تحت ظل السلاح عنصرية الدولة
السبت, 09 أكتوبر 2010 08:23

قواتنا المسلحة تصول وتجول على التراب المالي، مندفعة في محاربة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وقد تناقلت وسائل الإعلام والتقطت عدساتها صورا لقواتنا، أعادت إلى الأذهان مرة أخرى ذلك الحديث القديم الجديد حول التمييز العنصري الذي ينخر جسم جيشنا ، بعد أن تفشّى في كل مستويات الحياة العمومية لهذه الدولة.
إن هذا الواقع المر الذي أصبح اليوم واضحا للعيان لا يمكن أن يترك أحدا غافلا عن المخاطر المحدقة بوحدتنا الوطنية التي أريد لها أن تبنى على الغبن و الإقصاء. إن التمييز على أساس المولد ، وفي مختلف تشكيلات جيشنا، كان دائما موضع شجب واستنكار من لدن المدافعين عن حقوق الإنسان ، و لكن الحملات المقرضة و المشككة في كل ما يرمي إلى إحقاق الحق و التي يقوم بها أبواق النظام و سماسرته، قد أبطلت مفعول تلك النوايا الحسنة، مبقية على حالة من الغموض والحيرة تغطّي تلك الحقيقة الحقيرة و لكن إلى حين ...
إن هذه الصور المأخوذة من أرشيف بعض أهم القنوات الأجنبية، مثل الجزيرة و افرانس 24، تساعد لا محالة في إماطة اللثام عن إحدى أمر الحقائق التي يعكسها جيشنا الذي تتقاسمه أسبقية العنصر وحق التصدر بالمولد.
إ ن جيشنا خال من كل القيم الجمهورية، فلا بد أن كل الموريتانيين لاحظوا للأسف أن جيشنا جنوده كلهم حراطين و قياداته بيظان، هذا ما تشهد عليه الصور المذكورة ذات المصادر الأجنبية.
إ ن هذه العناصر و الملاحظات تتقاطع مع ما ذهب إليه مناضلو حقوق الإنسان مما جلب لهم التهم والشتائم
تتمثل مهمة الجيش الوطني في الدفاع عن الحوزة الترابية وأمن المواطنين و ممتلكاتهم و ضمان اللحمة الوطنية، و هذه المهمة النبيلة تتنافى مع الوجه الحالي الذي تريد القوى الرجعية الحفاظ عليه واتخاذ بعض فئات من المواطنين في حالة تبعية على أساس إثني أو اللون أو المولد لجعلهم لحوم مدافع.
يجب على كل الموريتانيين النبلاء الساهرين على المصلحة العليا للوطن،و ما تتطلبه من حفاظ على الوحدة الوطنية والاستقرار والسلم الاجتماعي، أن ينددوا ويشجبوا بكل قوة هذه الظاهرة التي يؤدي استمرارها إلى زعزعة الأمن الوطني.
إ نه من غير المنطقي أن تجعل اللا مساواة و اللا عدالة والغبن أسسا لبناء جيش جمهوري، لأن هذه اللا قيم هي بالطبع غير مقبولة في أي مؤسسة إنسانية،هذا يشهد عليه الزمن عندما نتذكر الثمن الذي دفعنا و مازلنا ندفع جراء ما أصبح يعرف بالإرث الإنساني. من جهة أخرى ينبغي أن نتأمل كون الانتحاريين هما من فئة لحراطين، و هي ظاهرة مليئة بالعبر، على الرغم من أن السلطات بذلت كل الجهود في التعتيم على ذلك، كعادتها في كل ما يتعلق بهذه الفئة.

في النهاية، يجب التذكير أنه في كل مرة تختار فيها الدول انتهاج سياسة النعامة و التعنت على اللا قيم، وجدت نفسها مهجورة تحت تأثيرا لشطط. إن الوقت قد حان، للاعتراف بأمراضنا وتصحيح أخطائنا، يجب أن نحرر الطاقات و فوق عنصرية الدولة والإقصاء الزاحف، يجب أن نقفز أبعد و أحسن.

عثمان ولد بيجل و ابراهيم ولد بلال ولد اعبيد

تحت ظل السلاح عنصرية الدولة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox