| نقول لهرم السلطة : تقدموا و إلا سنتقدمكم |
| الثلاثاء, 04 مارس 2014 11:43 |
|
{ رب اشرح لي صدري * و يسر لي أمري * و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي * } تتابع أحداث جلل تثير مشاعر المسلمين و هرم السلطة يلهو و لا يعبأ بما تترى من أحداث جسام و منكرات عظام و لا يعبأ بما تسيل به الأقلام كأنها أفلام . إلى متى صمت هرم السلطة و قدوتنا و حبيبنا و شفيعنا يهان و يشتم و يسب أمام العيان ؟ إلى متى قمع أمن هرم السلطة كل من تحرك ليشجب الطعان و اللعان و الفتان ؟ إلى متى فقهاء السلطة تدعي أن هرم السلطة هو الوحيد المسؤول عن الدفاع عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و الكتاب العزيز العظيم الذي جاء به من عند رب العزة و الكمال ؟ أيسلبوننا الإيمان و محبة الحبيب نبي الديان و كتاب الرحمن ؟ أيفقدوننا فرض عين متعين على كل مسلمة و مسلمة بسبب حجة أو ذريعة الحفاظ على الأمن ؟ لقد بلغ السيل الزبى و تجاوز الفتان الخطوط الحمراء التي رسمها الديان . بالأمس أتباع الشيطان يسبون النبي الأمي الحبيب الشفيع خاتم النبيئين و إمام المرسلين و قائد الغر المحجلين ، و اليوم يقوم أتباع الفتان بتمزيق القرآن ، و الله جل و علا يقول : { قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } و قد بينا في كتابنا " العقيدة الصحيحة من خلال حديث : الدين النصيحة و بعض ما يروجه التيار الصفوي الفارسي من فضيحة " ما يلي : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم " الدين النصيحة" قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم" رواه أبو رقية تميم الداري، و أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس وثوبان نخرجها كما يلي : 1) تميم الداري : أخرجه البخاري تعليقا في آخر كتاب الإيمان مجزوما به، ومسلم، وأبو عوانة، وأبو داود، والنسائي، وأحمد، وابن نصر في " الصلاة وابن حبان وزادوا جميعا إلا البخاري ومسلم " الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة" ثلاثا. 2) أبو هريرة : أخرجه النسائي، و الترمذي، وأحمد، وابن نصر في "الصلاة"، وأبو نعيم الأصبهاني. 3) ابن عمر:أخرجه الدارمي، وابن نصر، و البزار و الهيثمي في " زوائد مسند البزار" و أبو الشيخ في " التوبيخ". 4) ابن عباس: أخرجه أحمد بسند فيه إبهام و البزار و ابن حبان، وأخرجه الضياء في المختارة و البخاري في التاريخ، وأبو يعلى الموصلي في " مسنده" 5) ثوبان: حديث ثوبان رواه الطبراني في الأوسط و في سنده أيوب بن سويد وهو ضعيف لا يحتج به كما في مجمع الزوائد للهيثمي 1 / النصيحة لله : هي الاعتقاد الصحيح في الله و قد أطلنا فيه لأنه أساس العلاقة بين العبد و خالقه و بين العبد و بقية مخلوقات الخالق فراجعه في كتابنا المذكور . 2- ما هي النصيحة لكتاب الله؟ : النصيحة لكتاب الله جل وعلا تقتضي قراءته الدؤوبة و تمعن ألفاظه و اتباع أوامره و الانتهاء عما عنه نهى و زجر، فالقرآن صفة من صفات الله لأنه كلامه ليس بمخلوق يلزمنا حفظه و الاحتفاظ به و الذب عنه . فمن شك في ثبوت القرآن الذي هو بين دفتي مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه يعتبر كافرا مرتدا و هنا لا بد من التصدي لتيارين خبيثين يشككان في ثبوت مصحف عثمان هما 1 / التيار الشيعي و خاصة التيار الصفوي الفارسي : يقول أحد علماء النجف المصلحين في كتابه " لله ثم للتاريخ : كشف الأستار و تبرئة الأئمة الأطهار " : " القرآن لا يحتاج إلى إثبات نص ، و لكن كتب فقهائنا و أقوال جميع مجتهدينا تنص على أنه محرف ، و قد جمع المحدث النوري الطبرسي في إثبات تحريفه كتابا ضخم الحجم سماه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " جمع فيه أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف ، و جمع فيه أقوال جميع الفقهاء و علماء الشيعة في التصريح بتحريف القرآن الموجود اليوم بأيدي المسلمين حيث أن جميع علماء الشيعة و فقهائهم المتقدمين منهم و المتأخرين يقولون : إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرف " [ ص 74،75 ] ثم نقل عن أبي جعفر أنه قال : " ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن إلا كذاب ، و ما جمعه و حفظه كما نزل إلا علي بن أبي طالب و الأئمة بعده " و عزا هذا الكلام الكفري لمصدره ٌ : " الحجة من الكافي ج 1 ص 26 " ، و القرآن الحقيقي هو الذي كان عند علي و الأئمة من بعده عليهم السلام ، حتى صار عند القائم بالحجة عليه و على آبائه الصلاة و السلام ، ثم علق عليه قائلا : " و لا شك أن هذا النص صريح في إثبات تحريف القرآن الموجود اليوم عند المسلمين و لهذا قال الإمام الخوئي في وصيته لنا و هو على فراش الموت عندما أوصانا كادر التدريس في الحوزة : " عليكم بهذا القرآن حتى يظهر قرآن فاطمة " . قلت و السبب في ادعاء الشيعة بتحريف القرآن الموجود بين أيدينا هو أن فضل جمع القرآن يرجع إلى الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول الذين يحقدون عليهم و يسبونهم و يشتمونهم . فالمعروف عند أهل السنة أن أول من قام بجمع القرآن الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، و ذلك بعد معركة اليمامة حيث استشهد فيها سبعون من حفاظ القرآن سنة 12 هـ ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ و هو محدث هذه الأمة إن كان فيها محدث ، و المحدث الملهم ـ أفزعه الهول فزعا شديدا و هرول إلى صديق هذه الأمة خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم و رفيقه في الهجرة ، و اقترح عليه جمع القرآن في مصحف واحد ، و بعد نقاش طويل و حاد استجاب له أبو بكر ، فأرسل أبو بكر إلى الأنصاري زيد بن ثابت رضي الله عليهم جميعا ، و قال له : " إن عمر أتاني فقال : إن القتل استحر بقراء القرآن ، و إني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن ، و إني أرى أن تأمر بجمع القرآن ، فقلت لعمر : كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال عمر : هو و الله خير ، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك و رأيت في ذلك الذي رأى عمر ، قال زيد : قال أبو بكر : إنك شاب عاقل لا نتهمك ، و قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فتتبع القرآن فاجمعه " فوالله لو كلفوني بنقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمروني به من جمع القرآن ... " فتتبعت القرآن أجمعه من : العسب ، و اللخاف ، و صدور الرجال ، و وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجده مع غيره { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } حتى خاتمة براءة ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر ..." و في سنة خمس و عشرين من الهجرة 25 هـ اجتمع أهل الشام و أهل العراق في معركة أرمينية و أذربيجان ، و كان من بين الفاتحين حذيفة بن اليماني رضي الله عنهما ت 36 هـ فرأى اختلافا كثيرا