تأبين بقلم إبراهيم بن محمد فضل الله بن أهل أيده
الأحد, 13 أبريل 2014 17:46

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم

نعي إلينا أخونا الأديب الأريب ، ذو الخلق العجيب ، فتى الفتيان ، ومجلى الميدان ، الوارث للمجد والكاسب له ، الذي نال بفضل الله ثم بذلك أعلا منزلة ، أبوك خـــليفة ولدته أخــــــــرى          وأنت خـــــــــليفة ذاك الكـــــمال *** وهل ينبت الخطي إلا وشيـــجه           وتغـــــرس إلا في منابتها النخل *** سبل المعالي بنو الأعلين سالكة           والإرث أجدر ما يحظى به الولد

ذلكم أخونا وبدرنا ، ومجدنا بحق وفخرنا ، سيدي محمد بن أحمد سيد صاحب المكانة السامقة ، فنزل خبر نعيه علينا نزول الصاعقة ، وارتعدت فرائصنا وذرفت دموعنا ، وكدر صفونا وقل هجوعنا ، فقلنا بفضل الله وتوفيقه ما يطلب من المصاب أن يقوله (إنا لله وإنا إليه راجعون ) لقد فقدنا صديقا حميما واسانا بجاهه وماله ، وفعله ومقاله ، في زمن قل فيه الإخوان الصادقون ، وكثر فيه المنافقون والمخادعون ، إن أخاك الحق من يسعى معك        ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك         شتت فيك شمله ليجمعك *** وما أكثر الإخوان حين تعدهم         ولكنهم في النائبات قليل *** وما كل من يبدي البشاشة كائنا       أخاك إذا لم تلفه لك منجدا

لست أنسى ولن أنسي إن شاء الله جهود أخينا الحميدة ، ومساعيه المفيدة ، جهود تكرم ببذلها ، وأنا في أمس الحاجة إلى مثلها ، تكرم بها دون تعرض مني أو سؤال ، شأنه في ذلك شأن الكرام الشامخين شموخ الجبال ، علـــــــموا أن يـــؤملون فجادوا        قــــبل أن يسألوا بأعـــظم ســـؤلى *** كساك ولم تستكسه فاشكرن لــه        أخ لك يعـــــطيك الجزيل وياصر وإن أحق الناس إن كنت شاكرا        بشكرك من أعطاك والعرض وافر

والله نسأل أن يرزقه بها في الآخرة العافية والسلامة ، والخلود في دار الكرامة . لست أنسى ولن أنسى إن شاء الله أول لقاء جمعني بفتى الفتيان ، وكنت حينها مثقلا بالأحزان ، فما إن انتهى اللقاء حتى شعرت بالسرور والاطمئنان ، وذقت حلاوة أخوة الإخوان ، وبعث ذلك اللقاء الأمل في نفسي من جديد ، بعد أن أيست من نصرة القريب قبل البعيد ، سأشكر عـــمرا ما تراخت منـــــيتي         أيادي لم تمنن وإن هي جلت رأى حاجتي من حيث يخفى مكانها          فـكانت قذا عينيه حتى تجلت

كلما أردت السلو عن الأخ العزيز الماجد العالم الصابر ، أنكأ تذكر مآثره جرحى الغائر ، وجعلني كالتائه الحائر ، حالي وحال أمثالي كما قال الشاعر الغابر : كأن الناس مذ فقدوا عليا        نعام حار في بلد سنينا لقد كان للمصيبة به وقع شديد على النفس ، وحلت بسببها الوحشة محل الأنس ، فما أنا من رزء وإن جل جازع        ولا بسرور بعد موتك فارح *** فأنت أخي وما ولـــــــدتك أمي        بذولا صادقا لا مســــــتزادا فـــــــقد هيضت بنكبتك القدامى       كذاك الله يــــــــفعل ما أرادا

مصيبتنا أننا لا نرى وجها من أوجه الخير ولا بابا من أبواب الفتوة إلا وذكرنا بفقيدنا تذكرنا به المنابر الدعوية ، والمجالس الأدبية ، والأخلاق الزكية ، والجهود الإصلاحية ، بذل في كل ذلك جهودا مضنية ، حاله حال ذوي الهمم العالية . أرى تحت الرماد وميض نار                ويوشك أن يكون لها ضرام فإن لم يطـــفها عــــقلاء قوم                 يكون وقــــودها جثث وهام فإن النار بالعـــودين تـــذكى                 وإن الــحرب أولها الكــلام فقلت من التعجب ليت شعري                أأيـــقاظ أمــــــية أم نــــيام ولسان حالنا ينشد مع الخنساء قولها يذكرني طلوع الشمس صـخرا        وأذكره لكل غروب شمس ولولا كـثرة الباكــين حــــولي        على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مـــــثل أخي ولكن         أسلي النفس عنه بالتأسي

والله نسأل أن يرزقه في تلك الدار كلما يشتهيه ، وأن ينزل البركة في عقبه وذويه ، وأن يسبغ عليهم النعم والآلاء ، وأن يبقي ذلك الفضل فيهم إلى يوم العرض والجزاء ، ولا زالوا كما قال السموأل بن عاديا : إذا سيد منا خلا قام سيد         قؤول لما قال الكرام فعول .  

تأبين بقلم إبراهيم بن محمد فضل الله بن أهل أيده

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox