أين تكمن السعادة
الجمعة, 22 أكتوبر 2010 14:58

ظل الإنسان على مر العصور يبحث عن مكامن السعادة بشتى الطرق من الناس من ظن سعادته في جمع المال فأفنى طاقته البدنية وأيام عمره للوصول إلى ذلك الهدف وصل الكثيرون إلى ما أرادوا وتجمعت لديهم ثروات هائلة لكن سرعان ما اكتشفوا أن المال لم يحقق لهم تلك السعادة التي كانوا يطمحون إليها وهاهم يرحلون تاركين وراءهم ما أفنوا ثمرة شبابهم وكهولتهم فى جمعه ليتقاسمه الصديق والعدو

 

ومنهم من بحث عن السعادة في الترحال من قطر إلى آخر ظنا منه أنه بمجرد ما أن يغير مكان إقامته سيتغير ما بداخله من هموم تعتلج في صدره وتقض مضجعه إلى آخر ذلك من وسائل البحث عن السعدة  إلا أن الأمر قد لا يكون بتلك السهولة ويظل العثور على مكامن السعادة سرا من أسرار الحياة لا يكتشفه  إلا من حباه الله بتذوق حلاوة الإيمان بالله وحلاوة الامتثال لما أمر به واجتناب ما نهى عنه عندها يطمئن القلب ويمتلىء سكينة وهنا تكمن السعادة الحقيقية التي لا تتأثر بالعوامل الخارجية من بهرج الحياة الدنيا وزينتها فهنيئا لمن ذاق حلاوة الإيمان وسعد بها في الدنيا وفي الآخرة ذلك لعمري هو الفوز الأكبر ويعد ما سواه خسرانا مبينا
فلله در أقوام نذروا حياتهم ابتغاء مرضاة الله فما خيبهم وكانت لهم سعادة الدنيا والآخرة أولائك هم أصحاب العقول الكبيرة حقا وأولائك من يجب علينا أن نحذو حذوهم وننتهج منهجهم القويم في الحياة
وأتمنى ألا يدور بخلدك أيها القارئ الكريم أنه لا نصيب في الدنيا لمن نذر حياته لله الواحد القهار بل على العكس من ذلك لقد أمرنا الله تعالى بالبناء والتعمير في هذه الحياة الدنيا والمشاركة في القرارات المهمة والتمتع بالطيبات من الرزق وجعل في الحلال من المتع ما يكفي عن الحرام لمن أراد؛ فمن يعتقد أن في الامتثال لأوامر الله قيدا عن الاستمتاع بملذات الحياة هو من يفهم إسلامنا فهما سطحيا أو لا يفهمه إطلاقا؛ فما نهى الإسلام عن أمر إلا لضرر ينجم عنه وما أمر بأمر إلا لنفع يترتب عليه عاجلا كان أم آجلا. وبمعرفتنا وإيماننا الصادق بهذه الحقائق وغيرها مما يطمئن النفس و يشرح الصدر للإيمان بالله تتحقق السعادة والخير العميم لنا ولمجتمعنا
وبالله التوفيق.
فاطمة الداه.

   أين تكمن السعادة

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox