ماهكذا تفصل التوائم يا سيادة الوزير |
الثلاثاء, 21 سبتمبر 2010 14:05 |
عاش جميع أطفالها و يتمتعون بصحة جيدة و بعضهم سجل العام الماضي في المدارس الإبتدائية ,
أما الثاني الذي يرأس إحدى الوزارتين التوأمين ( وزارة التعليم الثانوي و العالي و وزارة التعليم الأساسي ) فلا ينفك ينهش من جسمه و جسم أخته من خلال اتخاذه قرارات مجنونة لا تنسجم و روح القانون و لا الأعراف و لا سياسة البلدان الرشيدة و الحكيمة .
و قبل أن أبدأ في التفاصيل أريد أن أعلق قليلا على فصل جزء من الوزارتين و اتحادهما في بقية الأجزاء فيما يشبه حيوانا خرافيا له رأسان و بطن واحدة و 14 أربعة عشر قدما لكن كلها قدم يمين ( لا توجد قدم يسار في حيواننا الخرافي هذا ) ، فلا الحيوان انفصل ليولد لنا وليدين نعرف كيف نتصرف معهما ، و لا أحد رؤوسه قطعت ليبقى جسما واحدا و لو بأقدام كثيرة ....
وزيرنا ولد باهية لا يعرف الطب لكنه يعرف الرياضيات التي تبدأ دائما بالافتراضات لتصل إلي البرهنة ، يفترض ثم يحاول أن يبرهن .
أمس أطل علينا بافتراض غريب يتخلص من خلاله من جميع المقتصدين و المراقبين العامين و قال لنفترض مؤسسات التعليم الثانوي من دون مقتصدين و بمراقبين عامين لكن أساتذة هذه المرة و تبدو عثرات هذا الافتراض كثيرة و شائكة و كأنه لم يسمع أن لعبة الطفل لا تسكت آخر و لو كان يجأش من البكاء و يبدو هؤلاء المعلمين أكثر بكاء و صياحا وزئيرا و صوتا من أصحابه الذين لم يرضيهم بعد ( و رضا الآخر له فصة مع وزير التعليم العالي /عندما نودي منذ أشهر بالعربية لغة الشعب والدولة تكلم عن ذلك المشروع البناء و أفاض فيه فأرضى من أرضى و لكن لما غضب طلاب الكليات من الزنوج نكص على عقبيه و خالف وعد الوزير الأول فأغضب من أغضب و أرضى من أرضى) لا يمكن يا معالي الوزير أن تغضب الطفل بلعبة الطفل الآخر حتى لو افترضت أنه أصم أو معاق أو لا يفقه .
يقول وزيرنا للتعليم الثانوي في حوارته مع مناديب المجموعة انه ألغى منصب المقتصد وظيفيا و لا يعرف أن منصب المقتصد مقرر بمرسوم رئاسي منذ 1960 و جدد بآخر العام 1999 و عليه إن أراد إلغاء ذلك المنصب أن يتابع مسطرة طويلة تبدأ بالوظيفة العمومية وتمر بالوزارة الأولى و الرئاسة و البرلمان حتى يخرج قانون يلغي تلك الوظيفة .
عفوا وزيرنا ولد باهية لا يعرف القانون لكنه يعرف الرياضيات التي تعتمد دائما على عمليتي الجمع و الطرح ، قال وزير التعليم الأساسي زميله : سيادة الرئيس صاحب الفخامة بي حاجة لأن أجري مسابقة ل 500 معلم لسد نقص حاصل لدى الوزارة من المعلمين الأكفاء قاطعه وزيرنا الشاطر: لدي وزارة التعليم الثانوي 500 معلم سوف ترسلها لك ، و هذا منطق رياضي سليم 500 مكان 500، و لكن أنى لهذه أن تحل مكان تلك فقد انقطعت مئات المعلمين سنوات طوال عن التدريس ، بعض مذكرات التعيين منذ السبعينات و أكثر من 50 من المجموعة ستتقاعد هذا العام و أخرى العام المقبل و هكذا و لن يبقى إلا مجموعة قليلة لا تعرف شيئا عن مقاربات الكافية التي يقولون و لا النظريات الحديثة في التربية و لا نظرية التوليد التى تعتقد بمعرفة الطفل لما حوله لكن يمكن استخراج المعلومات عن طريق السؤال ، إن تلك الطرق هي المعتمدة اليوم ،
عذرا وزيرنا للتعليم الثانوي لا يعرف التربية لكنه يعرف الرياضيات . يقولون إنه يهيأ أماكن المقتصدين و المراقبين العامين لعشرات من أساتذة المواد العلمية لا يمتلكون اللغة الفرنسية فلماذا لا يقوم بتكوين هؤلاء سنة دراسية كفيلة بامتلاكهم لغة موليير فيوفر معارفهم العلمية خدمة لأجيالنا اللاحقة و يهدي لهم لغة رائعة هي من أثمن لغات العالم الآن ،إن تسيير الموارد البشرية و إدارة الأشخاص ملكة نادرة يجب أن تراعى دائما في مثل هذه القرارات و لكن أشد ما أضر وطننا هو التفكير البدوي الإرتجالي .
صحيح وزارة التعليم بحاجة إلي إصلاح لكن اصلاحها يمر بتفعيل القوانين و توزيع الصلاحيات و السهر على أن يقوم كل بواجب .
إن مرحلة الإصلاح التي نشهد اليوم في بلدنا هذا لا تتطلب قرارات مرتجلة و لا انسياقا في أهواء البعض و لكن تتطلب خطوات ثابتة لا نرجع معها إلي الوراء و لا نهدم بها القوانين و النظم .
و على وزير التعليم الثانوي أن يستشير القانونين فيما يقدم عليه و الإداريين فيما يخطط له .و عليه أن يدرك أن لسنا في خصومة مع شخصه و لكننا ظلمنا و حق لكل مظلوم أن ينادي بحقه .
نواكشوط أحمد ولد سيداتي
|