موريتانيا وموجة الارتداد والزندقة / بقلم محمد الامين بن النن
الاثنين, 03 مارس 2014 21:30

altaltمنذ أكثر من سنة وموريتانيا تشهد موجة غير مسبوقة من الارتداد والزندقة بدأت بمحرقة الكتب من أمهات الكتب المالكي ، وتطورت إلى النيل من الرسل والانبياء ، كان آخر من تعرض منهم لذلك هو رسولنا الأعظم محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه خاتم النبيئين وإمام المرسلين ، نبي الرحمة ورسول الهدى ، حيث تجرأ ابن المخيطير على المس من جنابه المعظم باتهامه بما هو منه براء ، براءة الذئب من دم يوسف  عليه السلام .

و اليوم ـ وبعد ظهور الراقصة العارية ، والاعتداء على أبرز علماء البلد ـ تطفو على السطح جريمة أخرى هي أبشع أنواع الفظائع ، وأشنع صنوف المنكرات بتمزيق لأعداد من المصحف الشريف في أحد مساجد العاصمة انواكشوط  من قبل متسللين إليه ليلا .

ترى منهم هؤلاء المتسللون تحت جنح الظلام لتمزيق المصحف الشريف ؟! ومن أرسلهم للقيام بمثل هذه الجريمة النكراء ؟! وما علاقتهم بمرتكبي الجرائم السابقة ؟!       إنها أسئلة ملحة تطرح نفسها اليوم ويطرحها الجميع بإلحاح ، مما يوّلِد أيضا لدى الجميع عدة أسئلة أخرى ، ربما تكون أكثر عمقا وأشمل تفسيرا ، منها :

لماذا تُرتكَب هذه الجرائمُ في بلدنا عموما وفي هذا الظرف خصوصا ؟! ما الدوافع الحقيقة لمرتكبي هذه الفظائع وراء ارتكابها ؟! كيف يمكن معالجة الأوضاع الراهنة بما يمكِّن من القضاء على استشراء هذه الظاهرة الهدامة التي أصبحت تتفاقم يوما بعد يوم بما يهدّد كيان الدولة وبقاء الأمة؟! هل سيسكت الشناقطة على مثل هذه الفظائع دون المعاقبة الرادعة لمرتكبيها ؟! أم أن لصبرهم حدودا ؟ وإذا كان الأمر كذلك ؟ فما الذي ينتظرونه بعد كل هذا ، وقد بلغ السيل الزبا ؟ّ! لم لا تكون الهبّة الشعبية لمواجهة الموقف عامة وعارمة لا تبقي ولا تذر .. حتى تحمّل النظام الحاكم كامل المسؤولية عما يجري تحت سمعه وبصره من تدنيس للمقدسات واعتداء على رموز الدين ؟! لم لا يقف الشعب وقفة  رجل واحد تُجبر النظام الحاكم على المواجهة الجادة لحركة الارتداد والزندقة هذه ، بما يكشف المتستّرين والمجاهرين على حد سوى ويدينهما الإدانة اللازمة ، ويلحق بهما العقوبات الرادعة المناسبة ؟! كيف نمنع المغرضين من أعداء الدين وأعداء الوحدة الوطنية من استغلال مثل هذه  الحادثة أو تلك لإثارة النعرات العرقية والحزازات الطبقية والحساسيات الطائفية بين مختلف شرائح مجتمعنا وأعراقه وطبقاته ؟ أم أن مجتمعنا بما تميز به عبر التاريخ من تمسك بقميه الإسلامية السمحة التي ظلت وحدها الموّحدة الرابط لمختلف مكوّناته قادر دائما على مواجهة كل التحديات من هذا القبيل ؟ ولعل هذه القدرة الفذة لمجتمعنا هي ما جسد الموقف النبيل الذي عبرت عنه اليوم حركة إيرا  من ادانة واستكار لجريمة تمزيق المصحف الشريف ..       قد لا يتّفق الجميع على إجابة موّحدة لكل هذه الأسئلة ، لكن الغالبية العامة من المتابعين للشأن يرون أن هناك عاملين بارزين يعتبران هما السبب الحقيقي وراء كل مايحدث :

أولهما :   تلاعب السلطة الحاكمة منذ أيامها الأولى بالمكوّن التربوي للأمة ، وإهمالها لمعالجة أوضاعه المتردّية منهجا ومحتوى وتسييرا ، إلى ما رافق ذلك من تسييس للتعليم والتربية ، ومن استغلال لهما كورقة انتخابية ودعائية لا غير (راجع تحويلات وتعيينات موظفي التعليم في مواسم الإنتخابات الرئاسية مثلا لا حصرا) ، كل ذلك أدى في رأي المتابعين إلى إفلاس التعليم وإلى تفريغه من مضمونه الجوهري الذي كان وحده سيوفر للأمة الضمانةَ اللازمةَ للوقاية من كل أنواع الاختراق ، والمناعةَ الحصينةَ للمجتمع ضد كل أنواع الاستلاب والزندقة والارتداد ، إذ كيف تقوم للأمة قائمة ما لم تُحصِّن نفسها ضد جميع التحديات بواسطة التربية والتعليم = رهان المستقبل والمصالحة مع الذات ؟!

ثانيهما :   تساهل النظام – إن لم يكن تمالؤه – مع هؤلاء المجاهرين بالنيل من مقدسات الأمة ، مما شجع الطامعين و أغرى المستهترين  بما تسوّل لهم به أنفسهم  من تطاول على الثوابت وتجاوز للحدود …

       وأخيرا يخلص المتابعون بكل قلق واستياء إلى التساؤل عما وراء الأكمة إذا استمرت الأمور على ما هي عليه الآن من سوء وتدهور وانفلات ، فهل سيبقى أبناء الفاتحبين من الشناقطة مكتوفي الأيدي أمام هذه الهجمة  الشرسة  على مقدسات الأمة ؟

أم أنه  سيكون لهم موقف آخر ؟؟ ومتى ؟ وكيف ؟؟

موريتانيا وموجة الارتداد والزندقة / بقلم محمد الامين بن النن

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox