د.حماه الله ولد السالم يكتب: إلى الأخ الحاج يحي جامع |
الخميس, 27 مارس 2014 10:42 |
أخي الحاج يحي إنكم بهذا القرار تسجلون اسمكم في سجل الخالدين من رجال أفريقيا العظام وتضعون بلدكم في مصاف البلدان المستقلة بالفعل وليس بالقول. إن البلدان كالرجال، تعظم أقدارهم ويخلد ذكرهم بعظم أفعالهم، فكم من بلد صغير الحجم صار عظيم الأثر في السياسة والحضارة، وكم من بلد كبير الحجم انتهى مطافه ضئيل التأثير بل لم يسجل له التاريخ أي دور ولا إسهام إلا قليلا. وتلك الشواهد شاخصة على بلدان عديدة في جواركم جعلت الانجليزية لسان القول والفعل في الدولة والمجتمع فلم تفلح أبدا بل صارت في مؤخرة دول القارة نماء ومدنية. أيها الأخ الأكرم الحاج يحي إنكم بقراركم الشجاع تعيدون إحياء روح إفريقيا الحقيقة، التي ظلت تتمسك بلغة القرآن في الدين و التعلم والتجارة والسلطة بل واستعملت الحروف القرآنية لكتابة اللغات الإسلامية الأهلية في غرب أفريقيا. وأنتم أيضا تجددون عهد القادة الأفارقة الشجعان الرافضين لهيمنة الاستعمار وأعوانه، والمتمسكين بحضارتهم واستقلالهم الوطني. أيها الأخ الأكرم الحاج يحي رغم اعتزازي بقراركم الشجاع، فإنني أخجل من ذكر حال اللغة العربية في بلدكم الثاني موريتانيا التي تُحتقر فيها هذه اللغة وأهلها ويُمكّن لعصابة من المدافعين عن اللغة الفرنسية في الإدارة والتعليم وحتى في الجيش والاستخبارات والدبلوماسية والمال. إن قراركم الشجاع يعطينا بعض الأمل في أن يصلح ما فسد من حال لغة القرآن في أفريقيا الإسلامية وحينها لن يجد سدنة لغة الاستعمار سماء تظلهم ولا أرض تقلّهم بل مصيرهم الهوان والضّعة يتكفّفون الناس وليذوقوا قليلا مما أذاقوه مواطنيهم منذ نصف قرن. أرجو من أولي البصائر في هذه الأمة من مشرقها إلى مغربها أن يهتبلوا هذه الفرصة وأن يقدموا لكم صنوف العون المادي والمعنوي والبشري. أسال الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم أن يؤيدكم بنصره وتوفيقه وأن يعينكم على ما ستلقونه من مكائد الأقربين والأبعدين من المتآمرين على هذا الدين وأهله والكارهين للغة القرآن. ولله الأمر من قبل ومن بعد |