الأحد, 24 أكتوبر 2010 12:23 |
سعدنا ولد محمد أحيدتسعي وزارة الشئون الإسلامية إلى خلق جو من التوتر بينها ونخبة من العلماء بعد أن تدارك الرئيس محمد بن عبد العزيز الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الأنظمة السابقة في حق العلماء والدعاة فقد وصل الرئيس محمد بن عبد العزيز إلى رأس هرم السلطة في البلاد والعلماء في حالة من التحسب والترقب لأي طارئ قد يلصق بهم تهما ما شأن الحكومات السابقة لكن الرئيس محمد بن عبد العزيز بدد تلك المخاوف وفتح الباب واسعا على مصراعيه للتعامل مع العلماء ومشاركتهم في عملية بناء الدولة واستغلال قدراتهم في تنمية المجتمع وتحصينه من المسالك الشاذة
لكن هذا الانفتاح من الرئيس قابله تحفظ من الوزير أحمد بن النين تحفظا أشفعه بإجراء عملي اتضحت معالمه فيما بعد حيث لم يكن إقصاءه لكوكبة من الدعاة المتمرسين من إحياء شهر رمضان في الخارج إلا مقدمة لإقصاءات أوسع نطاقا وأكثر منهجية مقسما بذلك العلماء إلى قسمين : ـ قسم يوثق به بنظرة من الوزير لا تتعدي امتداد محظرته اسند لها كل الأنشطة في مجال الدين ـ قسم مشتبه فيه عند الوزير أقصاه من ميدان العمل المحسوب لوزارته الشئ الذي دفعه إلى وضع معاير برر بها هذه الإقصاء كشف النقاب عنها في إذاعة القرآن الكريم حين جعلها نافذة أخرج منها من دخل من باب الوزارة من لا يرغب فيهم معايير شكلت في نظره صورة متفرقة لأصولية مسجلة في دماغه من ذاكرة الماضي أراد أن يجمع منها وجاها الأصولية متطرف مزعومة وبتلك المعايير وضع الجل من العلماء والدعاة والسواد الأعظم من العاملين في مجال الدعوة في قفص اتهامه . إرهاصات أعادت للعلماء الهواجس القديمة وشكلت شبحا مرعبا لما ستكون عليه علاقاتهم مع رئس أدانوا له بالولاء في ظل الثقة التي يحظي بها الوزير كما يشاع من جهة وبين علاقات العلماء المتأزمة مع الوزير من جهة أخري . ومما زاد من مخاوف العلماء ما كتبته جريدة الأمل أن الوزير احمد أصبح الشخصية المتصدرة للثقة في القصر الرمادي الشيء الذي يسهل اتخاذ أي إجراء لا يخدم صالح علاقاتهم مع النظام ،ويري المراقبون للوضع أن زمام المبادرة بات في يد الوزير ولن يخرج عن أحد احتمالين ـ إما أن يكون الوزير يريد الهيمنة علي منافذ صوت العلم والدعوة والاستيلاء على وسائل الإعلام الرسمية وتخصيصه لجماعته والتلويح بالتطرف في وجه العلماء ما هو إلا وسيلة لحماية مكتسبات جماعته على حساب الآخرين . ففي هذا لن تكون هناك مواجهة جدية فالعلماء لديهم من منابر التبليغ ما فيه غنا عن خوض معركة مع الوزير ولاسيما إذا كان هناك تهمة في كسب منافع ماديةـ ـ الاحتمال الثاني : أن يكون الوزير يسعي لوضع منهج دعوي خليلي وإلزام الجميع به و بمصوغات سياسية فهذا يعني أ ن اتهاماته بالتطرف للجماعة لا بد أن تكون جادة وصارمة مهما كلفت من ثمن كضربة استباقية للقوي الحية في دفاعات الجماعة و إظهار هم كصوت معارض للحكم وجبهة متطرفة تسعي لزعزعة الأمن والاستقرار من أجل كسب تأيد السلطة والرأي العام وبذلك يكون السيد الوزير صنع أرضية ممهدة ليضع عليها أطروحته كمحمية تكلؤها رعاية السلطة . وهنا سيجد العلماء أنفسهم أمام منطقة محظورة يمكن أن يكون قانون التجريم فيها يصدر بمجرد الاقتراب منها . وقبل أن يكشف الستار عن نية الوزير حول احد هذه الاحتمالات يظل العلماء في حيرة من أمرهم حيث يلقون جفاء في الوزارة لا يجدون له مبررا و إعراضا عجزوا عن تفسيره هدوء يسبق العاصفة عادة ربما سمح للعلماء بوقت يراجعون فيه موقفهم من وزارة كان من المفترض أنها أشأت من أجل مشاركتهم في عملية بناء الوطن فحولت نفسها إلى قاعدة يرمون منها بأقسي التهم . سعدن بن محمد أحيد
|