نعم لحملة "كاف" ضد مزودي المقابر ...ومدة الحملة غير "كافية"
الخميس, 28 أغسطس 2014 10:46

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي الأيام المنصرمة حملة وطنية شبابية تحمل شعار "كاف" للتوعية حول خطورة المواد الغذائية المنتهية الصلاحية ، والشعار بالتأكيد مستوحى من الشعار السياسي المعروف "كفاية" وإن كان الشعار ذو التوليفة المحلية ذا طابع اجتماعي وصحيصرفمما يحفز على المشاركة والمساهمة ويخلو من أي حساسيات مثبطة.
وفي هذا السياق تتزل الملاحظات التالية دعما لجهد وطني يذكر فيشكر وتحفيزا لكل من يستطيع أن يدلي بدلوه ويساهم في هذه الحملة التي لاتخص فردا دون  آخر أو فئة دون غيرها فآثارهذه "المواد السامة" تنعكس على مختلف ساكنة هذه الرقعة ،لذلك فالكل مدعو للنفير خفافا وثقالا ومن اثاقل إلى الأرض ،فإنما يجني على نفسه وأسرته وبني جلدته .

أولا: مثل هذه الحملة الوطنية لايمكن أن تمر مر الكرام أو أن تذرو الذاريات تدوينات أصحايها  ويطمرها الإرشيف دون أدنى ردة فعل من كل فئات المجتمع وفي طليعتها منظمات المجتمع المدني الفاعلة في الموضوع والإعلاميون والكتاب والمثقفون والأطباء وكل من له صلة بتكوين وتعبئة الرأي العام قبل فوات الأوان وإن جاهر البعض أن الأوان قد فات للأسف ولكن يجب تدارك الموضوع قبل "الكارثة"وما لايدرك كله لايترك كله.
ثانيا: على مختلف وسائل الإعلام المشاركة في هذه الحملة وفعلا بدأ بعضها لكن التفاعل مازال بحاجة للمزيد وعلى الفضائيات إزالة  النقع عن الموضوع والدخول إلى أعماق المشكلة وتجييش الإخصائين والمعنيين ووضعهم أمام واجباتهم الوطنية..وفضح المتلاعبين بأرواح المواطنين والمقتاتين على جثث أبناء وطنهم.و"مزودي المقابر" .وعلى كتاب الأعمدة في الصحف والمواقع إنارة الرأي العام في الموضوع وكشف مخاطر الحالة الراهنة وما ترتب عليها من أخطار تهدد المواطن في أعز ما منحه الخالق جل جلاله ..ولن تكون البراهين البينة  والأدلة القارعة  حاجز عثرة أمام الجميع وسط نداءات واستغاثات وهلع الخبراء والمعنيين واكتشاف الكثيرين مضار هذه النفايات الغذائة ..وهنا لابد من الصراحة والبحث عن جذر المشكلة بعيدا عن التعاطي السطحي معها .
ثالثا: على الجهات المسؤولة في مختلف القطاعات تكاتف الجهود والتصدي بعزم وصرامة  لكل من يتاجر بهذه"السموم" ضاربا عرض الحائط بالدين وأوامره وزواجره والأخلاق يمليه  من ابتعاد عن كل ما فيه ضرر أو ضرار.
الغريب في الأمر أن المتخصصين في الشأن مغيبون أو على شاكلة "تيم" يقضى الأمر في غيابهم ولا يستأمرون وهم شهود
فمنذ انتشار ظاهرة استيراد "النفايات الغذائية" بحثا عن ربح مسموم لم نسمع عن مصادرة حاويات قبل دخول السوق أو اعتقال "المجرمين" الذين يمارسون هذه الأعمال وحينما تصل المواد الضارة إلى السوق وتنتشر عبر المجال الجغرافي المحلي تعلن الجهة المختصة بين الفينة والأخريات أنها ضبطت كميات من المواد والأدوية الفاسدة ويبدأ كرنفال حريقها .ومن خلال التفاصيل يتضح أنها أخذت من التاجر البسيط الذي لادخل له في شرائها من المصدر الخارجي واستيرادها علما أن ما يستنزفه المواطنون أضعاف ما تقوم السلطات بمصادرته وإتلافه
ولابد من حل جذري وعلمي وفعال بإنشاء أو تفعيل هيئة رقابية تراقب المواد الغذائية المستوردة والطبية للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمعايير الدولية ..فليس من المقبول أن تحرم السلطات  استيراد السيارات وهي غير"مطعومة" إن تجاوز تاريخ الصنع عشر سنوات وتفتح الذراعين وتشرع الأبواب والنوافذ " للنفايات الغذايئة" كلام لايستقيم قانونا ولا عرفا ولا أخلاقا..
لم لم نسمع عن اعتقال "تاجر سموم" ومعاقبته وفق القوانين علما أن هذا الجرم لايقل خطورة عن التخابر مع العدو أو زرع الفتنة بين أفراد المجتمع ...فأقل ما يوصف به هؤلاء "الساعون نحو الربح بأكثر الخسائر البشرية" أنهم "مجرمو أغذية" وما دامت بعض النفوس المريضة تتجاوز كل القيم والأخلاق ولم يزعها القرآن ..فلا بد من يد السلطان وقوة القانون كي تزعها وتردعها.
إن انتشار الأمراض الفتاكة بشكل "تسونامي" في الفترات الأخيرة يجب أن يجعل الجهات المختصة والعاملين في القاع الصحي يرفعون شارة الخطر وينذرون أن قد صبحكم "الوباء"
وبجرد بسيط لن تجد شخصا إلا وقد ودع  قريبا أو صديقا أو عزيزا ..والسبب الأمراض الناتجة عن "النفايات السامة" إن ترك الحبل على الغارب لهذه الظاهرة والتعامل معها بطريقة عادية يكاد أن يصل درجة الخيانة العظمى ..نداء استغاثة إن لقي صدى وآذانا صاعية وقلوبا واعية فنعماهي وإن تكن الأخرى فسلام على بلد كان ذات يوم مستقرا للطيبين.
أحمد أبو المعالي
كاتب وشاعر مقيم بالإمارات

نعم لحملة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox