الهجمة على الإسلام ..... هجمة على الإنسان |
الاثنين, 27 سبتمبر 2010 12:19 |
تنظم حياتهم من ألفها إلي يائها , فلن تسمح لهؤلاء بالحصول علي فرصة المضي في رحلة التقدم الطبيعية التي تخوضها كل المجتمعات و كل الثقافات و الحضارات , و من الواضح أن الحرب التي يشنها الغرب علي الإسلام نابعة من كونه قدم نموذجا حيا للنظام الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي المحكم الذي يستند في صلبه علي نص أبدي لا يفني هو القرآن الكريم وعلي تفسير معتمد لهذا النص هو السنة النبوية , فالإسلام " نظام حياة" متكامل لا مفر للمسلم من الاعتماد عليه في كل قضايا حياته البسيطة منها و الشائكة , إنه مؤسسة كونية كاملة التأسيس صالحة لكل زمان ومكان ,تقبل كل وجهات النظر فلا تنغلق أبوابها دون الجديد إذا كانت فيه إضافة حقيقية وقابلة للتـأقلم مع واقع المسلمين و احتياجاتهم كمسلمين لا كأناس من أي معتقد آخر , لذا فإن للإسلام خصوصيته التي ترتكز علي ثوابت واضحة لكل ذي بصيرة و يلقي السمع ليشهد أن خاتمة الرسالات السماوية هي مخلص البشرية من الدمار الذي لحق بها منذ نشأتها و لا زال , فهي هجمة مستساغة لأن نظاما هكذا سماته يقف علي أبواب حضارة مصابة بجنون العظمة , لهو مثار الخوف والفزع , فقوة المعتقد الإسلامية محت أمما من التاريخ ظلت قوية ردحا من الزمن , وذلك يوم كان المسلم و الإسلام وجهان لعملة واحدة .فمن البديهي أن الإنسان المسلم الآن لا يتبنى عقيدته كما تريد هي , بل يسلم بالفطرة و تظل فطرته تقوده إلي أن يصل إلي قبر لا يعلم كيف سيجيب علي الأسئلة التي تليه , فهو كاذب حين يقول أن دينه الإسلام , بل إسلامه بريء منه فماذا فعل لأجله كيف واجه الهجمات التي تشن ضده , كيف سيبرر كونه الرصاصة الأكثر إيلاما و تمزيقا لجسد الأمة الإسلامية , نعم فالهجمة علي الإسلام كانت الشرارة التي أذكتها وجعلتها تتضخم هي المسلمون أنفسهم بغبائهم المشين و بأذهانهم الفارغة و طموحهم المعدوم , فهم لا يرون في الإسلام مستقبلا و لا يعلمون له ماضيا , فنحن لا نهاجم من الخارج فحسب بل من الداخل من " الأصدقاء الادعاء " من الأجيال المهجنة التي تقاسمها الجهل و التغريب فلم يبقي سوي ثلة قليلة تصدح بالمعروف و تمقت المنكر , و هم العلماء المستنيرون استنارة إسلامية أصيلة وليست تلك الاستنارة الغربية المظلمة المضللة , هم معتدلو الأمة حملة التاريخ وصائغو المستقبل , إنهم أصابع تلملم الشتات الذي يصنعه الثلاثي المخرب(الجهلة السلبيون , المتطرفون الهمجيون , والغرب ) , إنه مثلث يحتجز حاضر أمتنا في زواياه الحادة , ويجعلنا كالقطيع المذعور نصول ونجول في مساحته الضيقة نقتل بعضنا البعض ونكفر بعضنا البعض و نسلم البعض إلي القوي الغربية لتنفذ فيه أحكامها العادلة .العقل هو قلب الإنسان و المحرك الذي يقوده و علاقته به وطيدة , لكن بالإمكان قطعها في حالة واحدة , هي الجنون , و الإسلام هو قلب الأمة الذي يقودها و حين تبتر العلاقة معه سيكون الجنون , وهو كائن منذ الآن , فلا تفسير في ما يفعله المسلمون في أنفسهم سوي أن العقل هجرهم حين هجروا الإسلام .جيوشنا الوطنية عميلة بالنسبة للسلبيين أما جنود الإسلام - كما يسمون أنفسهم – حملة لواء الجهاد فهم أكبر العملاء , هم عملاء الشيطان الذي يستعيذون منه كل حين , فأية قاعدة إسلامية تؤسس للدمار ؟, وأية خلاف مبنية علي التكفير و التخوين وقتل الأبرياء من المسلمين و غيرهم من البشر المسالمين المهادنين؟ , أي حق يسمح لهم بأن يكونوا قاعدة لتفكيك الأمة – أكثر مما هي مفككة – و تدميرها بحجة أنهم يدحرون عدونا الأكبر الإمبراطورية الأمريكية التي كلما مسوها بسوء ضيقت الخناق علي أبناء المسلمين و حاكتها أوروبا في ذلك ؟, أية قاعدة يبنونها لتكون قاعدة لقصف الإسلام باعتي الأسلحة , بأسلحة يصنعونها بتفخيخ عقول الشباب - المريضة بفعل الفقر و الضياع- بتعاليم دينية خالية من الأبعاد الإسلامية فجلها اجتهادات فردية عمياء تري المصلحة فيما ليست فيه مصلحة .قتل الدين هو قتل للإنسان , وقتل الإنسان بيد أبناء معتقده هو قتل للمعتقد في عيون معتنقيه ,هي دوامة ندور فيها فهل من مغيث ؟
زينب / محفوظ |