بقلم: الحسين ولد النقره                     

كاتب موريتاني مقيم في السعودية  

الحسين ولد النقره محاربة الفساد(بما هي هدف أسمي وغاية نبيلة) يبدو انها ليست الا قناعا يستر وراءه نظام عزيز عيوبه في عجزه عن مواجهة الحالة المتردية التي تعرفها البلاد اليوم , ذالك ان لكل الأنظمة -سيما الدكتاتورية- منها "سينفونية", تصنعها لنفسها وتسعي من خلالها الي إقناع الناس بها بما يأدي الي تكريس سلطتها المطلقة علي شؤون الدولة والمجتمع.

ومن ثم يسهل عليها الإستحواذ علي كل شيء,هذه "السينفونية" الفجة وجدها نظام الجنرال عزيز في عناوين من قبيل: محاربة الفساد,. ورئيس الفقراء..

فماهي حقيقة محاربة نظام عزيز للفساد؟,وهل أقتنعت "سينفونية" محاربة  الفساد الموريتانين؟ 

هذاهوموضوعي اليوم الذي أريد ان أتناوله مع القاريء الكريم.

يجمع الكل علي أن محاربة عزيز للفساد غير جادة بالمرة بالمرة, ولكن ثمة ملاحظة ينبغي  لنا الإشارة اليها ونحن نلج الموضوع, وهي أن النخبة السياسية والثقافية بل وعموم الشعب الموريتاني, مافتئت تجمع منذ أمد علي ان الفساد وكل أصنافه وألوانه يمثل العقبة الأهم في وجه قيام تنمية حقيقية في البلاد.

خاصة وقد حبانا الله كثيرا من الثروات الطبيعية, ظلت حكرا علي قلة قليلة من بطانة الأنظمة الفاسده المتعاقب ومتزلفيها,هذه النقمة الشعبية علي الفساد تلقفها الجنرال ووجد فيها ضالته فأمتطي صهوتها, خاصة وأن الرجل يحتاج الي مايسند به شرعيته المهزوزة,فهو قام بإنقلابين متتاليين, كان آخرهما علي رئيس منتخب ديمقراطيا هو سيد محمد ولد الشيخ عبد الله الذي يعتبر أول رئيس مدني يحكم البلاد بعد أكثرمن ثلاث عقود متتالية من حكم العسكر,لكن ركوب عزيز لموجة السخط علي الفساد لم يكن كما تمني,ولم يلقي القبول الشعبي المرجو منه,وذالك لعدة أسباب :

- أولها أن الرجل لايملك ما يؤهله للقيام يفترض في من يقوم به توفر شروط ونتفاء موانع, شروطا لعل أهما: نظافة اليد ثم شرعية النظام. وهما شرطان لايزال الجدل حولهما محتدما منذ استلاء الجنرال علي السلطة.

وبرغم ان الشعب الموريتاني طيب بطبعه و بحاجة الماسة الي من يقف في وجه الفساد, ,وبرغم  آلة النظام الدعائية القوية التي كرست في خدمة تلميع صورة نظام الجنرال وشعاراته, في محاربة الفساد مثل رئيس الفقراء وخطاباته من وقت لآخرعن محاربة الفساد(خطابه في أنواذيبوالأخير) فإن المراقب يلاحظ أن كل تلك الشعارات وتلك الإدعاءات لم تجعل الشعب ينخدع  بل ظل تخبط النظام في سياساته يكشف مرة بعد مرة زيف ما أسماه عزيز محاربة الفساد فظهرت الإتفاقيات والصفقات المشبوهة التي هدفت الي إستنزاف ثروات البلاد كإتفاقية الصيد التي أبرمت مع الصين الشعبية,والصفقات اليومية التي تظهرمن حين لآخر وتتم خارج القانون مثل صفقات التراضي بعشرات الملايين و تلك التي تعطي احيانا لجهات علي صلة بالقصر..وما زاد الطين بلا في تعرية وكشف مستور عزيز في(محاربة الفساد) إستخدامه كورقة لتصفية حساباته السياسية مع خصومه السياسين بهدف تشووههم, من ذالك ما حدث مع رجال الأعمال في 2008 وماجري بعد ذالك لرئيس الوزراء الأسبق ولد الواقف, والشواهد في هذا المجال أكثر من أن تحصي, هذا بالإضافة الي ان عزيز ظل الي اليوم علي صلة وثيقة بمجموعات كبيرة ممن لهم سوابق بارزة في عمليات الفساد, ذالك بعض مما ظهر للعيان, والأمل في أن لا يكون ما خفي أعظم..

إن محاربة الفساد وإجتثاثه من جذوره مسألة وطنية هامه, وعمل مقدس لاينبغي ولايجوز أن يكون سلعة تباع في نخاسة السياسة الداخلية كما يفعل الجنرال عزيز.في إستهتار بالغ بالقضايا ذات الأهمية الوطنية الكبري, فمتي يدرك عزيز أن الكيل فاض, وكفي خداعا وتلاعبا بعواطف الناس وتحايلا علي أقوات الضعفاء من هذا الشعب المحروم من موارد بلاده وهي تعبرعقدها السادس علي تأسيس الدولة والإستقلال, ولسان حاله يقول (ما أشبه الليلة بالبارحة).فلا تنمية, ولابنية تحتية,ولا عدالة إجتماعية بل لاصحة, ولا تعليم يشبه أويقارب ما تتوفر عليه حتي تلك الدول التي هي أقل من بلادنا موارد طبيعية. ولاوجود إلا لمافيات تتكاثر كالفطر,همها الوحيد هوأن تقضي علي أي أمل لهذا الشعب المسكين في أن يعيش حياة كريمة مثل غيره من الشعوب.الأرض ويبقي الأمل في أن تنجلي غمة الجنرال قريبا ويشرق فجر جديد يضع حدا لليل عزيز البهيم..           

***

    بناء الفكر يرفع كــــــل قـوم   وبالتجديد يرتفع البنـــــاء

  إذا مـــا الفكر أقفر في بــلاد   تعاهدها التخلف والشقـــاء

حسابي على اتويتر

https://twitter.com/#!/addasi2007

الفيس بوك

http://www.facebook.com/profile.php?id=1535586893

مدونة " من أجل البناء"

    http://addasi.maktoobblog.com/

     منتديات " شباب شنقيط" 

 http://www.shin-youth.com/vb/