بين المسلمين في وجوه القراءة ، ففزع إلى عثمان رضي الله عنه و قال له : أدرك الناس قبل أن يختلفوا في كتابهم الذي هو أصل الشريعة و دعامة الدين ، فجمع عثمان أعلام الصحابة و ذوي الرأي منهم ، فأجمعوا رأيهم على أن تنسخ الصحف الأولى التي جمعها زيد بن ثابت في عهد أبي بكر الصديق في مصاحف متعددة ، ثم يرسل إلى كل مصر مصحف منها يكون مرجعا للناس عند الاختلاف ، و قد انتدب عثمان للقيام بهذه المهمة الخطيرة أربعة من خيرة الصحابة من حفاظ القرآن هم : 1 / زيد بن ثابت ت 45 هـ رضي الله عنه ، و هو من الأنصار و من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه و سلم و هو الذي كلفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمع القرآن . 2 / عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي رضي الله عنه ت 73 هـ . 3 / سعيد بن العاص القرشي رضي الله عنه ت 58 هـ . 4 / عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي رضي الله عنه ت 43 هـ . و قد أمرهم عثمان رضي الله عنه بأن ينطلقوا من الصحف التي جمعها زيد في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عن الجميع فأرسلوا إلى حفصة لاستنساخها ، ثم قال للثلاثة الذين من قريش إذا اختلفتم أنتم و زيد في شيء فاكتبوه بلغة قريش فإنما أنزل القرآن بلسان قريش ، فلم يختلفوا إلا في قوله تعالى { إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت } قرأها زيد الأنصاري [ التابوه ] بينما قرأها القرشيون الثلاثة [ التابوت ] فأمر عثمان أن تكتب بلغة قريش بعد مراجعة شيوخ الصحابة الحاضرين ، فكان هذا هو الشرط الثاني و أما الشرط الأول فهو الانطلاقة من الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه . 3 / و أما الشرط الثالث فقد أتم الصحابة نسخ المصاحف بإشراف عثمان و أعلام الصحابة من المهاجرين و الأنصار ، و قد كتبوا مصاحف متعددة ، و كانت هذه المصاحف متفاوتة في الحذف و الإثبات و الزيادة و النقص بحيث كانت مشتملة على الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن الكريم في وقت كانت خالية من النقط و الشكل . 4 / و الشرط الرابع : كان الكتاب لا يكتبون في المصاحف شيئا إلا بعد أن يعرضوه على مشاهير الصحابة ، و يشهد الجميع بأنه قرآن ، و أنه لم تنسخ تلاوته ، و أنه استقر في العرضة الأخيرة " و قد نقلنا في المجلد الأول من كتابنا " الإشعاع و الإقناع بمسائل الإجماع " عن ابن القطان الفاسي عن الوصول ، قال : " و أجمع المسلمون على ما في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه و هو الذي بأيدي الناس اليوم في أقطار الأرض قاطبة و هو القرآن المحفوظ الذي لا يحل لمسلم أن يتجاوزه و لا يحل لمسلم الصلاة إلا به لإجماع الصحابة و اتفاق الأمة " قلت و دليل ذلك قوله جل و علا { إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون }[ الحجر : 9 ] و قوله جل و علا { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون } [ الأعراف : 3 ] قلت و أما مصاحف الشيعة التي يطبعونها برواية حفص عن عاصم فهي من التقية و يقرؤون فيها { و ما كنت متخذ المضلين عضدا } [ الكهف : ] يقرؤونها بالتثنية و يزعمون أن المضلين هما : أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، بينما روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر و عمر " أخرجه الترمذي و ابن ماجه و أحمد و الحميدي و ابن أبي شيبة و ابن أبي عاصم و الطحاوي في مشكل الآثار و أبو نعيم الأصبهاني . كما أن كتب التفسير عند الشيعة يقولون عند قوله تعالى { أفئن مات أو قتل } بل قتل ، قد سقته عائشة و حفصة السم لعنة الله عليهما و على أبيهما و سيأتي تفصيل ذلك في سبهم للصحابة و زيادة و هذا استهزاء بالقرآن الذي قال في حقه رب العزة و الكمال { لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم } و قد قال جل و علا في حق المستهزئ بالقرآن { قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فليراجع أهل البدع و أهل الأهواء عقائدهم حتى لا يندموا يوم لا ينفع الندم ، يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . 2 / تيار المستشرقين الذين يشككون في هذا القرآن و قد اتخذوا خزعبلات الشيعة مطيتهم المفضلة و حجتهم المفصلة ، و من أبرز هؤلاء كازا نوفا الذي تربى في المغرب بين بني ملال و الدار البيضاء و الرباط و قد حاول أن يدس ما تسنى له من دس و تشكيك و تسميم في صحة تواتر مصحفنا الذي بين أيدينا ، و قد ألف رسالة تحت عنوان : " محمد و نهاية العالم " حاول فيها عبثا القول بأن القرآن قد أضيفت إليه بعد وفاة النبي ما دعت إليه الحاجة في نظري أبي بكر و عمر مثل الآيات التي صرحت بأن الساعة من الأمور التي استأثر الله بعلمها ، بعد أن لم يتحقق ما أخبر به النبي من أنها ستقوم عندما تنتهي مهمته ، و قد يكون ذلك في حياته أو على أثر موته مباشرة " و من أبرزهم أيضا المستشرق الإنجليزي أرتور جفري الذي زاد على حجج الشيعة ما اقترفه ابن أبي داود في مصاحفه حيث قال عنه أبوه أبو داود السجستاني : ابني كذاب ، و قال غيره : يميل إلى الغرائب ، فطلب من المسلمين أن يبحثوا عن تطورات قرآنهم ، و تطورات قراءته ليعرفوا في زعمه أن القرآن الذي يقرؤونه الآن مغايرا لما كان يقرؤه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و مثله المستشرق الفرنسي درمتغم الذي نقل عنه محمد محمد أبو شبهة في المدخل لدراسة القرآن الكريم أنه قال : " ألا إن درمتغم يعتقد ما يعتقده غيره من الأوروبيين أن القرآن كسائر الكتب المنزلة لم يحرف إلا بعد نزوله بكثير ، و إنهم حملوا الناس على نسخة واحدة من المصحف و أحرقوا ما عداها ، و إن كثيرا من الآيات لم يقع فيها الترتيب اللازم ، و أنه لا يعلم بالتمام هل أدخل في القرآن شيء من الحديث النبوي الذي قاله الرسول من نفسه لا على أنه وحي ، و روي عن جعفر أنه قال : إنه كان في القرآن أسماء سبعة رجال من قريش لم يبق منها إلا اسم أبا لهب ، ثم إن الشيعة يتهمون أهل السنة بأنهم حذفوا من القرآن كل ما كان فيه من الآيات الموافقة لعلي ... ثم أنهى هذا المستشرق كلامه في هذا الموضوع قائلا : " إنه لا يقدر أن يجزم في هذه المسألة ، و أنه على وجه الإجمال يرى المصحف الحاضر صحيحا لا شائبة فيه إلا ما يتعلق بترتيب الآيات و السور ، و لكنه لا يرى الأحاديث النبوية كلها صحيحة ، و يجزم أن قسما كبيرا موضوع ، و هذا ما يوافقه فيه كثير من المسلمين " كما جاء عن بعض المستشرقين قولهم : " إن ملايين المسلمين في بلاد العجم يعزون كلا الزيادة و النقص إلى عثمان و يقولون إنه حذف كثيرا من الآيات في مدح علي فضلا عن سورة كاملة تركها تدعى سورة النوريين ، الخ .... " فهذه نقول تثبت تقاطع الحاقدين من المستشرقين مع الحاقدين من الشيعة الذين برروا للمستشرقين كل الطعون ، فكانت سهام الجميع تسعى إلى النيل من كتاب الله العزيز الذي قال الله