ملاحظات على مقال : ( مسعود ولد بلخير أحلام الأرقاء و طموح الزعماء ) |
الخميس, 14 أكتوبر 2010 13:44 |
![]() لقد قرأت في موقعكم مقالا مجهول الكاتب نشر بتاريخ 17/9/2010 تحت عنوان : ( مسعود ولد بلخير أحلام ألأرقاء و طموح الزعماء ). و أول ما لفت انتباهي في هذا الموضوع كونه يبدو مقالا قديما تم الاحتفاظ به لينشر الآن و لا أدري ما الهدف من ذالك .أما المسألة الثانية التي لفتت انتباهي فيه كونه يركز علي سرد أحداث تاريخية مرتبطة بهذا الزعيم دون أن يبين انطلاقا من عنوانه كيف جسد مسعود ولد بلخير أحلام الأرقاء، و كيف سما به طموحه إلي مراكب الزعماء . وما أريد أن أبين هنا لكل من يكتب عن مسعود ولد بلخير، هو كون مسعود لم يعد يمثل شخص مسعود فحسب بقدر ما هو رمز للشريحة التي هو منها . فهو مجسد لكل آلامها و آمالها وطموحاتها وهو من جهة أخري، زعيم وطني بكل المقاييس، لذا ينبغي التعامل مع هذا القائد الرمز إن لم أقل بإجلال فبكثير من التقدير و الاحترام اللائق بقدره. أما المسألة الثالثة التي لا يبدو أن الموريتانيين أدركوها حتى الآن فهي أن لكل امة مصلح يأتي في غفلة من الزمن ليجسد لها أنبل القيم و يدعوها إلي اسما الفضائل ،وينبهها إلي ما فيها من عيوب و ظلم، ويصارع طواغيتها من أجل إحقاق الحق و إنصاف المظلوم حتى لا ينهار المجتمع ، و هذا الشخص بالنسبة للموريتانيين هو مسعود ولد بلخير. و مايؤسفني هنا أن أعداء الحرية والكرامة الإنسانية يسعون جاهدين من اجل إخفاء هذه الحقيقة والتقليل من شأن هذا الرجل العظيم .أما مجتمعه فلن يدرك نبل ما يدعو إليه وما ينبه إليه من مخاطر إلا بعد فوات الأوان وهذا حال كل مصلح . أما المقال فسأوضح فيه عدة مسائل تعمد الكاتب عدم إيضاحها أو غابت عنه فأهتم بغيرها . و من هذه المسائل كون دخول مسعود ولد بلخير المدرسة يلفت الانتباه إلي عظيم الظلم الذي عاني منه" الحراطين" في هذه البلاد فلقد كانوا ممنوعين حتى من معرفة خالقهم وكيفية القيام بما خلقوا له حتى الصلاة كان السادة العلماء جدا ! و الأتقياء جدا ! والأولياء جدا ! يقولون لهم إن أردتم أداءها فقولوا ( اكعدت بالله واكفت بالله ولمانعرف امن اصلاة يقفرول الله ) !... أما إرساله لمدرسة النصارى فلكي يفسد دينه و خلقه ليبقي سيده للوحه و محظرته ليمارس الظلم لاحقا علي مسعود آخر، لكن الأقدار شاءت أن يكون هذا التصرف المشين بداية لحياة زعيم ،هيأته الأقدار ليكون محررا لشريحة ومنقذا لأمة . أما بداية عمل مسعود الإداري فكانت مشرفة لكل أبناء جلدته ولكل الموريتانيين الشرفاء فقد أظهر و هو في ريعان شبابه أن "الحرطاني" مهما صغرت سنه و صغر في أعين من يظنون أنفسهم أسيادا قادر علي تحمل المسؤوليات مهما كانت جسامتها ، و أن الله لم يخلقه ليكون عبدا لأخيه الإنسان وذالك ما برهن عليه مسعود في (تمسوميت) ، فكان فخرا لكل الحراطين رغم محدودية وعيهم .أما ما حصل معه في أطار فقد كان أعظم من أن تدركه عقول أهل ذلك الزمان ، لقد حاول رؤساؤه من" زنوج" و "بيظان" أن يحطوا من شأنه ويعاملوه ككل العبيد، و لكنه أظهر من الحزم والجلد ورفض الظلم ما جعل الجميع يدرك أن هذا الشاب سيكون له شأن و أي شأن . أما مسعود ولد بلخير في حكومة ولد الطايع فقد كان عقلها المدبر و فكرها المستنير عندما كانت تريد الإصلاح سنوات معاوية الأولي، لكن عندما سلكت طريق الانحراف وبدأ حيك المؤامرات ضد بعض مكونات شعبنا ،فقد وقف مسعود بكل عزة وشموخ ليقول لا ، فأدركوا أن منصب الوزير لن يورط مسعود ولد بخير في أمور تتنافي وقناعاته فأخرجوه من الحكومة و حاولوا جاهدين إلباسه بعض التهم ، لكن ذلك لم يفل من عزم الرجل ولم يجعله يرضخ للمؤامرات .أما انتخابات تسعين، فما لم تقله عنها هو أن مسعود ولد بلخير قدم أحسن و اشمل برنامج وطرح من القضايا ما لم يدر بخلد غيره ،و نجح في إظهار كل خصائص الزعامة و القيادة الحكيمة فألهب عواطف الجماهير، ولبي حاجة الأطر المثقفة، في طرح وطني مستنير .لكن رموز الإقطاع الرجعيين و أباطرة النظام آنذاك ، لم يقبلوا فوز مسعود المستحق لقيادة بلدية العاصمة فحاولوا أن يعطوه نصيب العبيد ، فرفض مؤكدا أنه لا يرضي إلا بحقه وحقه كاملا أما بخصوص الجبهة الديمقراطية الموحدة من أجل التغيير، فقد كان تأسيسها بداية نضال مشرف من أجل الحرية في هذا البلد ، و إنقاذه من تبعات الأحداث العرقية التي ما زالت جروحها غائرة حتى اليوم .أما بخصوص الانتخابات الرئاسية 91-92 فإن مسعود للأمانة التاريخية لم يتقدم بأي ملف لها. أما عند تأسيسه للعمل من أجل التغيير فقد أكد لمن أستقبلهم في حزب هو مؤسسه- وأرادوا أن يقصوه منه أو يحرفوا ما قام عليه من مبادئ و أهداف - أنه قادر علي بناء مؤسسة أخري تليق بمسعود وطموح مسعود .فأكتسح هذا الوليد الجديد الساحة في ظرف وجيز فأصبح خطابه خطاب الجميع في الصالونات ، والأسواق وعلي كل المنابر .أدرك النظام بخبثه و مكره أن العمل من أجل التغيير ثورة يجب إخمادها فأقدم علي حله في خطوة مجنونة كان بالإمكان أن تجر البلاد إلي ما لا تحمد عقباه لولا حكمة مسعود و التزام مناضله . أما رفض المعاهدة من أجل التغيير فأراد النظام من خلاله أن يقول لمسعود ، لا مكان لك في كل هذا الوطن الرحب، لكن هيهات أن تسد الأبواب علي قوم يقودهم قائد فذ بقدر تجربة مسعود وحكمته و إصراره علي رفع كل التحديات .فقد كان علي موعد مع كتابة صفحة جديدة مشرقة من تاريخ هذا البلد السياسي .فبانضمامه للتحالف الشعبي التقدمي ، أثبت زيف أكذوبة قديمة مفادها أن لقاء الحر و القوميين العرب في تشكيلة سياسية وطنية مستحيل استحالة الجمع بين الماء والنار. أما إنتاج مسعود الفكري فلا تخفي سيطرته في الساحة السياسية اليوم حيث لا يمكن لأي حزب يريد لنفسه موطأ قدم فيها إلا أن يتبني ما يطرحه مسعود ولد بلخير من أفكار متعلقة بالعبودية وحقوق الإنسان. أما قولك عن الوثيقة التي قدمها مسعود في" دربن" فهو خال من الصحة . فكل ما جاء فيها هو صورة موريتانيا غير المغلوطة ، مقدمة بوعي كبير و مسؤولية تاريخية . و في ما يتعلق بإدراك مسعود بعدم مسؤولية الدين عما يعيشه" الحراطين" من ظلم وقهر، فهو واضح عندما خط بيمينه الأسطر الأولي من ميثاق الحر . أما ما حاولت أن تثيره من شبهات حول تسيير مسعود لموارد الجمعية الوطنية فهو أمر لا يستحق الرد عليه ، فمسعود من هذا الجانب نظيف و معروف فهو الوحيد من أبناء هذا البلد الذي خدم الدولة الموريتانية من ابسط وظيفة الي أعلاها وخرج و هو لا يملك إلا محل سكن!.. بينما يعتبر معاصريه أباطرة لكثرة ما يملكون من أموال، أما من دخلوا الوظيفة بعده فحدث عنهم و لا حرج. و أعتقد أن الغبي يدرك أن ولد عبد العزيز لو كان يملك ابسط دليل علي سوء تسيير مسعود لما تردد لحظة في توقيفه و التشفي فيه لكن الرجل يستمد قوته من الصورة الناصعة للإداري النزيه والسمعة الطيبة للسياسي المخلص. و بخصوص ما حصل مع مسعود ولد بلخير في الانتخابات الرئاسية الأخيرة من استقبالات جماهيرية متعددة الألوان فهو قليل جدا مما يستحقه مسعود . فقد اظهر هذا الزعيم من خلال مسيرته النضالية الطويلة الكثير من الوطنية والإخلاص و كذب الكثير من الشائعات التي كان هدفها تشويه صورته وإظهاره في بعض الأحيان كمتطرف و في أحيان أخري كعنصري. أما مواقفه البطولية من الانقلاب العسكري الأخير و ما أظهره من إيمان بالديمقراطية ووفاء للعهود واستعداد للتضحية بكل شيء في سبيل هذا الوطن فهو الذي جعل النخبة السياسية تجمع على أنه يستحق بجدارة أن يقود هذه البلاد في هذه المرحلة التاريخية الحساسة فأستحق بذلك من الشعب الموريتاني أن يتوجه ملكا, لكنه كان يدرك بحسه المرهف و تجربته الطويلة أن الموريتانيين قد يضيعوا هذه الفرصة النادرة للارتقاء إلى مراتب الأمم العظيمة فكان يبكي حزنا عليها وعليهم . و في الأخير أقول لكاتب المقال، إن ما أوافقه فيه تماما هو أن زملاء مسعود مستعدون دائما للدفاع عنه، وبذل دمائهم رخيصة حتى لا تمس شعرة من رأسه . و أقول للكل أن مسيرة مسعود النضالية و العملية، تمثل فخرا عظيما لأبناء شريحته. فهو بالنسبة لهم النموذج الفريد للعصامية النادرة في هذا المجتمع .كما أقول للساعين للزعامة من الرجال وأشباه الرجال، أنه يمكن الوصول إليها دون النيل من قائد رمز صنع مجده دون النيل من الآخرين . وبأن محاولات النظام تشتيت نضال" الحراطين" و تأثير عليه في فترة من خلال تجنيد بعض المخربين و المخبرين سيؤول للفشل و يتحطم علي صخرة الحر، التي ظل قادتها ومناضلوها السند القوي لهذا الزعيم ، والمناضلين الشرفاء عن قضية "الحراطين" النبيلة رغم صعوبة الظروف،و ضيق ذات اليد، وتحالف الدولة والمجتمع ضدهم. كما أؤكد لأبناء الشرائح الأخرى، أنهم لن يجدوا في "الحراطين" قائدا كمسعود يتجاوز كل جراحات الماضي البغيض، لبناء دولة موريتانية ديمقراطية يشعر فيها كل فرد بأنه مواطن محمي الحقوق .لذا عليهم أن لا ينجرفوا وراء المؤامرات التي تحاك ضد مسعود و رفاق مسعود، بل عليهم أن يمدوا له يد العون من أجل تحقيق الحلم و توصيل موريتانيا إلى بر الأمان لكل مكوناتها وإبعادها عن أسباب الصراع العرقي الذي لا يبقي ولا يذر. محمد السالك ولد ابراهيم بتاريخ : 13/10/2010 |