الإعلام الموريتاني وحرية الرأي والتعبير
الثلاثاء, 26 أكتوبر 2010 15:22

بقلم: محفوظ ولد السالك طالب صحفي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال/الرباط - المغرب

إذا كان الإعلام يعتبر نبراسا يبصر المواطن حقوقه وواجباته ، ويلعب دورا أساسيا في المجالات  التربوية والتثقيفية  والتعليمية ، ويعول عليه في مجال كشف الحقيقة وإبلاغ أصوات المظلومين المبحوحة  فإنه لكي ينجح في لعب كل تلك  الأدوار المنوطة به بحياد وتجرد وموضوعية ، لا بد له من حرية الرأي والتعبير التي تعتبر الأوكسجين الذي لا يمكنه التنفس من دونه ، فأي إعلام لا يمكنه النهوض وإبلاغ الرسالة التي يحملها على كاهله إلا في ظل وجود حرية رأي وتعبير تكلآنه من كل ما من شأنه أن يعترض سبيله في القيام بدوره الشريف ، لكن بالمقابل لا بد أن يتحلى الإعلاميون بالمسؤولية اللازمة والمهنية التي تحكم هذا العمل ، آخذين بعين الاعتبار أن الحرية ليست مطلقة لأن ذلك يؤدي إلى " مفسدة مطلقة " وإنما في حدود أن يؤدون رسالتهم  الإعلامية على أكمل وجه .

 

ورغم أن الإعلام الموريتاني لا يزال فتيا ، إذ تعود نشأته إلى الستينات  ورغم أنه لم يعرف بعد انتشارا واسعا ، إلا أنه استطاع تجاوز عقبة حرية الرأي والتعبير ـ إلى حد ما ـ  التي غالبا ما  يعاني منها الإعلام في العديد من الأقطار العربية الأخرى ، لكن محدودية انتشاره انعكست على حجم الحرية التي يتوفرعليها  والتي لا شك أن هامشها كبيرا إذا ما قورن بنظيره في المحيط المغاربي أو حتى العربي ، فبعض هذه الدول يعاني فيها الإعلام  من سجن الصحفيين وتهميشهم وإغلاق الجرائد ، فضلا عن الغرامات المالية المثقلة للكاهل ... وهي كلها مشاكل ليست مطروحة للإعلام الموريتاني.
وقد صنفت منظمة " مراسلون بلا حدود " في تقريرها الأخير لعام 2010 موريتانيا في المرتبة الرابعة عربيا  بعد كل من " لبنان والإمارات والكويت " من حيث حرية الصحافة متقدمة بخمس درجات عن ترتيبها للعام الماضي وهو ما يعني أن هامش حرية الرأي والتعبير فيها لا زال يشهد توسعا .
لكن الإشكال الذي مابرح  الإعلام الموريتاني يعاني منه هو قلة تكوين الصحفيين في مجال الإعلام ، مما يساهم في عدم نهوضه وينعكس سلبا على طبيعة المادة المقدمة إلى المتلقي ويشجع مقولة أن " الإعلام مهنة من لا مهنة له " فانعدام توفر البلاد على مدارس لتكوين الصحفيين  جعل سوق الإعلام الموريتانية مفتوحة في وجه كل من هب ودب .
إن موريتانيا على عتبات بلوغ نصف قرن من الزمن على استقلالها  ولا يزال إعلامها ضعيفا سواء من حيث مستوى الانتشار، حيث لا توجد بها سوى قناتين تلفزيتين وشبكتين إذاعيتين " تقريبا " وبعض الصحف الألكترونية والورقية التي لا يعود صدورها إلا إلى التسعينات ، أو من حيث المادة الإخبارية المقدمة إلى المتلقي والتي غالبا ما تكون مفتقدة لشروط الاختيار والأسلوب الإعلامي المناسب " لأن أسلوب الكتابة في الصحافة المكتوبة يختلف عنه في الإذاعة وفي التلفزيون ، كما أنه بيعد عن الأسلوب الأدبي" ، هذا فضلا عن بدائية الآليات والمعدات المعتمد عليها. 
إن الإعلام الموريتاني لبحاجة إلى اغتنام فرصة حرية التعبير التي لا تزال منظمة " مراسلون بلا حدود " تشيد بها حيث منحته خلال عامين متتاليين المرتبة الأولى مغاربيا ، بل إنها منحته خلال هذا العام المرتبة الرابعة عربيا ، وهو ما يعني أن حيزحريته  في تقدم لكن المتتبع لا يكاد يلاحظ وجود أي تقدم  في مجال المادة المقدمة من أخبار وبرامج ...
عموما يبقى من المنتظر أن تشهد الساحة الإعلامية الموريتانية طفرة نوعية في مجال وسائل الإعلام ، نتيجة تحرير قطاع السمعي البصري الذي أعلن عنه خلال الأشهر السابقة ، وكذلك نتيجة لهامش الحرية المتاح.  

الإعلام الموريتاني وحرية الرأي والتعبير

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox