| دولة آل الأسد الطريق إلى جهنم |
| الخميس, 10 أبريل 2014 10:33 |
بقلم: يحي عياش محمد يسلممن المعلوم أن الدولة تقوم على الكفر ولاتقوم على الظلم وأن أي دولة مهما كان نصيبها من القوة وحظها من السيطرة لايمكن أن تستمر إذا قامت على الظلم وتأسست على الطغيان . ذالك ما يحدثنا به ماضي الأمم السالفة وذالك ما يخبرنا به تاريخ الملوك العظماء والحضارات العريقة التي ارتفع شأنها واشتهر ذكرها حتى إذا ازدهرت بأهلها وقوي سلطانها وتجاوز جبروتها الحد أتاها أمر الله وقضاءه فأصبحت حطاما كأن لم تغن بالأمس . ولعمري إن في قصص القرءان وتاريخ الطغيان لعبرة لمن يعتبر وموعظة لمن يتعظ وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . وإن في حكايات الأقدمين وقصص عاد وثمود وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد لتحذير خطير لأولي الألباب وتأكيد لهذه الحقيقة الخطيرة التي يغفل عنها عادة أصحاب القلوب الميتة والأفكار المنحرفة والجوارح المتلوثة بدماء الأبرياء والإعلام الفاسد الذي يمتهن الكذب والدعاية السوداء الذين تضررت الأمة من سلطانهم وعانت الشعوب من طغيانهم . ومن سوء حظ شعوبنا العربية والإسلامية أنها لم تكد تخرج من قبضة الاستعمار الأجنبي حتى وقعت فريسة في يد هؤلاء الطغاة الذين رباهم المستعمر بيديه وصنعهم على عينيه وأرادهم أن يكونوا كنزا له في المنطقة يتفانون في خدمته والحفاظ على مصالحه. وكانت القوى الاستعمارية تراعي بعين الاعتبار مدى تطلع شعوبنا إلى الاستقلال وكراهيتها للمستعمر وكانت قد شاهد أيضا مقاومتها الباسلة وتضحياتها الجسيمة فعلم أن السيطرة عليها لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق حكام وطنيين ينتمون إلى هذه الشعوب ويدعون الولاء لها وينجحون في خديعتها باستقلال كاذب عن طريق شعارات براقة وسياسات يصطدم باطنها بظاهرها . وتزامن ذالك مع وجود الحركات الإسلامية التي أيقظت الشعوب وقادت الجيوش العربية من مصر وسوريا في معركة فلسطين 1948 فدفعت الغرب إلى الانتباه لنهجه في اختيار الحكام وجعلته يتبع خطة ممنهجة في صناعة الزعماء بدل العملاء . كان هؤلاء الزعماء الجدد عبارة عن ضباط في الجيش تلقوا تدريبهم الثقافي في التعليم الأجنبي قبل أن يتلقوا تكوينهم العسكري ثم وصلوا للسلطة في عدة بلدان عربية فرفعوا شعارات براقة لاتختلف عن الشعارات التي يرفعها العسكر عادة كان الهدف منها هو نيل ثقة الشعوب وسحب البساط من تحت الحركات الإسلامية التي اكتشف الغرب خطورتها . كانت مصر البلد الأهم من الناحية الاستيراتيجية يوجد فيه الإخوان المسلمون الذين قادوا معركة فلسطين وكان الغرب ينظر بحذر وخوف إلى هذه الجماعة التي سرعان ما انتشرت في جميع البلدان العربية ثم استيقن من ضرورة القضاء عليها بعد حرب فلسطين ولم تكن الملكية المصرية قادرة على ذالك لأنها فقدت مصداقيتها ووصلت إلى مرحلة يرثى لها من الضعف والانهيار فكان لابد من نظام يمتلك المصداقية الشعبية وتتخذه الشعوب بديلا عن النظام الملكي . وهنا بدأ اتصال الغربيين مع قادة الجيوش العربية في كل من مصر وسوريا وهنا تقرر أن يلبس الزعماء الجدد أقنعة الزعامة لنيل ثقة الشعوب ثم يقومون تحت هذه الأقنعة بارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعوب وفي حق الإسلاميين على وجه الخصوص . وإذا كان هذا ما حدث في مصر على يد عبد الناصر الذي استخدمه الغربيون في مواجهة ما يسمونه بالإسلام السياسي فهو أيضا ما حدث ما حدث أيضا في سوريا حيث استولى الجيش على السلطة ورفع نفس الشعارات قبل أن يتحول الحكم في عهد آل الأسد إلى حكم طائفي دموي بغيض لا مثيل له في جميع البلدان العربية . بدأت الإعدامات والاغتيالات وبدأت السجون والمعتقلات منذو بدأ حكم آل الأسد وعاش السوريون مرحلة بشعة لم تعرف البشرية مثلها ظلما وقتلا ودكتاتورية وطائفية