لماذا يجب علينا أن نثور...؟ |
الأحد, 06 مارس 2011 13:00 |
قرأت الكثير من البيانات و سمعت الكثير من الخطابات الصادرة عن حزب الدولة و كنت في كل مرة أقول في نفسي لعل هؤلاء يرون ما لا أرى... و يعرفون ما ذا يعد زعيمهم من مفاجآت ... لكن نظرة خاطفة إلى تجليات هذا الكلام على أرض الواقع تبين بكل وضوح أن الناس يكذبون، و أن الشعب الموريتاني لم يثبت وجوده بعدُ... والمثقفون ، هل من مثقفين في هذا البلد ؟
كل يفتخر و يعدد البطولات و الإنجازات الوهمية ، نعم ثمة شوارع و بعض التجهيزات الطبية و بعض البنايات الحكومية...و ثمة فساد واضح و ارتجالية في التسيير و غياب تام للمبادرات التنموية واستغلال شنيع للنفوذ و التصيد الماكيافلي للوظائف السامية، كما نلاحظ بكل وضوح حضور أباطرة النظام الطائعي ... نلاحظ أيضا بمرارة استمرار الإقصاء البين لشريحة لحراطين من الوفد الرسمي والنقاشات على الشاشة الصغيرة و أختها الجزيرة ( جزيرة محمذن باب و لد أشفقة) و التعيينات و الثانوية العسكرية و الدبلوماسية و الإدارة الإقليمية و المركزية إلا من ثلة قليلة من المؤلفة قلوبهم من من يتنكرون مقابل تلك المناصب لمعانات إخوتهم لحراطين من الإقصاء و التهميش... محاولة مني لتذكير هؤلاء بالواقع و مساهمة مني في كشف الحقائق التي أُريدَ لها أن تُدفن في رماد الديماغوجية، أقدم هذا التقييم للنظام وحزبه و ذلك باسم كل المقصيين من لحراطين و الصناع و الفنانين والبربر و بمبار والمعارضين الصامدين الأوفياء. إن الرئيس الذي تشجعون، و لا أقول تساندون لأنه غني عن مساندتكم و أنتم الفقراء إليه .. ، إنه سباق إلى أمور حفظها له التاريخ: إنه المتحكم في زمام الدولة منذ 2005 ، أول من قام بخمس انقلابات في خمس سنوات متتالية، و في كل مرة خطوة إيجابية تتلوها أخرى سلبية تمحوها 2005 انقلاب ضد ولد الطايع الذي كان يحتمي بحماه و الذي تركه يصول ويجول في القصر لمدة طويلة و هنا نعترف له بأنه خلصنا من ذلك الرجل، و لكنه احتفظ لنفسه بالميراث و لم تطُل فرحتنا ( إذا ما اسمعن الصيد ذاك) 2006 إنقلاب ضد الحزب الجمهوري لتفكيكه و وترشيح مستقلين تحت الإمرة و تهيئة الظروف لانقلاب2008 ، و هذا مهم في شطره الاول أما الشطر الثاني فكارثة. 2007إنقلاب ضد تعهده و زملائه بعدم الترشح و عدم مساندة أي مرشح، فطفق يعمل لإنجاح سيد و لد الشيخ عبدالله و في هذا كذب و غدر وخيانة للعهد و خروج على المألوف 2008 انقلاب ضد الديمقراطية الفتية بعد ان منع الرئيس المسكين من مزاولة مهامه و إزاحته رغم أنه منتخب في أول و آ خر انتخاب شفاف و حر ، ما لم نصل إلى ما وصلت إليه الشعوب التونسية و المصرية وعيرها 2009 عدة انقلابات لم يسبقه إليها أحد أول رئيس يستقيل و يبقى يسير الدولة و الجيش و الأمن و مرشح ومدير حملة(قاد أربع حملات لأربع مرشحين في مهزلة 6ــ6 و أربع حملات لشخصه في ستة أشهر) و مفاوض في داكار و رئيس البرلمان و مجلس الشيوخ و المجلس الدستوري و البنك المركزي و الخزينة العامة و لجنة الانتخابات و لجنة الصفقات و الحكومة الانتقالية و حملة ولد داداه و مسعود و سجن دار النعيم وقائد الحرس الرئاسي
هذه بعجالة شديدة بعض بطولات قائد القواد ذكرتها لكي أبرهن لقيادة الحزب (الإتحاد من أجل المصالح) أن الأخ القائد قام بكل هذا قبل وجود الحزب و هو اليوم لا يعول عليكم في شيء سوى توجيه صواريخ لفظية من الشتائم و السب و القذف إلى المعارضة، و تجنب الكلام عن الرق ، ٍغم إنشائكم للجنة لمعالجة ٍٍآثاره و ترك الظاهرة سارية المفعول . و يعول عليكم للكذب على المواطنين ـ الفقراءـ و تنويمهم بالأراجيف و الشعارات التي يكذبها الواقع و بناء تاريخ لمن لا تاريخ له و شهادات الزور واللعب بالنار إن قائد القواد قضى أكثر من عشرين سنة يدرس كيف يحصل على المال و الجاه و القوة و ما هي أنواع الانقلابات الممكنة حتى انه في 2008 كان يخطط لانقلاب برلماني كان سيكون الأول من نوعه في شبه المنطقة ،و عندما اتضحت الخطة لجأ إلى المخطط "ب" الذي لم يكن يستبعده. ليس في الأمر أية غرابة و لا فتوة: " فكلكم ميسر لما خلق له" إن تربص عشرين سنة في القصر الرمادي كافية لامتلاك ناصية شعب أعزل و مسالم يخاف السلطة و يحب العافية و يرضى بالقليل، و لكن رسالة المرحوم يعقوب ولد دحود وصلت و كل القرائن تدل على أنها لن تبقى حروقا على جسد . و الأدهى من كل هذا أننا سمعنا الرئيس و أنصاره يقولون إن الحالة في تونس مختلفة عنها في موريتانيا و أنا أقول للشباب الموريتاني إن الحكم الحالي ليس سوى امتداد للحكم العسكري الذي هو جاثم علينا منذ 1978، إنه نفس النظام و نفس السلوك و نفس الفئة الحاكمة ونفس الأشخاص أو أبنائهم و أقرانهم و زبانيتهم.. و أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها و قد مللنا قوة الجيش لأن الواحد يزيل الآخر ليأخذ مكانه و نحن لم نعد نريد انقلابا عسكريا بل جماهيريا على غرار ما وقع في تونس و مصر ... لهذه الأسباب كلها فإني أدعوا الشباب الموريتاني بكل فئاته إلى العمل على ترحيل هذا النظام و حزبه و سماسرته بكل الطرق الحضارية السلمية و تطهير هذا الوطن من الاسترقاق و العنصرية و الإقصاء..؟
ابراهيم ولد بلال ولد اعبيد أستاذ فلسفة و ناشط حقوقي brahimabeid@yahoo.com |