كشف الإلتباس الحر ومسعود وجهان لعملة واحدة
الثلاثاء, 12 أكتوبر 2010 17:33

 

بقلم السغير ولد الغتيق

لم أكن يوما من أولئك الذين يكلفون أنفسهم جهد البحث في معاجم المحسنات اللفظية لاستخراج ألفاظ المبالغة في الشكر والتمجيد ولم أكن أيضا ممن يرغم قلمه على إذاية وتجريح وشتم وسب الآخرين.إلا أنه وفى بعض الأحيان خاصة في زمننا هذا الذي اختلطت فيه الحقيقة بالبهتان, يصبح من الضروري بل من الواجب إزالة الالتباس عن بعض الأمور ولو اقتضى ذلك شكر وإبراز بعض الرجال الذين شقوا الطرق والمسالك في أوقات وظروف صعبة.... فصنعوا التاريخ بدلا من أن يكون هو الذي صنعهم , ومن البديهي أنه من بين هؤلاء الذين صنعوا التاريخ الزعيم الوطني مسعود ولد بلخير.


 

الحر ومسعود وجهان لعملة واحدة

ميثاق الحر المؤرخ بتاريخ 5 مارس 1978 جاء في ثلاث مواد وعشر فقرات مسبوقة بديباجة بسيطة, تعرضت الديباجة لأبرز القوانين والمعاهدات الدولية المحرمة لإستغلال الإنسان لأخيه الإنسان والتي صدقت عليها موريتانيا, بينما تضمنت المواد والفقرات, أهداف واسم الحركة ,ومن أهم تلك الأهداف تحرير العبيد والقضاء على الفوارق الاجتماعية, وقد اتبعوا لذلك النضال السلمي, وأسلوب الحوار الجاد والموضوعي , منذ نشأتها وحتى اليوم, نابذين العنف والتطرف ,لأن الوطن وطننا جميعا بيضا كنا أو سودا والثروات ملك لنا جميعا أيضا.

لم يتضمن ميثاق الحر أي فكرة, تحمل في طياتها طابع الانتقامية ,أو التمييز أو التفرقة وهى ليست عنصرية, لأنها أنشئت لمكافحتها , والحر منظمة وطنية, تناضل من أجل القضاء على ظاهرة العبودية المقيتة بالطرق السلمية ...... وهى لم تعد موجودة اليوم كنظام سرى, لأن أسباب ومبررات ومسوغات العمل في الخفاء, زالت منذ عقدين من الزمن وحلت الأحزاب والمنظمات والصحف, محل العمل السري , والحركات كالأمواج لا تهدأ ولا يمكن تنظيمها فهي بعد النشأة تصبح فكرة والفكرة لا تموت.....................

منذ ذلك التاريخ حمل مسعود ولد بلخير مشعل النضال حتى هذه اللحظة , مخطئ بل جاهل من يقول أنه تخلى عن خطابه ونضاله , فالظروف هي التي تغيرت , وغيرت الكثير كان يطالب بقانون يجرم العبودية, واليوم يطالب بتطبيقه, بعد أن صدر في عهد الرئيس ولد الشيخ عبد الله , حقق مسعود ولد بلخير الكثير من مطالبه المشروعة فى فترة زمنية وجيزة مقارنة مع عمر الدولة والشعب, من جهة ومع حداثة وفتوة منظمته " جرمت العبودية , تحرر مئات الآلاف من الأرقاء, دخل الكثير منهم الحكومة, قادوا الأحزاب والمنظمات , دخلوا المدارس , تعلموا القران والفقه , أصبحوا أئمة وقراء ,كل هذا من جهد ونضال مسعود ولد بلخير , قبل 30 سنة من الآن بل أقل من ذلك بكثير كان ينظر إلى العبد على أنه غير أجنبي يمكن بل يحل لمسه, ولم يكن معني بالجمعة ولا الصلاة في الجماعة وساقط الشهادة أمام القضاء لا يلي عقد زواج أبنائه وبناته ,لا يرث ولا يورث من طرف أبنائه حتى ولو كانوا ذرية ضعاف , لأن مال العبد لسيده....

أما اليوم فقد تغيرت الظروف ,حيث تحسن المستوى المعرفي والديني لدى كل طبقات المجتمع حتى أصبح من بينهم ,من يؤمن بفكر حركة الحر, ويعترف بسمو نضالها , نمى الوعي كذلك لدى الكثير من أبناء هذه الشريحة ,التي رغم الجهود الجبارة , التي بذلت مازالت تعانى الكثير من التهميش والحرمان والغبن والحيف والإقصاء المتعمد ,.ورغم ذلك كله فقد حقق مسعود ولد بلخير للحراطين ما لم تحققه الدولة لشعبها منذ استقلالها 1960 .

إذن فمسعود ولد بلخير ليس رمزا للحراطين وحدهم بل هو رمزا وزعيما وقائدا وطنيا, حب من أحب وكره من كره, لأنه فرض نفسه على الجميع بخلقه وأخلاقه , علاوة على نضاله وحبه للوطن والمواطنين بدون تمييز والعارفين بمسعود يعلمون ذلك .

فهو لم يقتصر في نضاله على قضية العبودية رغم أنه يعتبرها هي أبشع ظلم يمارس على أرض الوطن , وهى أهم معوقات التنمية في البلد وأبرز معضلة تقف في وجه الوحدة الوطنية ,كما أنها هي الأخطر على التعايش السلمي والسلم الأهلي , وقف هذا الرجل ضد تهجير وتسفير الزنوج 1989 ووقف كذلك ضد أي ظلم يمارس ضد أي مواطن موريتاني سواء كان بيظانى ,حرطانى أو زنجى حمل هم كل الموريتانيين وتبنى قضية كل واحد منهم, دون تمييز في اللون أو اللغة أو المكانة الاجتماعية, والشواهد على ذلك كثيرة, سعى لأكثر من مرة في جمع كل الأطراف, لتجاوز الماضي ومساوئه وتجنب الخلاف في القضايا المصيرية, ليجنب البلد انفجار قنابل النزاع والصراع العرقي , وهو ما يعكس أن هذا الرجل يحمل رسالة ثنائية الأبعاد" نشر الوعي في صفوف لحراطين لانتزاع حقوقهم بالطرق السلمية وإقناع الأسياد لإنقاذ أنفسهم , لذلك نال ثقة كل الموريتانيين حيث وقفوا جنبه في آخر استحقاقات رئاسية لتحقيق المزيد من الوحدة و الرقى والتنمية والازدهار للبلد, ولولا التزوير لكان اليوم هو الرئيس للبلد.

.لهذا وذلك فنحن جميعا بحاجة لمسعود ولد بلخير .

 

كشف الإلتباس   الحر ومسعود وجهان لعملة واحدة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox