| في ذكرى الثورة المصرية العظيمة آلام وآمال |
| الثلاثاء, 28 يناير 2014 00:10 |
يحي عياش ولد محمد يسلمليس من السهل علي أن تمر ذكرى الثورة المصرية المجيدة التي عصفت بعرش الطاغية مبارك دون أن يتحرك لي قلب أوتنطق لي شفة أو يكتب لي قلم وأنا في ذالك من المعذورين . لاكن الحديث عن هذه الثورة العظيمة في هذه الأيام حديث ذو شجون لأنه يأتي في ظل أوضاع عصيبة ليست كتلك الأوضاع التي عشناها أيام الثورة فقد تحطمت مكتسبات الثورة وتحكم جنرالات الجيش وعاد النظام الإستبدادي من جديد وصار كل ماأوجدته الثورة هباء منثورا . عاد نظام مبارك بوجه أقبح من وجهه وقلب أسود من قلبه لا ليحكم وإنما لينتقم من الثائرين عليه انتقاما مبينا وعاد عبد الناصر ليشنق أمثال سيد قطب وعبد القادر عودة وليشنق معهم النساء والشيوخ والولدان . كل شيء تبدل !! فالرئيس المنتخب أصبح سجينا يعامل معاملة اللصوص والمجرمين والرئيس المخلوع أصبح حرا طليقا لاتثريب عليه والثورة العظيمة حلت محلها ثورة مضادة قلبت الأمور رأسا على عقب ونجحت في القضاء على الحرية الوليدة . وفي اتصال جمعني مع مسؤولة مصرية حدثتني عن صعوبة الأوضاع وقالت بأن الأمهات صابرات على مايتعرض له أبناءهن. لاكن عزاءنا مع كل هذا أن النفوس لم تضعف وأن العزائم لم تهن وأن المعجزة التي صنعتها الثورة المجيدة كانت أكبر دليل على ضعف الطغاة و قوة الحق . إنني بهذا الرصيد الإيماني التي أستخلصه من آيات القرءان ومن تاريخ الطغيان ومن ثورة الخامس والعشرين من يناير أقف لأوجه هذه الرسائل التي كتبتها بعقل السياسي وبقلب المؤمن معا . وإنما هي رسائل معدودة أود أن ألخصها في هذا المقال: 1 ـ إن أول رسالة ينبغي أن تستخلصها الشعوب من هذه الذكرى العظيمة هي رسالة الحرية فقد أكدت هذه الثورة أن الشعوب أقوى من الأنظمة متى صح منها العزم ومتى كانت مستعدة للتضحية والشهادة في سبيل العزة والكرامة . 2ـ أن الثورة لاتنتهي بمجرد الإطاحة بالرؤساء بل يجب أن تستهدف إزالة الأنظمة ولعل أكبر خطئ وقع فيه المصريون هو أنهم توقفوا عندما أعلن العسكر عن رحيل مبارك مع أن الأمر لم يكن يتجاوز إعلانا قام به ضباط الجيش أعلنوا بموجبه تخلي مبارك عن السلطة مضيفين إليه لقب السيد وكأنهم يقولون إنه يتخلى عن السلطة كرما وزهدا وتفضلا على الشعوب فأين هذا من الثورة التي لايحق فيها لضباط النظام أن يتحدثوا أحرى أن يكون الرئيس هو واهب الحرية !! لقد نسي الشعب المصري أن الحرية تنتزع ولا تعطى وأن انتزاعها لايكون بالإطاحة برئيس والإبقاء على ضباطه ولذالك تخلصوا من رأس النظام وبقي جسده تخلصوا من الجناح الأضعف في نظام مبارك ممثلا في مبارك والحزب الوطني وبقي الجناح الأقوى ممثلا في الجيش والإعلام. 3 ـ أن أنانية السياسيين المصريين وجهت للثورة الضربة القاضية وجعلتها فريسة للعسكر فقد عمل هؤلاء السياسيون منذوا أول لحظة على إفشال أداء الرئيس وعرقلة سير الدولة ووقفوا مع القضاء في الإعلان الدستوري ومع الإعلام في تشويه سمعة الرئيس ثم وقفوا مع الجيش في إحداث أبشع عسكري في التاريخ المعاصر وعلى رأس هؤلاء السياسيين قادة تمرد وبعض الأحزاب العلمانية والقومية وبعض الوجوه الإسلامية كعبد المنعم أبي الفتوح وحزب النور . 4 ـ إن مشكلة مصر في هذه المرحلة تكمن في العسكر ولذا يجب على جميع التيارات السياسية والأحزاب الوطنية أن تهب لإنقاذ الثورة المصرية قبل أن يقضي عليها الجنرالات . 5 ـ إن المستقبل للشعوب وليس للطغاة وهذه حقيقة ينبغي أن تستشعروها وتؤمنوا يا أنصار الحرية فلا يصيبنكم اليأس ولا الإحباط ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنيين. وأخيرا إن الأحداث التي حدثت بعد الثورة لاتطوي صفحتها بل هي أحداث تمحيص جعلتنا نميز بين الخبيث والطيب وبين الوطني والفلولي وبين المناضل المخلص الثابت على نهجه السائر على دربه والمناضل الضعيف الذي ينحني عند أول عاصفة فأرانا الله وطنية قوم كنا نعدهم من الأشرار وأرانا خبث قوم كنا نحسبهم من الصالحين . لقد ثبت الله في هذه المحنة عصام سلطان وثبت حزب الوسط عندما وقفوا مع الشرعية ضد الإنقلاب رغم خلافاتهم القديمة مع الإخوان وأضل الله أبا الفتوح رغم أنه تربى في خيمة الإخوان فخرج يولول مع العسكر داعيا أنصاره إلى الخروج في يوم 30 يونيوا ليطالبوا برحيل الرئيس المنتخب ويمهدوا الأرضية للعسكر ثم عاد يولول مدعيا أنه يعارض الإنقلاب وليستنكر على استحياء مايتعرض له أنصار الشرعية فيامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك . بينما أثبت الإخوان المسلمون أنهم العمود الفقري للشعوب العربية الثائرة ضد الظلم والإستبداد وأنهم قادة الملحمة وسادة الركب وكانت التضحيات التي قدمها الإخوان شبابا ونساء قمة وقاعدة كافية لتجعلهم بحق قلب الثورة وصناعها الحقيقيين الذين يضحون في سبيلها بالغالي والنفيس فشكرا للثورة المصرية المجيدة وشكرا لكل الشرفاء الأوفياء لهذه الثورة وشكرا لأحفاد البنا قادة الثورة وقدوة الثوار . |
