إلى وزير الاعلام.. لما ذا تتآمر الإذاعة ومحاضروها على إرث العلماء؟
الأربعاء, 24 سبتمبر 2014 19:47
الحسن بن الإمام

لم يحدثني أحد بهذا فقد كنت حاضرا. في يوم 15/9/2014 استدعتني الإذاعة الوطنية للمشاركة في ندوة عن الإمام البخاري رحمه الله.

لبيت النداء طبعا، وما كان لي أن أتخلف عن جمع يحتفي بإمام المحدثين الذي روى عن الآلاف وبز علماء سمرقند وله الفضل في حفظ وتبويب أحاديث خاتم النبيين وإمام المرسلين

لكني لم أكن على علم بأني ذاهب إلى ندوة تتعمد طمس تراث موريتانيا وتسيء لعلمائها وتنكر أفضالهم الماثلة للعيان

اعتقدت ان الندوة مناسبة للحديث عن خدمة الموريتانيين للحديث . وبالذات الشيخ محمد الخضر بن ما يابى الذي شرح البخاري في 23 مجلدا في كتابه (كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري).

الكوثر الذي تهللت له أسارير المكتبات واحتفت به منابر الحرمين وزكاه الإئمة والمحدثون.

لكن الندوة قررت طمس الرجل. تصامم العلماء والمحاضرون في الندوة عن الإنصاف والأمانة وقرروا إقصاء أول عالم عالم موريتاني يشرح هذا الكتاب الجليل.

لقد استجاب هؤلاء لنوازع نفسية وفئوية ليس حريا بالمحسوبين على العلم الخضوع لها.

ويبدو أن الإذاعة للأسف خضعت لهؤلاء ولم تنطلق من كونها منبرا وطنيا وليست ساحة لتصفية حسابات الحاضرين مع التاريخ.

لكل هذا أرتأيت أنه من الواجب لفت الانتباه إلى أن الموريتانين خدموا كتاب البخاري بالمعاني الدراري،

وعندما نبهت لضرورة التوقف عند كتاب ابن مايابى تخلى الحاضرون والمنظمون عن الحياء فكان باستطاعتهم قول وفعل ما يشاؤون:  واجهوني  برفض وإنكار

أستغرب من هذه الندوة التي تتعمد إقصاء عالم موريتاني، بينما كان يفترض أن تبجله وتخلده لأنها حول موضوع خدمه وألف حوله كتابا منقطع النظير.

وليس عتبي على العلماء أقل منه على المسؤولين، فقد بارك الحاضرون منهم هذا الإنكار،  ولم ينبس أحد منهم ببنت شفة حمية للعلم وانتصارا للدقة، وأخذت المتحدث العزة بالإثم فواصل جمله المتنافرة، وانهارت المهنية الإعلامية على ندوة الإذاعة ولم تجد مسعفا!

وبدا أن الندوة وفقت في كشْف نوايا القائمين عليها من جهة، وافتقارهم للحفظ والضبط وغير ذلك من الصفات اللصيقة بعلوم الحديث من جهة ثانية.

لقد أنشد المحاضر المخالف قواعد المحدثين في التحري والدقة والإنصاف بيتا للشيخ باب بن الشيخ سيديا يثني فيه على الشيخ محمد حبيب الله بن ما يابى وحرّفه قائلا:

إن الزمان اذا يأبى وجود فتى --مثل البخاري لم يعدد من اللؤما

  عجزا منه عن الاتيان ببيت من مئات القصائد التي تغنت بالبخاري، فسطا على بيت لعالم موريتاني يشيد فيه بفضل عالم موريتاني آخر

وعندما تدخلت وأوضحت أن البيت

... مثل ابن مايابى لم يعدد من اللؤما

رفض التصحيح. وأنا أجزم أنه على علم بالبيت وبمناسبته الشهيرة وبأن صدره يقود إلى عجزه (إذا يأبى)..



عندها تكشف لي الأمر وانسحبت غير آسف، فما يليق بي أن أبقى بين قوم اجتمعوا على زور.

لكني أتمسك بأن الإذاعة منبر وطني ولا ينبغي أن تبث برامجها وندواتها على هوى بعض المسؤولين والمحسوبين على العلم.

وفي الختام أطالب وزير الإعلام الدكتور إزيد بيه ولد محمد محمود الذي بذل جهودا كبيرة في خدمة تاريخ موريتانا وتراثها وجهاتها وإماراتها أن يخاطب المؤسسات الإعلامية الرسمية بضرورة احترام رسالتها والابتعاد عن الإقصاء والتآمر والتهميش

كما أدعو مدير الإذاعة للاعتذار عن هذا السلوك الذي يسيء لعائلة آل مايابى التي بنت مجدا لشنقيط في الحرمين والقدس والأزهر ومن على منابر العلم في العراق والهند وباكستان. 

الحسن بن الإمام

هاتف: 36159202
 إلى وزير الاعلام.. لما ذا تتآمر الإذاعة ومحاضروها على إرث العلماء؟

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox