إلي المحكمة يا معالي الوزير
الأحد, 31 أكتوبر 2010 17:31

 

 

منذ شهرين و مئات المقتصدين و المراقبين العامين لا يعرفون مصيرهم ،

منذ شهرين و الوعود تتالى عليهم دون أدنى تنفيذ.

منذ شهرين  و هم تحت الشجر ( الموجود في ساحة وزارة التعليم الثانوي)  ، تابعوا اشتباكات الجيش مع الإرهابيين   تحت  الشجر، و بكوا الجنود تحت الشجر ، و سمعوا بدخول الجيش  تحت الشجر ، و راقبوا الحوار حول الإرهاب تحت الشجر ، و شربوا الشاي     و أكلوا الخبز تحت الشجر، و ناموا و استيقظوا تحت الشجر .

و الرجل في كل يوم ينظر إليهم  من الشرفة تحت الشجر . شهران و لا شيء تغير.

 

و السؤال المحير هو ما الذي يجعل شخصا أو شخصين  في وظيفة سامية في حكومة رشيدة لنظام اتخذ من محاربة الفساد عنوانا له،  ما الذي يجعله في عناد مع القانون ، في حل من التشريعات ،في صمم عن النداءات و كأنه يقول ، إلا هؤلاء ، فقط لأنه قام بشيء و لا يحسن به التراجع عنه؟ .يا لإنصاف هؤلاء الوزراء.يا للفرق بينهم و بين عمر الذي قال أصابت إمرأة و أخطأ عمر

و السؤال الآخر ما الذي يجعل مئات الموظفين البسطاء يعاندون وزيرا بهذه الحدة من أجل علاوة لا تسمن و لا تغني من جوع  ، بعضهم قاب قوسين أو أدنى  من التقاعد ، و بعضهم في قمة الإنشغال الأسري ،و كلهم لديه من المشاغل ما لو انفق فيه وقت الإعتصامات لأدر عليه نفعا و جلب له  مصلحة ؟، ، هل لأنهم أحسوا بالظلم فرجوا الإنصاف  . يا لعناد هؤلاء الموظفين

و السؤال الثالث لماذا لا يقرر هؤلاء إن أرادوا إنصافا أو رحمة  بأنفسهم استقالة جماعية  يودعون بها  الوزير ليجعلها إكليلا في سيرته الذاتية ما قبل الإقالة الحتمية و يؤكدون بها جانبا إيمانيا مقتضاه أن الله  الذي يخرج الخبء في السموات و  الأرض يمكن أن يمطر عليهم مئات الوظائف الجيدة في المؤسسات الخاصة و  العمومية ، فلماذا لا يقومون بها مرة واحدة  حتى يسمع بهم الوزراء  فلا يزالون يهابون أمثالهم من ضحايا الارتجالية  .

لكن هؤلاء أطول نفسا مني و أصلب عودا و أصبر على قضيتهم التي يقولون إنهم اتخذوا لها من التدابير ما يجعلها عصية على الحلول الجزئية.

يوم الخميس الماضي أنهى المئات من المقتصدين و االمراقبين العامين إجراءات التوكيل الفردية و  الجماعية ليصبح الملف بين يدي المحكمة ، فإلي المحكمة يا معالي الوزير.

 

إلي المحكمة مع كامل الاحترام الذي يكفله لك القانون ، مع كامل التقدير الذي تحيطيك به  أبهة الوزارة ، مع كامل الصلاحيات التي تعطيها لنفسك و تمنع صلاحياتنا التي يمنحها القانون .

إلي المحكمة التي يتساوى فيها الخصوم ، التي تنتزع فيها الحقوق  ، التي لا مرواغة فيها ، فالحق أحق أن يتبع .

إلي المحكمة و أنت أول وزير سيدعى من مكانه إلي المحكمة ـ إن لم يوكل أحد ـ  لقاء تصرف ارتجالي قام به ،

يراهن هؤلاء الصابرون على عدالة الدولة ، و على نفاذ القانون وعلى قوة التشريع ، يراهنون على رئيس الفقراء و هم فقراء بالطبع فلم يكونوا يملكون إلا ما سلبه الوزير ، و لا يريدون إلا تطبيق القانون .

و إلي جانب المحكمة يملك هؤلاء رصيدا وافرا من الصبر و التضحية و قدرة كبيرة  على المناورة و كمية قليلة من التنازل تساوي الصفر ، أو الصفر من اليمين ، و الأخير فقط من أجل عيون أهل الرياضيات .

أحمد ولد سيداتي

 

 

 

 

إلي المحكمة يا معالي الوزير

إعلان

السراج TV

تابعونا على الفيس بوك


Face FanBox or LikeBox