حتى المواطن البسيط غير المتسيس كان يستهدف لأسباب طائفية وكانت شرذمة النصيريين تعبث بأشلاء أهل السنة ظلما وعدوانا . أما عن الاستبداد والدكتاتورية والسجون فحدث ولا حرج فقد امتلأت السجون وقتل كل من يعارض النظام وقام الإعلام بنشر الزور والأكاذيب وتشويه الشرفاء من أبناء سوريا من خلال الدعاية السوداء. وكم من القصص المؤلمة التي تحتفظ بها الذاكرة السورية ستظل شاهدة على جرائم هذه الأسرة التي توارثت الظلم والقتل والاستبداد . من أهم تلك القصص قصة عصام العطار وزوجته بنان الطتطاوي الذين عاشا في ألمانيا مطرودين من وطنهما قبل أن تقوم المخابرات السورية باغتيال بنان ليبقى عصام الرجل المشلول وهو يشكو إلى الله ما حل بأسرته . هلك حافظ كما هلك قبله عبد الناصر واتبعته ذريته الماجنة بطغيان فألحقهم الله به في مصاف الطغاة والمجرمين وأبقاهم بعده في السلطة إلى حين. سار الابن الفاسق على نهج الأب الهالك فسجن وعذب وقتل وشرد لم يستفد ولم يعتبر بمن سبقه من طغاة قومه الذين أهلكهم الله بل طغى وتجبر كماهي عادة الطغاة والمفسدين في الأرض . وعندما ثار الشعب السوري كما ثار غيره من الشعوب العربية وقف الأسد وعصابته وحلفاءه الخارجيون لهذه الثورة بالمرصاد واستخدموا ما بقي من أجهزة الدولة وقوتها في قمع الناس وقتلهم وترويعهم واستخدم إعلامه الفاجر في تشويه الثوار وتلويث مناخ الثورة. جرائم وموبقات يرتكبها النظام النصيري الأثيم تحت شعارات المقاومة والممانعة دون أن يطرح على نفسه سؤالا واحدا وهو مالذي بقي من هذه الممانعة غير قتل الإنسان وتدمير الأوطان وتسليم الجولان ؟؟؟ مالذي بقي منها غير أموال تنهب ودماء تسفك وأعراض تنتهك حرماتها ؟؟؟ وما قيمة الممانعة في ظل نظام فاسد فاجر مغتصب للسلطة ناهب للثروة سافك لدماء شعبه؟؟؟؟ أسئلة لم يطرحها الطاغية على نفسه ولم يطرحها من يقف معه من مثقفي المجون وسياسيي الخلاعة وكتاب الزور بل استمروا في غيهم وإجرامهم وتضليلهم للرأي العام وتشويههم للثوار الأحرار مغترين بمن يساندهم من الشيعة والشيوعيين مستهزئين بكبرياء الله وعظمته شعارهم : الأسد أو نحرق البلد !!! لاكن الشعب السوري العظيم أثبت من خلال مسيراته السلمية ومظاهراته الحاشدة وثورته العظيمة أنه مصر على أن يرحل بشار وأن يأخذ معه ما يشاء من الممانعة فهي ممانعة آثمة لا يحبها الله ورسوله ولا المؤمنون وإن أبناء الشام أهل النبل والكرم والشجاعة يستطيعون أن يحرروا القدس ويسترجعوا الجولان وليسوا بحاجة إلى ممانعته المزعومة . لم يكن التنديد بهذا النظام وجرائمه مقتصرا على سوريا فقد وقف أبناء فلسطين ضد هذا النظام ونددوا بجرائمه ورفض الشباب الفلسطيني أن يستمع إلى درس في المسجد الأقصى يلقيه أحد علماء السلطة المؤيدين للنظام . وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي تنطلق الدعوات خالصة من أفئدة المؤمنين ليكون ضحيتها النظام السوري النصيري . إن الشعب السوري سئم دولة آل الأسد دولة الخزي والعارالتي وصفها أحدهم فقال: الظلم والقتل المبين مرادها @ وجهادها والحقد والبغضاء بشار والكلب المحقر حافظ @ تحكي السجون بأنهم لؤماء في دولة الشام العزيزة أمة @ تشكوا ودولة خسة ووباء من هول سطوة حافظ وسجونه @ يبكي رجال قتلوا ونساء واليوم يسحق ماتبقى نجله @ وتراق في كل الربوع دماء وكأن قتل الناس أصبح عادة @ ودماءهم والتافهات سواء تالله إن الدولة الأسدية الجرح الذي @ في جسم أمتنا العظيمة داء فمالذي بقي من حكم هذه الأسرة المشؤومة بعد فترة مظلمة من القتل والطائفية وانتهاك حقوق الإنسان ؟؟؟ لقد هلك حافظ وبقي ابنه السفاح ينتظر نفس المصير لاكن نهايته ستكون آخر نفس لهذه الدولة المشؤومة . إن الحقيقة التي تنطق بها المسيرة القدرية الربانية هي أن دولة آل الأسد أصبحت في طريقها إلى جنهم . yehyaayach@yahoo.com: البريد الإلكتروني |
