ما ذا وراء قرار التكتل تعليق المشاركة في منتدى المعارضة " تحليل " |
الأربعاء, 26 فبراير 2014 09:43 |
هواجس تتجدد يعتقد مراقبون أن في طليعة الأسباب التي جعلت التكتليين يتخذون قراراهم بتعليق المشاركة هواجس زادت لديهم خلال الأسابيع الأخيرة أن هناك أيد حكومية وراء فكرة المنتدى، وبالتالى وراء خلاصاته وقراراته. وقد زاد من حدة الهواجس اللقاء الأخير الذي جمع رئيس حزب اتحاد قوى التقدم السيد محمد ولد مولود بالوزير الأول السيد مولاي ولد محمد لقظف، وهو اللقاء الذي أيقظ لدى قيادة التكتل " تاريخا قديما" من الشك في رفاق ولد مولود الذين كانوا يوما العربة الأولى في الحوار مع نظام ولد الطايع في وقت كان فيه ولد داداه يتبنى موقفا شديد الراديكالية من أي لقاء أو حوار مع الرئيس الأسبق العقيد معاوية ولد الطايع. الشك في " الرفاق" يعززه بالنسبة لبعض المقربين من ولد داداه" حماسة " الإخوة" في تواصل للمنتدى وهم العائدون توا من المشاركة في انتخابات طعنوا خلالها المعارضة في الظهر ونكثوا بمواثيقها وفق تعبير نشطاء التكتل. المرشح الموحد فكرة المرشح الموحد التي تطرح بقوة من طرف بعض المشاركين في المنتدى تثير هي الأخرى مخاوف جدية لدى حزب التكتل، ويذهب مقربون من الحزب إلى الجزم أن الفكرة هي الهدف الرئيس من المنتدى وأن جهات في السلطة تدعمها، ساعية من وراء ذلك لإقصاء الزعيم المعارض أحمد ولد داداه أو إضعاف حظوظه في أحسن الأحوال. وتعتبر حساسية حزب التكتل من موضوع المرشح الموحد مؤشرا بالنسبة للمراقبين على أن الحزب الذي قاطع الانتخابات الماضية يتجه للمشاركة في الانتخابات الرئاسية وإلا لما كان لموضوع المرشح أهمية بارزة في حسابات المنتدى.
الموقع والمكانة أما السبب الثالث والذي يبدو أنه السبب المباشر فهو عدم ارتياح قيادة التكتل للمكانة التي حظي بها الحزب في اللجان التحضيرية وفي إدارة المنتدى، فبالنسبة لمقربين من الحزب كان واضحا أن هناك إرادة واضحة لتقزيم الحزب الذي يعتبر بالنسبة لأنصاره الأكبر والأهم والأعرق بين أحزاب المعارضة الموريتانية. وتشارك في المنتدى عدة أطراف سياسية ونقابية ومدنية وإعلامية وحقوقية، وهو ما يبدو أنه جعل حاصل قسمة المواقع في اللجان زهيدا ولايعبر عن المكانة التي تليق بالحزب الذي يعتبر أنه يمثل الزعامة التاريخية للمعارضة الموريتانية. مناورة.. أم قرار لاشك أن القرار الذي اتخذه المكتب التنفيذي لحزب التكتل في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء قد أربك محضري المنتدى الذي علقت اللافتات المعلنة عنه في شوارع نواكشوط، لكن ما لم يتضح بعد هو ما إذا كان القرار التكتلي مجرد مناورة تهدف لتحقيق مكاسب سواء فيما يتعلق بجدول الأعمال من حيث التوافق على عدم طرح فكرة المرشح الموحد فيه، أو من حيث المواقع بما يضمن أن يظهر الحزب خلال المنتدى في مكانة تعكس حجمه ومكانته، أم أن الأمر قرار نهائي من الحزب مؤسس ربما على على معلومات أو تحليلات نهائية بأن هدف المنتدى ونهايته لن تكون في ما يرى التكتليون أنه مصلحتهم العليا ومصلحة الوطن كذلك. ومع صعوبة الجزم بما ستنتهي له محاولات إنقاذ منتدى المعارضة يرجح مراقبون أن الخطوة مؤقتة، وأن السيد أحمد ولد داداه سيشارك في النهاية في المنتدى حيث إن عدم مشاركته ستتركه شبه وحيد في وقت يفترض أنه أكثر الأطراف المعارضة مصلحة في وحدة المعارضة باعتباره أبرز المرشحين بين القوى المشاركة في المنتدى التي يمثل العديد منها مشاريع قوى داعمة له في الانتخابات الرئاسية القادمة. |