قبل أن تضيع دمشق
الأربعاء, 30 نوفمبر 2011 21:04

 

دمشق   وما  أدراك ما دمشق  ؟ أقدم المدن  العربية و  أعرقها  وأكثرها  حضورا  في كل أحداث  العرب وبطولاتهم  و  أسمارهم     احتضنتهم  أيام  زهوهم و  انتعاش  حضارتهم  ,  لكل  شارع  في دمشق  حكاية   ولكل  زنقة رواية  تسطر  بأحرف  من  ذهب  تلك  الرابطة  العضوية  بين  العرب  ودمشقهم  الغالية  التي  تغنى بها قباني و ترنم وبكي  عليها شوقي   تضيع اليوم  تحت وطأة  تعنت  نظام   و طمع قوي خارجية و عبثية  جامعة  تفرق  أكثر من ما تجمع   .... 

 

من  أجل  عيون  دمشق    و   لتاريخها  الناصع   أكتب هذه  السطور  بعدما  طفح  الكيل  وسقط  آلاف  الشهداء  في مواجهة  آلة القمع  وبينهم  عشرات  الجنود  سقطوا  بنيران  عصابات مسلحة  كما يدعي النظام 

,,  بعد  كل  هذا  علي  الجميع  أن  يكون  مسؤولا  و يتعامل  بوطنية   و  بتفهم  ويغلب  لغة الحوار  والتفاهم  الداخلي  علي  كل  العوامل  الخارجية  حتي  نتمكن  من إنقاذ  عاصمة  الأمويين  و تعود  لدمشق  نضارتها  التي  افتقدتها  منذ  شهور  ....

 

يتحمل النظام  السوري  الدكتاتوري   جزءا  كبيرا من ما وصل إليه  الوضع  اليوم  في سوريا لتعنته  وقمعه   وقتله  لمئات  لا لشيئ  إلا  أنهم  طالبوا  بالحرية  والكرامة التي حرموا  منها  لعقود   ولكن  ومع  هذا  فإن   الممتبع  للوضع  السوري  بموضوعية  وتجرد  من الذات  يجد   أن  هناك  مدنا  كبيرة   مثل –دمشق  وحلب -  وفيها  يقطن  غالبية  عظمي  من الشعب  لم  تنتفض  بعد بشكل يوازي ما حدث في مدن أخرى ولا  تزال تخرج  من  حين لآخر   تنادي  بحياة  الأسد  ودوام حكمه بغض النظر عن ترتيب النظام لذلك الخروج   ولهذا  فإن  الثورة  السورية لا تزال تفتقد  إلي شموليتها إن صدقت روايات النظام  وإلي  عامل الجيش  الذي كان  حازما  في  مصر وتونس  .. بينما الجيش  لا يزال  ملتفا وراء النظام  الحاكم   مما  يجعل  سيناريوا  حرب  أهلية -  لا سمح  الله  -   هي التنيجة الحتمية لما يجري  اليوم في  شام  العرب  ومنبر  عزتهم    ...

 

"ينتصر العرب  حين  تتوحد  مصروسوريا"

 

بهذه  الجملة  لخص  القائد   الفرنسي  الشهير  نابليون  بنابورت    تجربته  مع   العرب   حين  نظم حملته الشهيرة إلى المشرق العربي.     تجد  هذه  الجملة  مدلولاتها  في  السعي  الدؤوب  لقوي  غربية    إلي التدخل  في الشأن  السوري بحجة –حماية المدنيين -  فمتي  كان  الغرب  يحمي  المديين  من أجل  عيونهم؟أ  لم  تقتل  إسرائل  أضعاف  ما قتل  النظام  السوري  في غضون العقود الماضية؟   فلماذا  لا تقوم   قيادات الناتوا  النبيلة  والإنسانية  بحماية  -أطفال  غزة  ,  و  عجائز  القدس  ,  و  حرائر  الضفة ....   أليس  هؤلاء  مدنيون اغتصبت أرضهم  وشردت  عوائلهم  و  مثل بأبنائهم   فلماذا  ازدواجية   المعايير  لدي  سدنة  الأطلسي   المحترمين....  ليس  هذا  الكلام  دفاعا   عن  النظام  السوري القمعي  -فاليذهب  إلي الجحيم – ولكن  دون  أن يكون  البديل عنه  كرازي  أومالكي  ودون  أن  تقسم  سوريا  إلي دويلات  عرقية وطائفية بغيضة  وضعيفة  ..

 

علي  النظام  السوري  أن  يكون  عقلانيا ويوقف  العنف  ضد  أبناء  شعبه    العزل  وعلي  من يريد إسقاطه  أن  يسعي إلي  ذلك  داخليا بعد  تفكير  وتحضير ملي  للبدائل   حتي  لا يأتي  علينا  يوم  تنتباكي فيه  عليه  وما  العراق  منا ببعيد...

 

في  خطم  هذه  الأحداث  تظهر  جامعة  الدول  العربية   بتاريخها  العظيم  في نصرة  قضايا  العرب  و حل مشاكلهم  وتبني  قضاياهم    -العادلة  وغير العادلة -  طبعا  أنا  تكلم  عن  المفروض  أما الواقع   فعكس ذلك تماما .  اجتمع  العرب  أخيرا  من أجل  شعب سوريا بعد  ثمانية  أشهر  من  بداية  انتفاضة  الشام  اتجهت  كل  العيون  و  تعلقت  كل  القلوب   إلي هذه  القمة    فالجميع  يثق  في حكمة  القادة الملهمين  أن  يقدموا  حلا  عربيا  للأزمة  ...  فكانت  النتيجة   مخيبة  للظنون   -كالعادة – فلم  يستطع  العرب تأمين حل عربي صرف  لأزمة  إذا بها  تتحول  إلي  معبر  لتدحل   غربي  في  لأزمة أو هكذا يظن بعض المراقبين   ...  سيكون  بمثابة  استبدال  الرمضاء بالنار.

علي  العرب  أن يعلموا   أن  الغرب  لا يفعل  شيئا  من  أجل  عيونهم  وإنما طمعا  في  ثرواتهم  وسعيا  لتمزيق  الممزق في إطار  شرق  أوسط  جديد  يريدون  للثورات  العربية  أن  تمهد  الطريق  له  بعد  أن تخبطت   دبابتهم  في  وحل العراق  وقبلها  أفغانستان  ... 

علي  الجامعة  العربية أن  تعاقب  النظام   السوري  أو تحاوره    دون  أن تترك  الفرصة لقوي  أجنبية   لتكون  بديلة عنها  والدور  قد  يأتي  علي  الجميع  كما  قال    أحد  اساطينها  الراحلين  المشتعلين  بالرييع  العربي  الذي يسعي  البعض  إلي تحويله  إلي خريف أو صيف  ...

 

ستبقي  سوريا  الشعب  وليست- سوريا  النظام-  الأمل  الوحيد في  هذه  الأزمة  أن  يستطيع  أباؤها  البررة حل  مشاكلهم   دون  الحاجة إلي  تدخل  خارجي  مقيت  ,,   يفسد  أكثر مما  يصلح  ويحقق  حلم  بونابورت في  تفتيت  دمشق  و اقتلاع عينها  التي   منها يبصر العرب  ..  وعليها  المعول  في تحرير  أرض  المهد و الحشر  ..

 

لنتنادي  جميعا  من  أجل  إنقاذ  دمشق   العروبة  والإسلام   من براثين  نظام  أرعن  ومعارضة  كلم اتفقت اختلفت مع احترامنا وتقديرنا للصادقين والمخلصين من أعضائها  و  مطامع  غربية   لا تنفك   تكشر عن  أنيابها كلما لاحتت لها الفرصة لذلك فعيون  دمشق   تستحق  ذلك  وأكثر...

 

أحمدو  محمد  الحافظ النحوي

كاتب  موريتاني 

مقيم في  المغرب  

قبل أن تضيع دمشق

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox