفلين علي السياسة ورجال الاعلام الى مسألتين هامتين: ـ إن لغة المعارك والضربات الماهر منها و الساذج، لغة غريبة على الممارسة الديموقراطية الواعية فهي لغة سادت فى قرون خلت ونسأل الله أن يكفي الشعب الموريتاني شر من لا يزال من أبنائه يعيش فى ذلك العالم البالى ويتبنى لغته وأخلاقه. ـإن تعاليم ديننا السمح وقيمنا الأخلاقية علمتنا أن الخيانة والخديعة ونقض المواثيق لم ولن تكون مدعاة عز ولا شرف. |