عز و جل في حقه { لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من عزيز حكيم } و قال جل و علا أيضا { إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحـفظون } قال الخازن في تفسيره : " الضمير في له يرجع إلى الذكر ، يعني : و إنا للذكر الذي أنزلنا على محمد لحافظون ، يعني من الزيادة و النقص منه ، و التغيير و التبديل و التحريف ، فالقرآن العظيم محفوظ من هذه الأشياء كلها ، لا يقدر أحد من جميع الخلق من الجن و الإنس أن يزيد فيه أو ينقص منه حرفا واحدا أو كلمة واحدة " [ تفسيرعلي بن محمد الشهير بالخازن ] ، قلت " إذا أراد الله خلق شيء جعل له أسباب " فالله ضمن حفظ القرآن من التحريف بالزيادة أو النقصان فقيض له الشيخين فبادرا إلى حفظه في صحف ثم جاء دور الخليفة الثالث ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه بإشارة من كاتب سر رسول الله صلى الله عليه و سلم حذيفة بن اليمان بجمع هذه الصحف في مصحف و توزيعها في الآفاق حتى يتم النفع بها و العمل بها لتبقى أمة محمد صلى الله عليه و سلم متمسكة بكتاب ربها مقتدية به في كل البقاع إلا من أضله الله على علم بسبب أحقاده و ضلالاته . فالقرآن صفة من صفات الله تعالى و معجزة خاتم الأنبياء و المرسلين فملاقاته بالنجاسة أو بكل ما يستقذر ردة عند الجمهور، قال خليل المالكي في مختصره " الردة كفر المسلم البالغ بصريح قول يقتضيه أو فعل يتضمنه كإلقاء مصحف بقذر" وقد علق عليه بعض شراحه بأن ملاقاة المصحف بكل ما يستقذر كفر و بينوا أن الريق مما يستقذر و إن كان طاهرا فلا يجوز لمس الأصابع بالريق لتقليب المصحف أو لمس أوراقه بالريق و كذلك من رأى ورقة مرمية في الشارع تحمل القرآن أو آية من القرآن أو حديثا أو أحاديث ولم ينقذها فهو مرتد بالأحرى أن يرميها في الشارع و فيها آية أو آيات أو حديث أو أحاديث قلت ودليلهم على ذلك كله قوله جل و علا {* قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } [التوبة:65 - 66 ]. 2 / تيار المستشرقين الذين يشككون في هذا القرآن و قد اتخذوا خزعبلات الشيعة مطيتهم المفضلة و حجتهم المفصلة ، و من أبرز هؤلاء كازا نوفا الذي تربى في المغرب بين بني ملال و الدار البيضاء و الرباط و قد حاول أن يدس ما تسنى له من دس و تشكيك و تسميم في صحة تواتر مصحفنا الذي بين أيدينا ، و قد ألف رسالة تحت عنوان : " محمد و نهاية العالم " حاول فيها عبثا القول بأن القرآن قد أضيفت إليه بعد وفاة النبي ما دعت إليه الحاجة في نظري أبي بكر و عمر مثل الآيات التي صرحت بأن الساعة من الأمور التي استأثر الله بعلمها ، بعد أن لم يتحقق ما أخبر به النبي من أنها ستقوم عندما تنتهي مهمته ، و قد يكون ذلك في حياته أو على أثر موته مباشرة " و من أبرزهم أيضا المستشرق الإنجليزي أرتور جفري الذي زاد على حجج الشيعة ما اقترفه ابن أبي داود في مصاحفه حيث قال عنه أبوه أبو داود السجستاني : ابني كذاب ، و قال غيره : يميل إلى الغرائب ، فطلب من المسلمين أن يبحثوا عن تطورات قرآنهم ، و تطورات قراءته ليعرفوا في زعمه أن القرآن الذي يقرؤونه الآن مغايرا لما كان يقرؤه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و مثله المستشرق الفرنسي درمتغم الذي نقل عنه محمد محمد أبو شبهة في المدخل لدراسة القرآن الكريم أنه قال : " ألا إن درمتغم يعتقد ما يعتقده غيره من الأوروبيين أن القرآن كسائر الكتب المنزلة لم يحرف إلا بعد نزوله بكثير ، و إنهم حملوا الناس على نسخة واحدة من المصحف و أحرقوا ما عداها ، و إن كثيرا من الآيات لم يقع فيها الترتيب اللازم ، و أنه لا يعلم بالتمام هل أدخل في القرآن شيء من الحديث النبوي الذي قاله الرسول من نفسه لا على أنه وحي ، و روي عن جعفر أنه قال : إنه كان في القرآن أسماء سبعة رجال من قريش لم يبق منها إلا اسم أبا لهب ، ثم إن الشيعة يتهمون أهل السنة بأنهم حذفوا من القرآن كل ما كان فيه من الآيات الموافقة لعلي ... ثم أنهى هذا المستشرق كلامه في هذا الموضوع قائلا : " إنه لا يقدر أن يجزم في هذه المسألة ، و أنه على وجه الإجمال يرى المصحف الحاضر صحيحا لا شائبة فيه إلا ما يتعلق بترتيب الآيات و السور ، و لكنه لا يرى الأحاديث النبوية كلها صحيحة ، و يجزم أن قسما كبيرا موضوع ، و هذا ما يوافقه فيه كثير من المسلمين " كما جاء عن بعض المستشرقين قولهم : " إن ملايين المسلمين في بلاد العجم يعزون كلا الزيادة و النقص إلى عثمان و يقولون إنه حذف كثيرا من الآيات في مدح علي فضلا عن سورة كاملة تركها تدعى سورة النوريين ، الخ .... " فهذه نقول تثبت تقاطع الحاقدين من المستشرقين مع الحاقدين من الشيعة الذين برروا للمستشرقين كل الطعون ، فكانت سهام الجميع تسعى إلى النيل من كتاب الله العزيز الذي قال الله عز و جل في حقه { لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من عزيز حكيم } و قال جل و علا أيضا { إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحـفظون } قال الخازن في تفسيره : " الضمير في له يرجع إلى الذكر ، يعني : و إنا للذكر الذي أنزلنا على محمد لحافظون ، يعني من الزيادة و النقص منه ، و التغيير و التبديل و التحريف ، فالقرآن العظيم محفوظ من هذه الأشياء كلها ، لا يقدر أحد من جميع الخلق من الجن و الإنس أن يزيد فيه أو ينقص منه حرفا واحدا أو كلمة واحدة " [ تفسيرعلي بن محمد الشهير بالخازن ] ، قلت " إذا أراد الله خلق شيء جعل له أسباب " فالله ضمن حفظ القرآن من التحريف بالزيادة أو النقصان فقيض له الشيخين فبادرا إلى حفظه في صحف ثم جاء دور الخليفة الثالث ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه بإشارة من كاتب سر رسول الله صلى الله عليه و سلم حذيفة بن اليمان بجمع هذه الصحف في مصحف و توزيعها في الآفاق حتى يتم النفع بها و العمل بها لتبقى أمة محمد صلى الله عليه و سلم متمسكة بكتاب ربها مقتدية به في كل البقاع إلا من أضله الله على علم بسبب أحقاده و ضلالاته . فالقرآن صفة من صفات الله تعالى و معجزة خاتم الأنبياء و المرسلين فملاقاته بالنجاسة أو بكل ما يستقذر ردة عند الجمهور، قال خليل المالكي في مختصره " الردة كفر المسلم البالغ بصريح قول يقتضيه أو فعل يتضمنه كإلقاء مصحف بقذر" وقد علق عليه بعض شراحه بأن ملاقاة المصحف بكل ما يستقذر كفر و بينوا أن الريق مما يستقذر و إن كان طاهرا فلا يجوز لمس الأصابع بالريق لتقليب المصحف أو لمس أوراقه بالريق و كذلك من رأى ورقة مرمية في الشارع تحمل القرآن أو آية من القرآن أو حديثا أو أحاديث ولم ينقذها فهو مرتد بالأحرى أن يرميها في الشارع و فيها آية أو آيات أو حديث أو أحاديث قلت ودليلهم على ذلك كله قوله جل و علا {* قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } [التوبة:65 - 66 ]. فإنني لا أستبعد شخصيا أن يكون وراء من يمزق كتابنا المقدس هؤلاء المشككون في حقيقته المدعون لتحريفه ، ضف إلى هذين التيارين الخبيثين التيار الماسوني الخبيث و التيار التنصيري ، فالكفر ملة واحدة ، و إلى الله المشتكى . كما أن سب إمام المرسلين و خاتم النبيئين و قائد الغر المحجلين يستحق منا وقفة أخرى و قد بينها الفقهاء قبلنا بما لا يدع مجالا للشك ، و هي أن من سب نبيا أو ملكا لا يستتاب و لا تقبل توبته ، أي أنه لا تطلب منه التوبة و لا تقبل توبته ، خلافا للمرتد و ذلك لأنه ارتكب ذنبا يتعلق بنبي انتقل إلى الرفيق الأعلى و سبه جرم لا يغفر و لا يستتاب صاحبه . ما هي مواقف المسلمين ؟ إن مواقف المسلمين من هذه الأحداث المتتالية الجسام و المنكرات العظام ينبغي أن تتسق في صب جام الغضب و الاستنكار الشديد لأنها منكرات تتعلق بما هو أعظم و أشرف و أغلى عند المسلمين ، فلا الكلمات و لا العبارات يمكنها أن تعبر عن الشعور الذي يتحصل للمسلم و هو يسمع و يقرأ سب نبيه و حبيبه و شفيعه يوم القيامة ، خاصة و أن بعد ذلك بأيام يقوم أتباع هذا الشيطان و أذيال كل فتان بتمزيق أغلى ما عند المسلمين في بلاد المسلمين { قل أبالله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فهؤلاء أنجاس كفار أقذار ، لا يمكن للمسلمين أن يهدأ لهم بال حتى يطبق فيهم شرع الله المنزل من عند الله في كتاب الله الذي تم تمزيقه من طرف هؤلاء الأنذال و سنة رسوله الطاهرة التي سب صاحبها ذلك الترم اللئيم . و أقول لهرم السلطة لقد بلغ السيل الزبى و ضاقت بنا الأرض بما رحبت حتى نقتص لكتابنا المقدس العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و للرسول الذي جاءنا بهذا الشرع القويم انطلاقا من قوله صلى الله عليه و آله و سلم : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان " ، نقول لهرم السلطة إما أن تعملوا بقوله تعالى { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و لله عاقبة الأمور } و أي منكر أكبر من سب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و تمزيق القرآن الذي جاء به من عند الله تعالى ؟ لذلك نقول لفقهائكم لا مجال للمساومة ، فهذه من فروض العين التي لا مجال للمساومة و لا نتركه لمن يقوم بها . و قد قال الشيخ سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم في مراقي السعود : و ما شمول " من " للأنثى جنفوا *** و في شبيه المسلمين اختلفوا فكلمة " من " الواردة في حديث " من رأى منكرا فليغيره " تشمل الرجال و النساء و كل مكلف عاقل خاصة إذا كان هذا المنكر هو سب النبي صلى الله عليه و آله و سلم ثم تمزيق ما جاء به من عند الله جل و علا " القرآن الكريم " ، فإلى الله المشتكى ! فتخاذلكم أمام هذه الأحداث الجسام هي التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه من تيه و ضياع و دمار للقيم و الأخلاق حتى سولت للعابثين الحاقدين الفتانين أن يتطاولوا علينا فيسبوا نبينا ثم يمزقوا كتابنا المقدس . فالأمر جلل ، و لتتنبهوا إلى ما وصلنا إليه من خطوط حمراء تتطلب تدخل كل فرد على حدا . فالحريق يشتعل ، و الغريق الزنديق لن يفلت مما استحقه من عقاب . فإما أن تتخذوا المسؤوليات المترتبة عن الأفعال الشنيعة و شنآنها ، و إما أن يتخذ المسلمون زمام المبادرة لإيقاف الزنديق المسيئ عند حده . و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب . و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . العبد الفقير إلى الله : المصطفى ولد إدوم الجوال : 46727242 / 36217456 E _ mail : almourabitoune@yahoo.fr |
