رأى الصحابة رضي الله عنهم يوم بدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع ، وهو يقول : (سيهزم الجمع ويولون الدبر)

فعرفوا تأويلها بأن الظالمين إلى هزيمتهم ودحرهم قادمون..

وهو دأب الظالمين أيا كانوا دائما يسيرون بإرادتهم لهلاكهم ولهزيمتهم وإفلاس مشاريعهم وخططهم..

بكل بساطة جعل الله تدبيرهم تدميرا لهم..

لكن الظلم يختلف وتختلف صوره وأشكاله وخطره باختلاف الزمان والمكان والحال والموضوع..

فكما أن ظلم الناس في أمنهم ودينهم وحريتهم جريمة..فإن ظلم الناس في مالهم ومصادرر رزقهم جريمة أخرى لاتقل خطرا ولا أثرا..

ولو لم يكن الظلم - ظلم الناس في مالهم - تجب مقارعته ومواجهته..لما كان من مات دون ماله وعرضه شهيدا...

والخطير في الأمر أن ميدان العمل التجاري والمؤسسي ميدان مليئ بصنوف الظلم والحيف الذي ترعاه هيئات ومؤسسات وجهات لها في ذلك الظلم جانب مصلحة..

تجد بعضهم حين يخسر فرصة الإشراف على مشروع أو النجاح في مناغصة مع شريك كان بالأمس القريب صديقه - أو على الأقل ليس عدوه - تجده يشرَع في طريقة..في خطة يدمر بها مصالحه ويعيق بها فرصه و يشي به عند الزبناء ولايألو جهدا في إقصائه من السوق..كل ذلك لأنه فقط كان أوفر حظا منه في مشروع أو فرصة سالفة..

إنها التجارة والمنافسة القذرة ..إنها ظلم بين بعيد كل البعد عن المناففسة الشريفة..

وللأسف فقد شاع هذا الصنف من الناس وهذا النوع من التصرف وعمت به البلوى في موريتانيا..دون أن يبرز كبير عناء للحد منه.

وإن أردت - ولابد - أن أضرب مثال..  فأنا أتحدث عن موجة كبرى من التشويه ترافق كل مرحلة من مراحل التطور الذي شهدته وتشهده الموريتانية لخدمات الأمنMSS التي بقيت دائما وبقي القائمون عليها يعملون بعيدا عن التجاذب..بكل جدية وصمت وثقة ووعي..

نعم فمنذ نشأتها بهرتMSS كل الشركاء بالمظهر اللائق للعمال ونموذجية السيارات وحيوية الفرق وجودة الخدمات..وسعة انتشار التواجد ودقة المعلومات وحصافة المفاوض وسمعة دولية مشرفة.

القضية كلها أن هنالك بعض رجال الأعمال في موريتانيا لم يرتاحو بل أزعجهم أن يبحرو معMSS وهي التي تقدمت عليهم أميالا يعـزّ عليهم اللحاق بها في بحر المنافسة الشريفة..

هؤلاء قررو ان ينافسوها منافسة غير شريفة..قرروا أن يبحرو في مياه أخرى عكرة ويتخذو أسلوب التشويه والمكر والوشاية..

تجدهم مثلا يُـخرجون عمال الشركة في إضراب رغم أن الإضراب مشروع في أصله..تجدهم يخرجونهم في مظاهرة أثناء الإضراب وهم بزي الشركة في تحدى صارخ للقانون.. ولم ينتهي الأمر هنا.. بل تكررت مظاهر المكر هذه لتصل إلى الوشاية بالشركة والقائمين عليها في محاولة للنيل من صورتها الناصعة لدى الزبناء الدوليين والوطنيين..

ولم يكن غريبا أن يسعى هؤلاء جاهدين وراء اعتقال أحد مديري الشركة وهو مواطن آيرنلدي حال وصوله لانواكشوط قادما الى شركته التي يعمل بها في تجاهل مفضوح لما قد يترتب على ذلك من هجرة للعقول الوافدة وتشويش على العلاقة الموريتانية الآيرلندية..غير آبهين إلا بالضرر الذي يسعون لإلحاقه بالموريتانية لخدمات الأمن (ذات رأس المال الموريتاني).

ورغم كل هذه المؤامرات التي بدت واضحة لكل ذي عقل راجح..فإنMSS شجرة طيبة أصلها ثابت ثبوت الجبال وفرعها في السماء.. باسقة ظلها وافر يستظل به عشرات الأسر ومئات الشباب والفتيات والرجال الذي وجدو فيها مأوى وفرصة عمل يحصلون من خلالها على مايسد رمقهم في زمن عز فيه العمل وعز فيه الشرف والكرم.

ولأنها كذلك فسينسخ الله مايلقي الشيطان في أمنية هؤلاء الماكرين ويُـحكم آياته.. وسيظهر جليا أن هؤلاء الظالمين في شقاق بعيد وسيهزم الجمع ويولون الدبر والله من فوق الشهود..

                                               عبد الرحمن حمود