توضيحات واستشكالات/بقلم الإمام الحسن بن حبيب الله
الجمعة, 14 مارس 2014 11:45

altaltالحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين

تشكلت في الأسابيع الماضية لوحة جميلة في موريتانيا، حيث توحدت كل الأطياف ونسيت اختلاف الوسائل وترتيب المناهج، فقامت وهبت وتوثبت ساحة موريتانيا، فانطلقت المسيرات عفويها ومنظميهما وليليها ونهاريها، ومعارضتها وموالاتها.

علا الشأن والخطب على كل الخلافات والحزبيات – وهذه لا أظن أحدا يخالف في أنها ظاهرة صحية، تعكس أن المس من الشعائر يحرك المشاعر.

وأن هذ ه المقدسات خط أحمر، وأن النيل منها يشكل أعلى مراتب التحدي لهذه الأمة وأن هذه الهبة والوثبة قوت الأمل في نفوس حراس هذه الشريعة، وحاملي لوائها، وضاعفت الألم على أصحاب القلوب المريضة شبهة أو شهوة.

وهنا أخلص إلى الاستشكالات

-   الاستشكال الأول : فوجئت بموقف الحكومة الذي بدا موقف مدافع عن من سبب هذا العليان وهذه الغضبة فكان التصدي للمظاهرات، أن طغت الجندية إلى حد الآلية على الحكمة والعقل، مما أدى إلى القتل والاختناق، ومثل هذا التصرف في هذا الوقت سيوجد من يفسره بهذا التفسير.

وهنا يتضح في تلخيصنا للحدث إذا قيل لأحد مالذي حدث فرد قائلا : خرج شباب غاضبون للنيل من مقدساتهم، فتصدت لهم قوات مكافحة الشغب، بالقوة فمات من مات واختنق من اختنق، فإذا كان مقال في غير محله خطأ فأحرى فعل في غير محله.

-   الاستشكال الثاني :  الطريقة التي أخطأت فيها يد السلطة.. فبدلا من أن تمتد إلى من حرق ونال ومزق، امتدت إلى مؤسسات ثقافية ودعوية وصحية، هل لأنها فعلت ..لا أم أنها وراء الفاعل ...لا، أم أنها تبث أفكارا هكذا يتحرك حاملها..لا .والسلطة لا شك معي في هذه اللاءات.

إذا السبب المثير جدا والتهمة التي تعودت الأنظمة حتى لم تعد في زمانها ومكانها هي الوقوف وراء تحريك الشارع .....سبحان الله ..إلى أي حد يموت الإحساس.

نعم إن المتهم في نظري هنا هي السلطة، فمقتضى الموقف إذا لا تنكروا ولا تستنكروا الدولة هذا المنكر.

أليست هذه رسالة للفاعلين من الدولة، نحن معكم لن نترك الاحتجاج على ما فعلتم، يذهب بلا ثمن سيموت الناس من أجلكم (أحمد ولد دمب)، وسيمرضون (إغلاق مركز النور)، وسيجهلون (حل جمعية المستقبل).

في نظري كان على السلطات حين بحثت في المبررات فلم تجد إلا هذا أن تقول: هذا يصلح مبررا لغير المسلمين أما المسلمون فلا.

الاستشكال الثالث : لماذا تعسكر مؤسسات ويقاد حراسها، إلى المفوضيات، لماذا انعدام الإنسانية إلى هذا الحد أصحاب عاهات وآهات، يسمعون سيارة عند الباب فيخترق الأمل جدار المستشفى،هذا طبيبي أنا فيدخل الزي البوليسي الذي تعودناه قاطعا للأمل ومضاعفا للظلم.

كل هذا وغيره خطأ، تقول الدولة في اليوم الموالي كنا نظن أنه مركز خيري يتبع لجمعية المستقبل.

نريد من معهد البنات أن يتواصل مع جهة الوصاية، هذا المعهد الذي لم تطله يد سلف النظام، إن حياء وإن رجولة.

وهنا يحق للمتابع أن يتساءل أين أهل العقل والحكمة في بطانة القيادة أما كان الأنسب للسلطة - وهي الحاكمة والآمرة والناهية - أن ستدعي القائمين على جمعية المستقبل سواء على الأوراق، أو على أرض الواقع ويطلعونهم على الخلل الإداري وهم لا يدعون العصمة، وكذا الشأن في مركز النور الطبي.

لماذا لا تنسق الجهة التنفيذية مع الجهة الوثائقية في الدولة، فتتأكد من جهة الوصاية ونوعية الخدمة، ومجانيتها وحاجة الناس إليها، أو تتأكد من عدم هذا، فتخطو خطوة مبنية على حقائق.

إن هذا التصرف الانتقامي غير الحكيم ، ستدفع الدولة ثمنه وهي مقبلة على الانتخابات وفي غنى عن الإثارات.

أم أننا نصدق ما يقوله البعض : الدولة لم تتراجع ولكنها أرادت أن تهادن أو تبش في وجه القوم حتى تنتهي الانتخابات فلتعنهم.

إن تصرف الدولة غير المدروس يمثل دليلا لأصحاب هذا القول

الإمام الحسن بن حبيب الله

 توضيحات واستشكالات/بقلم الإمام الحسن بن حبيب الله

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox