الصحفي أحمد مولود ولد أكاهاللقاء هو الفرصة التي يمنحها الوقت للمتحدثين  لتبادل الرسائل الذهنية والشعورية فيما بينهم.

وهو ملاذ الناس عند الحاجة للاستضياح والتواصل والتعاطي حول القضايا والمسائل.

وهو الأرضية التي تجمع المتماثلين، والمتعارضين، فيُصدر بعضهم من خلاله الحكم على بعض وتنبني مواقفُ وتتحدد صورٌ بناء على ذلك.

ومن دونه لا يمكن لقضية تتعلق بطرفين وتتوقف على تواصلهما أن تجد طريقها إلى التسوية.

إنه هناك اللقاء الطبيعي الحتمي الذي يوفر للشخص الاجتماع بمن يعيش في فلكهم من أفراد عائلة ومِن مَن تجمعه بهم علاقات العمل والصداقة وغيرها، وهذ اللقاء هو الذي يمكن أن نسميه ب"البسيط" التلقائي.

وهناك النوع الآخر من اللقاءات الذي يمكن وصفه ب"المعقد"، وهو ما يجمع طرفين أو أطرافا للبت في قضية تعنيهم، إما على شكل صدام حولها، وإما على أساس السعي لتفاهمٍ.

وهذا النوع الثاني من اللقاءات هو الذي تُرَشَّحُ كل حالة منه أن تكون مجال حديث الناس والإعلام، وهو الذي يسفر عن نتائج من الطبعي أن يصل لها في النهاية لا كاللقاء الآخر الذي يُبرم لا على أساس التوصل لنتيجة بقدر ما هو استجابة فطرية لا تنظر إلى عقدة ينبغي لها حل.

فمن هنا تكون لقاءات السياسية معقدة في الأصل، ونتائجها موضوع اهتمام لدى الرأي العام.

واليوم ينعقد في موريتانيا واحد من هذه اللقاءات المعقدة، يجمع قيادةَ الدولة بمجموعات من الشباب على أساس الاستماع إلى مُكوّن الشباب فيما يخص قضاياهم ووجهات نظرهم في الشأن العام وَفْق ما أعلن عن طبيعة هذا اللقاء.

وهي فرصة للمثالية والإيجابية..ينثر الشباب ما في عَيْبتهم من آمال وآلام وتتلقاها سلطات البلد بمثل ما كان قاله المتنبي عن ممدوحه:

حال متى علم ابن منصور بها ــ جاء الزمان إليَّ منها تائبا

فذاك هو ما يجدي.

"إذا دعيت فأجب" مبدأ نبوي، والحرص على المثالية والقيام بالمسؤولية هو تحد أمام طرفي لقاء الشباب.

وأذكر أن أحد الأصدقاء من المشرق ومن كتاب الإعلام راسلني مرة بما مقتضاه أن الشباب الموريتاني غائبون في المشهد السياسي وإن حضروا فمفعول بهم لا فاعلون وهي ملاحظة سيكون سمِعَها من الموريتانيين، وهي نقطة صالحة للعرض والنقاش في مثل لقاء الشباب اليوم بغيةَ تمثيل الشباب بما ينبغي في مشروع دولة التنمية.

تسلم موريتانيا.