حادثة المصحف، جولة فى الأسباب والحلول/ الدكتورة خديجة سيدينا
الأحد, 09 مارس 2014 18:02

تعيش موريتانيا هذه الأيام توترا لم يسبق له مثيل بسبب سلسلة إستهداف المقدسات الدينية والتى توجت بتمزيق كتاب الله العظيم وحبله المتين وما تبعه من ردود فعل عفوية لهذا الشعب الطيب الذى هرع مذهولا إلى الشوارع لهول الصدمة،وبطبيعة الحال لا يخلوا مشهد كهذا من من لهم نوايا فوضوية كالمنحرفين الذين لا هدف لهم سوى النهب أو قتل الوقت، فكان الرد عنيفا على شعب سلمي أعزل مصاب فى صميمه وأغلى ما يملك،

 

وبدا التجاوب الرسمي دون المستوى الازم للمشاعر الملتهبة وكذلك التعاطي الأمني والإستخباراتي ، لحادثة تراتبت فصولها فى الزمن و انبرت أدواتها علنا تمثلت فى موجة إلحاد أبطالها شباب يتباهون بكتاباتهم الإلحادية فى المواقع الإجتماعية ودافعهم التقرب إلى المنظمات التنصيرية واليهيدية وأداة طيعة لكل من له نوايا أو أطماع فى هذا البلد بحثا منهم عن حياة أفضل .والخلل فى مناهجنا التربوية المهملة التى أصبحت تنتج جيلا لا إنتماء له ولا إرتباط له بثقافتنا بالإضافة إلى المشاكل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ؛كما أصبح البلد مفتوحا لكل من هب ودب من منظمات مجتمع مدني أجنبية تحت عناوين مختلفة من تنمية مستدامة، مكافحة للفقر تنفذ أفكارها المسمومة فى قلب المجتمع حيث عامة الشعب المجبولين بفقرهم على الإصغاء وعاجزين بجهلهم عن ما وراء الخطاب وكذا المنظمات الحقوقية التى تجول وتصول زارعة بذور الفتنة والتفرقة وكل هذا يتم فى ،

غياب عين الرقيب؛ هذا بالإضافة إلى التحول الإقليمي و ما يصاحبه من الحروب والإستراتجيات الدولية و العامل الجيوستراتيجي للبلد وما حباه الله به من ثروات طبيعية جعل من بلدنا مرمى العيون ومشغلا للعقول الطامعة مع غياب تام لما تتطلبه المرحلة من برامج تحصينية تتطلب1) إصلاح المنظومة التربوية بتوحيد البرامج ومراعتها للخصوصية الثقافية والدينية والإجتماعية 2) ضرورة مواكبة الأجهزة الأمنية لمتطلبات المرحلة3) حل الأزمة السياسية التى تعصف بالبلد بإنتخابات توافقية وشفافة تفضي إلى دولة القانون تعمها العدالة والمساوات 5) إستفادة الشعب من ثروواته الهائلة وذلك بمكافحة البطالة زيادة الأجور وبرامج إجتماعية ناجعة وهادفة.

أما الأسلوب المنتهج فى أزمة الإستهداف الديني والذى توج بإستهداف المصحف من تكميم للأفواه وتقويض للحريات وحصر للأمور فى زاوية التجاذبات السياسية وما تبع ذلك من مضايقة  للتيار الإسلامي  بدل المنظمات التبشيرية وما تحمله من مٱرب موجهة! مما ولد إحتقان شديد فى هذا البلد الهش نطالب بالعدول عنه، فلا يزيد الطين إلا بلة، والأنجع يتمثل فيما يلي:1) البحث عن المجرمين وتقديمهم للعدالة2) فتح تحقيق فى قضية العنف على متظاهرين عزل سلميين وتقديم المسؤولين عنه للعدالة3) عدم التعتيم ،فالتعتيم لا يخدم حل الأزمة،وإطلاق سراح كل من ليست له علاقة بحادثة المصحف،وإلغاء الإجراآت التعسفية ضد الخصوم السياسيين.

وفى المقابل نطالب بالإبتعاد عن الفوضى والإتسام بالسلمية والمسؤولية وعدم المساس بالممتلكات الخاصة والعامة وذلك محافظة على كينونة ووحدة هذا الوطن الغالي

حادثة المصحف، جولة فى الأسباب والحلول/ الدكتورة خديجة سيدينا

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox