المرأة الموريتانية المغتربة بين الواقع والمفترض
الأربعاء, 20 أكتوبر 2010 22:31

مع اشتداد الأزمة الاقتصادية والسياسية في موريتانيا هاجر كثير من الشباب الموريتاني إلى بلدان أجنبية حاملين معهم أحلامهم وتطلعاتهم إلى مستقبل أفضل منهم من جاء يطلب الرزق وأحضر معه أهله ومنهم من جاء يطلب العلم ثم طاب له العيش في تلك البلاد فقرر البقاء فيها ثم عاد إلى موريتانيا ليجلب معه فتاة كانت ولا تزال إلى تلك اللحظة حلما من أحلام حياته التي بدأت تتحقق واحدا تلو الآخر"

 

وعاشا في ثبات ونبات وخلفا صبيانا وبنات"كما يقال في المثل العامي ونسيا ما يحدث في بلدهما من مشاكل اقتصادية وسياسية  واجتماعية أو على الأقل نسيته الفتاة التي ظنت أن مشاكل موريتانيا الإجتماعية لن تلاحقها فهي الأن سيدة مثقفة واعية بكل ما يحدث حولها وزوجها رجل مثقف يحترم المرأة ويقدر مسؤوليته اتجاه زوجته وأبنائه وبالتأكيد تفكيره مختلف عن تفكير والده وجده إلا أن هذا ما لم يخطر لزوجها على بال أبدا.

لقد قررالعيش بعيدا  عن بلده نظرا لمشاكلها الاقتصادية والسياسية ولكنه لم يفكر أبدا في أن لها مشاكل اجتماعية يجب الابتعاد عنها ومن أهمها الطلاق والخيانة الزوجية التي تسبب الطلاق غالبا. لا بل فكر بطريقة أخرى هي نفس الطريقة التي كان يفكر بها جده : إنني الآن أعيش في بحبوحة من العيش وألف امرأة تتمنى الارتباط بي خاصة فى بلدنا الذي يعيش في حالة فقر وشريحة النساء هي الأكثر تضررا من هذا الفقر ومن بينهن المطلقة والعانس.

إذن فهذه فرصتي أن  أغير زوجتي وقت ما أشاء مثل ما أغير سيارتي ثم إن هذه العادة أو السلوك متفش في بلدنا ولا أحد يعيبه فلم أحرم نفسى من الاستمتاع بامرأة أخرى حراما أوحلالا "لايهم " وإذا علمت زوجتي فهي حرة في أن تقبل بهذا الوضع أو تأخذ أبناءها وترحل وفي كلتا الحالتين فهي الخاسرة وهي التي ظلمت نفسها فأنا لم أظلمها إنما مارست حقا من حقوقي في الاستمتاع بملذات الحياة. هذا ما أملاه عليه عقله التبريري ليحرره من تأنيب الضمير أما زوجته فهي لم تعد موريتانية تستقبل الطلاق بكل أريحية وتهيء نفسها لعرس جديد دون أن تحس بأدنى ندم على ما فاتها من الزوج الأول وتترك الأبناء لأسرتها لتقوم بمهمة تربيتهم فهي الآن تتبنى فكرا آخر يقتضى أن يتحمل الوالدان المباشران تربية أبنائهما وتعليمهم ولا ترى مثل ما يرى زوجها أنه من حق أحد الوالدين الاستمتاع بحياته والتخلي عن تحمله مسؤولية أبنائه مهما كلف الثمن.

وقبل أن أختم هذه  الخاطرة  وحتى لا يتهمنى الرجل الموريتاني بأنني أتحامل عليه أود أن ألطف الأجواء بذكر خصلة من خصاله لا يسعنى تجاهلها وهي: أن الرجل الموريتاني قل ما يبخل على أهله بما فى جيبه خلال فترة تواجده معهم ولكن حبذا لو أدرك أن لأهله احتياجات معنوية تحتاج إلى شىء من الكرم هي الأخرى وحبذا لو كان لديه إحساس أكبر بالمسؤولية اتجاههم وأكمل مشوار الألف ميل الذي بدأه بخطوة.

 

فاطمة الداه/من الدوحة /عاصمة قطر.

المرأة الموريتانية  المغتربة بين الواقع والمفترض

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox