الهجمة على الإسلام ..... هجمة على الإنسان
الاثنين, 27 سبتمبر 2010 12:19

لا فرق بين المرء ومعتقده , وبين المعتقد و معتنقه , فالمتدين جزء من دينه كما أن دينه جزء منه فشخصيته كما يشكلها مجتمعه وثقافته فدينه له نصيب في عملية التشكيل هذه لذا فإن أي مساس بالدين هو موجه إلي الأمة صاحبة المعتقد , فلا مجال لفصل الإنسان عن نظام حياة قدر له أن يكون جزء منه و ذلك بحجة " التحديث " و نبذ " التخلف " .إن مبدأ صناعة الإنسان وفق المقاييس الأوروبية , هو مبدأ قائم علي رغبة هذه الحضارة بالبقاء إلي الأبد وذلك بأن لا تترك المجال أبدا لوجود بشر ذووا مبادئ و ثقافة ومعرفة ومعتقدات

تنظم حياتهم من ألفها إلي يائها , فلن تسمح لهؤلاء بالحصول علي فرصة المضي في رحلة التقدم الطبيعية التي تخوضها كل المجتمعات و كل الثقافات و الحضارات , و من الواضح أن الحرب التي يشنها الغرب علي الإسلام نابعة من كونه قدم نموذجا حيا للنظام الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي المحكم الذي يستند في صلبه علي نص أبدي لا يفني  هو القرآن الكريم وعلي تفسير معتمد لهذا النص هو السنة النبوية  , فالإسلام " نظام حياة" متكامل لا مفر للمسلم من الاعتماد عليه في كل قضايا حياته البسيطة منها و الشائكة , إنه مؤسسة كونية  كاملة التأسيس صالحة لكل زمان ومكان ,تقبل كل وجهات النظر فلا تنغلق أبوابها دون الجديد إذا كانت فيه  إضافة حقيقية وقابلة للتـأقلم مع واقع المسلمين و احتياجاتهم كمسلمين لا كأناس من أي معتقد آخر , لذا فإن للإسلام خصوصيته التي ترتكز علي ثوابت واضحة لكل ذي بصيرة و يلقي السمع ليشهد أن خاتمة الرسالات السماوية هي مخلص البشرية من الدمار الذي لحق بها منذ نشأتها و لا زال , فهي هجمة مستساغة لأن نظاما هكذا سماته يقف علي أبواب حضارة مصابة بجنون العظمة , لهو مثار الخوف والفزع , فقوة المعتقد الإسلامية محت أمما من التاريخ ظلت قوية ردحا من الزمن , وذلك يوم كان المسلم و الإسلام وجهان لعملة واحدة  .فمن البديهي أن الإنسان المسلم الآن لا يتبنى عقيدته كما تريد هي , بل يسلم بالفطرة و تظل فطرته تقوده إلي أن يصل إلي قبر لا يعلم كيف سيجيب علي الأسئلة التي تليه , فهو كاذب حين يقول أن دينه الإسلام , بل إسلامه بريء منه فماذا فعل لأجله كيف واجه الهجمات التي تشن ضده , كيف سيبرر كونه الرصاصة الأكثر إيلاما و تمزيقا لجسد الأمة الإسلامية , نعم فالهجمة علي الإسلام كانت الشرارة التي أذكتها وجعلتها تتضخم هي المسلمون أنفسهم بغبائهم المشين و بأذهانهم الفارغة و طموحهم المعدوم , فهم لا يرون في الإسلام مستقبلا و لا يعلمون له ماضيا , فنحن لا نهاجم من الخارج فحسب بل من الداخل من " الأصدقاء الادعاء " من الأجيال المهجنة التي تقاسمها الجهل و التغريب فلم يبقي سوي ثلة قليلة تصدح بالمعروف و تمقت المنكر , و هم العلماء المستنيرون  استنارة إسلامية أصيلة وليست تلك الاستنارة الغربية المظلمة المضللة , هم معتدلو الأمة حملة التاريخ وصائغو  المستقبل , إنهم أصابع تلملم الشتات الذي يصنعه الثلاثي المخرب(الجهلة السلبيون , المتطرفون الهمجيون , والغرب ) , إنه مثلث يحتجز حاضر أمتنا في  زواياه الحادة , ويجعلنا كالقطيع المذعور نصول ونجول في مساحته الضيقة نقتل بعضنا البعض ونكفر بعضنا البعض و نسلم البعض إلي القوي الغربية لتنفذ فيه أحكامها العادلة .العقل هو قلب الإنسان و المحرك الذي يقوده و علاقته به وطيدة , لكن بالإمكان قطعها في حالة واحدة , هي الجنون , و الإسلام هو قلب الأمة الذي يقودها و حين تبتر العلاقة معه سيكون الجنون , وهو كائن منذ الآن , فلا تفسير في ما يفعله المسلمون في أنفسهم سوي أن العقل هجرهم حين هجروا الإسلام .جيوشنا  الوطنية عميلة بالنسبة للسلبيين أما جنود الإسلام  - كما يسمون أنفسهم – حملة لواء الجهاد فهم أكبر العملاء , هم عملاء الشيطان الذي يستعيذون منه كل حين , فأية قاعدة إسلامية  تؤسس للدمار ؟, وأية خلاف مبنية علي التكفير و التخوين وقتل الأبرياء من المسلمين و غيرهم من البشر المسالمين المهادنين؟ , أي حق يسمح لهم بأن يكونوا قاعدة لتفكيك الأمة – أكثر مما هي مفككة – و تدميرها بحجة أنهم يدحرون عدونا الأكبر الإمبراطورية الأمريكية التي كلما مسوها بسوء ضيقت الخناق علي أبناء المسلمين و حاكتها أوروبا في ذلك ؟, أية قاعدة يبنونها لتكون قاعدة لقصف الإسلام باعتي الأسلحة , بأسلحة يصنعونها بتفخيخ عقول الشباب - المريضة بفعل الفقر و الضياع- بتعاليم دينية خالية من الأبعاد الإسلامية فجلها اجتهادات فردية عمياء تري المصلحة فيما ليست فيه مصلحة .قتل الدين هو قتل للإنسان , وقتل الإنسان بيد أبناء معتقده هو قتل للمعتقد في عيون معتنقيه ,هي  دوامة ندور فيها فهل من مغيث ؟

 

زينب / محفوظ

الهجمة على الإسلام ..... هجمة على الإنسان

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox