إنا على فراقك لمحزونون
الاثنين, 07 أبريل 2014 20:33

رحل عن عالمنا الأخ والزميل والمدرس الفاضل ، صاحب الأخلاق العالية والقيم النبيلة، وإنا لنقول ما قال رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم إنا علي فراقك يا إبراهيم لمحزونون. وإن عيوننا لتسيل بالدمع ولا نقول غلا ما يرضي الرب. وقد بايع الصحابة الكرام رسول الله صلي الله عليه وسلم علي أن يقول بالحق أين ما كانوا.

وإن من القول بالحق أن برحيل سيدي محمد ولد أحمد سيد يكون هذا الوطن قد فقد أحد أبنائه البررة المخلصين للدين العارفين العالمين العاملين المجدين وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين ولا نزكي علي الله أحدا. فقد سخر الفقيد جل عمره من أجل بث العلم والمعرفة من دون تمييز لطبقة عن طبقة أو فئة عن أخري. بل ركز لشدة ذكائه وفطنته علي الطبقات والفئات الأكثر احتياجا. وأظنه وفق في ذالك.

عاش صاحبنا ست وأربعون سنة كانت مليئة بالعطاء والمعرفة جلس للتدريس منذ نعومة أظافره . كنا ننتمي لنفس الجيل إلا أنه كان يكبرنا في الهمة والتطلع للمعرفة، عندما بدأ جيله بالتسرب عن الدراسة تسرب هو نحو التدريس. فوجد فيه المتعة والراحة والطمأنينة والسكن، عندما تزوج أقرانه لم يعطي لذلك بالا حتى لا ينشغل عن درسه تدريسه . وإنما شيد منزلا وملأه من الكتب القيمة في شتي المعارف .

وأصبح منزله غرفة للدرس تضيق جميع جوانبه بتلامذته من كل الأعمار يتدفقون إليه من كل فج عميق، وإذا انتهى الدرس خلا صاحبنا بكتبه لينهل منها، وبقي علي ذلك الحال حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة، ونزولا عند رغبة أهله وأصحابه قرر أن يتزوج لتحظى به إحدي تلميذاته، ومن أطيبهن وكلهن طيبات. ولينجب منها مسره وأحمد.

والله أسأل أن يبارك فيهم ويجعلهم نعم خلف لنعم سلف وأن يتقبلهم وأن يرزق أمهم وخالاتهم وأعمامهم الصبر والسلوان. وإنا لله و إنا إليه راجعون. اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وأدخله الجنة. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد.

كتبه: محمد الامين ولد خالد

إنا على فراقك لمحزونون

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox